وافق، أمس السبت، اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، والذى سلط الضوء هذا العام على الأوضاع الكارثية التي تعيشها المرأة الفلسطينية في غزة، جراء العدوان الإسرائيلي على القطاع.
وحددت الأمم المتحدة، يوم 25 نوفمبر، موعدًا لانطلاق ما يسمى بحملة الـ16 يومًا، للتوعية بمخاطر العنف ضد المرأة، إذ إن هناك 1 من كل 3 سيدات تعاني من العنف البدني والجنسي، وذلك بنسبة 30%.
لكن الواقع في غزة مختلف، حيث تكاد الحرب، تحتكر مرحليًا صورة العنف ومسبباته، وتساهم بتأثيراتها في إنتاج مزيد من أشكاله غير المألوفة، كالتي تعانيها نساء غزة اليوم في مراكز الإيواء، أو تحت القصف، في وقت يدفعن فيه "الثمن الأغلى والأكبر" للصراع، بحسب ما أكدت الأمم المتحدة.
وفي إحاطة قدمتها وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والمديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، "سيما بحوث"، وصفت وضع النساء في قطاع غزة بـ"الكارثي"، وسلطت الضوء على الضغوط والاحتياجات الحادة للأمهات والنساء الفلسطينيات في القطاع.
وتشير التقديرات إلى أن 67% من الأشخاص الذين استشهدوا في غزة، والذين يزيد عددهم على 14 ألف شخص، هم من النساء والأطفال، وهذا يعني استشهاد والدتين كل ساعة وسبع نساء كل ساعتين، بحسب الأمم المتحدة.
وأضافت "بحوث" أن "180 امرأة تلد كل يوم في غزة، دون ماء أو مسكنات أو تخدير للعمليات القيصرية أو كهرباء للحاضنات أو مستلزمات طبية، ومع ذلك يواصلن رعاية أطفالهن والمرضى والمسنين، وتخلط الأمهات حليب الأطفال بالمياه الملوثة، عندما يجدنه، ويبقين دون طعام حتى يتمكن أطفالهن من العيش يومًا آخر".
وتتحمل النساء مخاطر متعددة في الملاجئ المكتظة للغاية، بحسب الأمم المتحدة، تشمل سبل عيشهن وأمنهن وكرامتهن.
وقالت بحوث: "أخبرتنا النساء في غزة أنهن يصلين من أجل السلام، ولكن إذا لم يتحقق السلام، فإنهن يصلين من أجل الموت السريع، أثناء نومهن، وأطفالهن بين أذرعهن".
وتابعت: "يجب أن نشعر بالعار جميعًا أن أي أم، في أي مكان، لديها مثل هذه الصلاة".
وفقدت آلاف النساء في غزة منازلهن، حيث تم تدمير أو تضرر 45% من جميع الوحدات السكنية.
فيما تعاني آلاف المصابات في القطاع، دون قدرة على الحصول على أي دعم طبي من النظام الصحي المنهار تمامًا.
وبحسب الأمم المتحدة، قبل التصعيد الحالي، كان هناك 650 ألف امرأة وفتاة في حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية في غزة، بينما ارتفع هذا التقدير الآن إلى 1.1 مليون، بما في ذلك ما يقرب من 800 ألف امرأة نازحة داخليًا.
وقالت المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، ناتاليا كانيم، أمام مجلس الأمن، في 22 نوفمبر، إن الوضع الذي تواجهه النساء والفتيات العالقات في الصراع "يتجاوز الكارثة".
وأضافت أن نقص الغذاء والماء ومستلزمات النظافة في جميع أنحاء غزة يخلق عوامل خطر للنساء والفتيات، فيما تُعرّض الضربات والعمليات العسكرية بالقرب من المستشفيات حياتهن للخطر.
وعلى الرغم من أن جميع النساء والفتيات عانين من هذا الصراع، إلا إن الأثر كان مدمرًا بشكل خاص بالنسبة للأمهات اللائي استُشهد العديد من أطفالهن أو تم تشويههم أو إصابتهم بجروح خطيرة أو لا يعرفن مكان وجودهم.
ووقع 117 هجومًا على البنية التحتية الصحية في غزة، منذ 7 أكتوبر، مما أدى إلى توقف نصف مستشفيات غزة عن العمل وإغلاق 64% من مراكز الرعاية الصحية الأولية.
خلال الأسابيع المقبلة، تتوقع الأمم المتحدة أن تلد نحو 5500 امرأة في غزة، حيث يقوم الأطباء في المستشفيات، التي تعاني من ويلات الحرب، بتوليد النساء بدون تخدير أو بتخدير بسيط، وأحيانًا على ضوء الهواتف المحمولة.
وفي بيان أصدرته السبت، بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، قالت وزارة الخارجية الفلسطينية، إن 72 أسيرة فلسطينية في سجون الاحتلال يعانين من ظروف مهينة مأسوية.