الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مقبرة وركام مد البصر.. كيف تبدو غزة في أول أيام الهدنة؟

  • مشاركة :
post-title
تدمير المباني بقطاع غزة إثر قصف الاحتلال

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

انهيار تام للخدمات في المستشفيات الطبية ونفاد الأدوية، إبادة عائلات بأكملها وتدمير المنازل، إضافة إلى مناطق عدة أصبحت ركامًا.. هكذا حوّل القصف الإسرائيلي على مدى 49 يومًا قطاع غزة، الذي يقطنه أكثر من مليوني فلسطيني، إلى مقبرة لسكان القطاع.

ونجحت المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، بوساطة مصرية قطرية أمريكية، في التوصل لاتفاق "هدنة إنسانية" في غزة، ينص على وقف إطلاق النار في القطاع لمدة أربعة أيام، وإطلاق 50 إسرائيليًا محتجزًا لدى الفصائل مقابل وقف القتال لمدة 4 أيام، والإفراج عن 150 امرأة وطفلًا فلسطينيًا من سجون الاحتلال، وزيادة المساعدات الإنسانية إلى القطاع، ودخل حيز التنفيذ في الساعة السابعة صباح اليوم الجمعة.

مستشفيات خارج الخدمة

وكانت المستشفيات هدفًا ثابتًا لقوات الاحتلال، إذ دمرت الحرب 27 من أصل 35 مستشفى في أنحاء غزة، وأخرجتها عن العمل، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. وحتى مساء أمس الخميس، قصف طيران ومدفعية الاحتلال الإسرائيلي، محيط وبوابات مستشفى الإندونيسى وأيضًا المولد الرئيسى للكهرباء بشكل مباشر، ما أدى لانقطاع التيار الكهربائى بشكل كامل عن جميع أقسامه، وفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

وفي مطلع الشهر الجاري، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، توقف مُستشفى الصداقة التركي في غزة عن العمل، وهو المستشفى الوحيد المخصص لعلاج مرضى السرطان في القطاع، جراء قصفه من قبل قوات الاحتلال في الأيام الأخيرة من شهر أكتوبر، فضلًا عن نفاد الوقود فيه بشكل كامل.

وتحول مجمع الشفاء، الذي كان أكبر المنشآت الطبية في قطاع غزة وأكثرها تطورًا، إلى منطقة موت، بحسب وصف منظمة الصحة العالمية، حيث زار فريق أممي مشترك بقيادة منظمة الصحة العالمية المستشفى، في وقت سابق من هذا الأسبوع، وذلك في أعقاب اقتحام الاحتلال الإسرائيلي للمجمع الطبي الذي يعد مركز إيواء وأكثر المستشفيات اكتظاظا بالنازحين. وشوهد عند مدخل المستشفى، مقبرة جماعية تضم جثامين نحو 80 فلسطينيًا.

وأدى قصف الاحتلال الإسرائيلي، لمستشفى المعمداني في 14 أكتوبر الماضي، إلى استشهاد وإصابة أكثر من 800 فلسطيني، حسبما ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية.

وحينها، قالت الدكتورة مي كيلة، وزيرة الصحة الفلسطينية، إن قصف المستشفى "إبادة جماعية"، مناشدة المجتمع الدولي حماية الشعب الفلسطيني، مضيفة أن قصف المستشفيات بات هدفًا رئيسًا لقوات الاحتلال.

استهداف المدارس

وشهدت العديد من المدارس، فظائع بحق آلاف النازحين إليها، وشهد أمس الخميس، استشهاد 27 شخصًا وإصابة 93 آخرين في غارة للاحـتلال على مدرسة تابعة للأمم المتحدة في مخيم جباليا، والتي تأوي مئات النازحين، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

وارتكب الاحتلال الإسرائيلي في يوم واحد ثلاث مجازر في مدارس شمال قطاع غزة، وهي الفاخورة وتل زعتر في شمال غزة، وأبو حسين في بيت لاهيا.

وأدى قصف الاحتلال مدرسة الفاخورة في مخيم جباليا التي تأوى آلاف النازحين التابعة للأمم المتحدة إلى استشهاد وإصابة 200 شخص.

مبانٍ أصبحت ركامًا

وتسبب الهجوم الإسرائيلي المتواصل على غزة في تحوله إلى ركام، حيث تم محو أحياء بأكملها، بينما لا تزال بعض المباني قائمة، لكن معظمها هياكل متضررة بشكل كبير. وأدى استخدام جيش الاحتلال للمتفجرات النووية والمحرمة دوليًا التي استهدفت المناطق السكنية المكتظة، إلى دمار مروع، إذ بات أكثر من 41 ألف منزل، أي 45% من إجمالي الإسكان في غزة مدمرا، وفقا للأمم المتحدة.

وقال سكوت بول، مستشار السياسة الإنسانية البارز في منظمة "أوكسفام أمريكا": "دمرت المخابز والطواحين، كما دمرت منشآت الزراعة والمياه والصرف الصحي. إنك تحتاج لأكثر من أربعة جدران وسقف ليكون المكان صالحًا للعيش، وفي العديد من الحالات، أصبح الناس حتى غير قادرين على ذلك".