لم تسلم دور العبادة وحرمة المقدسات الدينية من أيادي جيش الاحتلال الإسرائيلي، ولم تفرق الحكومة اليمينة المتطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو، بين المساجد والكنائس، وكانت الكنيسة الأرمنية بالقدس المحتلة أحدث انتهاكات تل أبيب.
وتسعى حكومة الاحتلال إلى "تهويد" الكنيسة الأرمنية في القدس، ما دفع رعايا الكنيسة إلى اعتصام مفتوح منذ أيام في موقف للسيارات يتبع الكنيسة رفضًا لهذه المحاولات الخبيثة.
أكبر تهديد من القرن الـ16
اعتبرت بطريركية الأرمن بالقدس المحتلة، في بيان، أنها تواجه أكبر تهديد وجودي في تاريخها، منذ القرن الـ16، مشيرة إلى أن المُطور الذي سعى لشراء نحو 25% من الحي الأرمني في القدس تجاهل رسالة البطريركية بإلغاء الصفقة العقارية المثيرة للجدل، وبدأت أعمال الهدم بدعم من الشرطة الإسرائيلية التي تطالب جميع أفراد الطائفة الأرمنية بإخلاء مبنى البطريركية.
وأنشأت بطريركية الأرمن الكاثوليك عام 1872 داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس، في حارة الواد بالقرب من الزاوية الأفغانية على قطعة الأرض المعروفة بـ"حمام السلطان".
وشهدت أراضي الحي الأرمني في الأيام الأخيرة تدميرًا وإزالة الأسفلت على نطاق واسع، دون تقديم تصاريح من البلدية من قبل المطور ولا الشرطة الإسرائيلية.
التهديد باعتقال المواطنين
قالت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين، إن حكومة الاحتلال تحاول الاستيلاء على حي الأرمن في القدس المحتلة بالقوة، عبر ترويع وتهديد المواطنين باعتقالهم، بعد اعتصامهم للدفاع عن أملاك البطريركية الأرمنية وحمايتها، خاصة ما يعرف بـ"حديقة البقر"، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية.
وأشار رمزي خوري، رئيس اللجنة، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في بيان صدر عن اللجنة، مساء الجمعة الماضي، إلى ما يتعرض له المواطنون في حي الأرمن من مضايقات من قبل شرطة الاحتلال والمستعمرين، التي كان آخرها محاولات لإزالة الجدران في مرآب المركبات الخاص في بطريركية الأرمن الأرثوذكس، مؤكدًا أن الحي الأرمني هو مكون أساسي من الإرث الوطني الفلسطيني.
"حركة عطيرت كوهنيم"
وأشار إلى أن ما تسمى بـ"حركة عطيرت كوهنيم" الاستعمارية، تحاول استغلال حرب الإبادة التي تنفذها إسرائيل - القوة القائمة بالاحتلال - في قطاع غزة، للاستيلاء على ما أمكن من أملاك الكنائس في القدس المحتلة تحت ترهيب السلاح وبحماية من شرطة الاحتلال.
وطالب "خوري" المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية بالتدخل الفوري والعاجل لوضع حد للإجراءات الإسرائيلية اليمينية المتطرفة وعربدة المستعمرين، ووقف جريمة التهجير القسري بحق الفلسطينيين وبشكل خاص بالبلدة القديمة في القدس المحتلة.
تدمير 83 مسجدًا و3 كنائس
وبحسب البيانات الصادرة عن الفصائل الفلسطينية، فإن جيش الاحتلال اعتدى على 83 مسجدًا بحالة هدم كلي، و3 كنائس بأضرار كبيرة، خلال الحرب العدوانية الغاشمة التي يشنها على غزة.
وأشارت إلى تضرر 230 ألف وحدة سكنية بشكل جزئي في أحدث حصيلة غير نهائية لـ44 ألف وحدة سكنية تعرضت للهدم الكلي، جرّاء القصف وبالتالي فهي غير صالح للسكن، إلى جانب تضرر 266 مدرسة بينها 66 خرجت عن الخدمة.
تهديد الوجود المسيحي في القدس
وناشدت بطريركية الأرمن بالقدس في بيان "جميع الطوائف المسيحية في القدس الوقوف مع البطريركية الأرمنية في هذه الأوقات غير المسبوقة، لأن هذه خطوة واضحة أخرى نحو تعريض الوجود المسيحي في القدس والأراضي المقدسة للخطر".
ودائمًا ما يختلق جيش الاحتلال روايات لتبرير الهجوم على المنشآت الدينية والبنى التحتية، التي دمرتها طائرات جيش الاحتلال بشكل كبير، منذ الحرب على حزب في يومها الـ47، في أعقاب عملية "طوفان الأقصى".
اقتحام المسجد الأقصى
واستكمالًا لمخططات جيش الاحتلال بالاعتداء على المقدسات الدينية، اقتحم مستعمرون، اليوم الأربعاء، المسجد الأقصى المبارك بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية، إن عشرات المستعمرين اقتحموا المسجد من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية، وأدوا طقوسًا تلمودية في محيط مصلى باب الرحمة.
كما شددت شرطة الاحتلال إجراءاتها العسكرية في محيط الأقصى، ومنعت الشبان من دخول الأقصى، لليوم ال،47 على التوالي، أي منذ بدء العدوان على قطاع غزة، 7 أكتوبر الماضي.