قال الرئيس الصيني، شي جين بينج، خلال مشاركته في القمة الطارئة التي دعا لها الرئيس الجنوب إفريقي، سيريل رامافوزا، إن إسرائيل يجب أن توقف ممارساتها القمعية ضد شعب غزة، كما طالب شي "حماس" بإطلاق سراح الرهائن المدنيين الذين تحتجزهم. حسبما ذكرت شبكة "جلوبال تايمز" الصينية.
وأكد شي أن الحل القائم على أساس الدولتين هو الحل الوحيد الذي يمكن أن يضمن السلام الدائم في المنطقة. كما أعرب عن دعمه للحقوق الوطنية المشروعة للفلسطينيين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وحذر الرئيس الصيني من أنه لا يمكن أن يكون هناك أمن في الشرق الأوسط بدون حل عادل لقضية فلسطين.
ودعا شي إلى عقد مؤتمر دولي لبحث قضية فلسطين والعمل من أجل حل شامل وعادل ومستدام. وأعلن عن تقديم مساعدات إنسانية لشعب غزة وحث على فتح الممرات الإنسانية ووقف العقاب الجماعي.
وبحسب التلفزيون المركزي الصيني، كانت بكين قد كثفت مساعدتها الإنسانية لفلسطين منذ بدء الحرب، إذ أرسلت 2 مليون دولار من خلال الأمم المتحدة والسلطة الفلسطينية و2 مليون دولار أخرى من المواد الغذائية والطبية عبر مصر إلى منطقة الحرب.
تكثيف الجهود الدبلوماسية
وتناول شي هذه المسألة في محادثات مع قادة آخرين على الساحة الدولية، بما في ذلك في اجتماعه مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في سان فرانسيسكو الأسبوع الماضي. وقال شي في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الاثنين، إنه من الضروري تجنب تدهور الصراع، وخاصة ظهور أزمة إنسانية أكثر خطورة. بحسب صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست".
وطالبت بكين على مدار الـ 50 يومًا الماضية بخفض حدة التوتر والسعي إلى "حل الدولتين" وإقامة دولة فلسطينية مستقلة. وعلى عكس دعم الغرب لإسرائيل، تجنبت الصين إدانة "حماس"، وانتقدت بدلًا من ذلك الهجمات الإسرائيلية في غزة، قائلة إنها تنتهك القانون الدولي.
وتتوافق مواقف الصين بشأن غزة مع استراتيجيتها لتعميق التحالفات مع المجموعات متعددة الأطراف غير القيادية بالغرب مثل بريكس، مع تعزيز العلاقات مع الجنوب العالمي.
تنامي الدور الصيني بالشرق الأوسط
وأصبحت الصين لاعبًا أكثر نشاطًا في الشرق الأوسط، حيث ساهمت في تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران في مارس. وعلى مدار الصراع في غزة، أبرزت أيضًا تفضيلها للمفاوضات الدبلوماسية كحل، في مواجهة الرواية الغربية التي تصف الصين بأنها تقوض "النظام الدولي القائم على القواعد".
وفي هذا السياق، عقدت الصين محادثات مع وزراء خارجية من الدول العربية وذات الأغلبية المسلمة في بكين لمدة يومين هذا الأسبوع. وكانت الوفود - بما في ذلك دبلوماسيون من السعودية والأردن ومصر وإندونيسيا والسلطة الفلسطينية ومنظمة التعاون الإسلامي - في العاصمة الصينية في المحطة الأولى من رحلة دولية للحصول على دعم من أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار الفوري في غزة.
وقال وزير الخارجية الصيني وانج يي للوفد يوم الاثنين: "لقد دعمت الصين دائمًا بحزم القضية العادلة للشعب الفلسطيني في استعادة حقوقهم ومصالحهم الوطنية المشروعة".