الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بعد مجزرة الفاخورة.. متحدث الأونروا بغزة: علم الأمم المتحدة لم يعد كافيا لحماية المدنيين

  • مشاركة :
post-title
عدنان أبو حسنة - المتحدث باسم وكالة الأونروا في غزة

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

"مجزرة مدرسة الفاخورة".. عنوان جديد مغلف بالعار ينضم إلى جرائم جيش الاحتلال الإسرائيلي، فقد قصفت طائراته المدرسة التابعة لـ"أونروا" - وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين-، لينضم 200 شهيد أغلبهم من النساء والأطفال إلى 12.300 شهيد منذ بداية العدوان.

وتضرب إسرائيل كل يوم عرض الحائط بالقانون الدولي الإنساني، وينال قصف طائراتها الفلسطينيين، وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي الجثث المترامية داخل أروقة المدرسة، والدماء التي تغطي أرضيتها، والدمار الهائل في المدرسة جراء القصف، التي تأوي آلاف النازحين في شمال غزة، الذين تركوا منازلهم وفروا لمراكز إيواء من أجل الاحتماء من عدوان غاشم لقوات الاحتلال، ليواجهوا الموت قصفًا.

نعطيهم الإحداثيات

ووصف عدنان أبو حسنة، المتحدث باسم وكالة الأونروا في غزة، استهداف الطيران الإسرائيلي لمدرسة الفاخورة بأنه "أمر غير مقبول"، مضيفًا أن علم الأمم المتحدة لم يعد كافيًا لحماية المدنيين على الإطلاق.

وقال "أبو حسنة"، في تصريحات خاصة لموقع "القاهرة الإخبارية": "إن ما حدث في مدرسة الفاخورة غير مقبول على الإطلاق، فهذه المدرسة تعرضت للقصف عدة مرات قبل ذلك في حروب 2008 و2009 و2014 ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى، لكن ما حدث اليوم هو فاجعة حقيقية".

وتابع أبو حسنة: "معظم الشهداء الذين سقطوا إثر قصف الاحتلال الإسرائيلي للمدرسة هم نساء وأطفال وكبار السن، وهذه المدرسة من مدارس الأونروا التي أرسلنا إحداثياتها إلى الجانب الإسرائيلي، إذ نرسل الإحداثيات لجميع مدارس الأونروا ومنشآتها مرتين يوميًا صباحًا ومساءً حتى لا يتذرعون بأنه كان هناك خطأ".

وأضاف: "ما حدث اليوم غير مقبول، وهذه الصور والمشاهد التي خرجت تحتم أن يتم إيقاف هذا الاستهداف الغاشم وهذه الحرب المجنونة التي يسقط ضحيتها المدنيون الفلسطينيون".

وضع كارثي

وأوضح أبو حسنة لموقع "القاهرة الإخبارية"، أن الوضع خطير، وغزة تعيش كارثة إنسانية على كافة المستويات، قائلًا: "نحن نعيش في ظروف صعبة ونعمل في وضع خطير للغاية، لدينا 5 آلاف موظف من الأونروا يعملون في مراكز الإيواء التابعة لنا، كذلك لدينا نحو 830 ألف فلسطيني نزحوا إلى المدارس التابعة للأونروا وأوضاعهم صعبة للغاية، فهناك انتشار كبير للأمراض جراء نقص المياه النظيفة والشرب ونقص المواد الغذائية والأدوية".

وقال أبو حسنة، الذي أشار إلى وقوع دمار هائل للمدرسة إثر القصف، إن أكثر من 200 فلسطيني من النازحين إلى مدرسة الفاخورة استشهدوا إثر الغارة الإسرائيلية، حسبما صرّحت وزارة الصحة الفلسطينية.

مؤكدًا أن أكثر من 70 منشأة من منشآت الأونروا تعرضت للاستهداف المباشر أو غير مباشر، واستشهد العشرات من النازحين وأصيب المئات في هجمات سابقة، حيث تعرضت مدارس الوكالة بغزة في مخيم البريج ومخيم النصيرات والمغازي، وفي رفح أيضًا استشهد نحو 103 من موظفي الأونروا.

إجراء قانوني

وردًا على سؤال حول نية الأونروا اتخاذ خطوات قانونية ضد انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي، أجاب أبو حسنة بأن الأمر متروك للأمم المتحدة والدائرة القانونية في المستقبل.

وأشار أبو حسنة إلى أن هناك تحركات كبيرة يقوم بها مفوض الأونروا فيليب لازاريني، الذي صرّح اليوم بأن هذه المشاهد التي حدثت في غزة تحتم على الجميع ألا يصبح مشهد استهداف مراكز الإيواء ومدارس الأونروا أمرًا مألوفًا، مشددًا على ضرورة وقف إطلاق النار وأن يكون هناك هدنة إنسانية بشكل عاجل.

وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية، في وقت لاحق من اليوم، المجازر الجماعية المتلاحقة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة التي كانت أحدثها بمدرسة الفاخورة المليئة بالنازحين قسرًا.

وقالت الوزارة في بيان لها "نعتبر هذه المجزرة دليلًا جديدًا يثبت أن حرب الاحتلال الإسرائيلي المعلنة هي على المدنيين الفلسطينيين بهدف تفريغ منطقة شمال قطاع غزة بأكملها من أي وجود فلسطيني".

كما اعتبرت الخارجية المصرية قصف مدرسة الفاخورة التي كانت بمثابة ملاذ آمن للمئات من النازحين الفلسطينيين، جريمة حرب أخرى، تقتضي التحقيق ومحاسبة مرتكبيها، فضلًا عن كونها تمثل إهانة متعمدة للأمم المتحدة ومنظماتها الإغاثية وأهدافها الإنسانية السامية.