الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أبو الغيط: اليمين الإسرائيلي يدمر أي احتمال للسلام ويريد المستحيل

  • مشاركة :
post-title
أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية

القاهرة الإخبارية - محمد حسين

أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن الحرب الوحشية التي تشنها إسرائيل ضد غزة، هي في واقع الأمر الجولة الخامسة منذ انفصال إسرائيل أحاديًا عن القطاع، من دون اتفاق سلام يُنهي النزاع مع الفلسطينيين، مُحذرًا من أن جولات العنف قد تتكرر إذا لم يتم كسر هذه الدائرة الجهنمية عبر عملية سلمية تُفضي إلى إنهاء الاحتلال.

جاءت كلمات أبو الغيط خلال جلسة موسعة تحت عنوان "مبادرات جديدة لتحقيق السلام"، في إطار "حوار المنامة" الذي تستضيفه مملكة البحرين ويجمع نخبة من المسؤولين الأمنيين والدبلوماسيين والخبراء من المنطقة العربية ومختلف أنحاء العالم.

الاحتلال أصل الأزمة

ونقل جمال رشدي، المتحدث باسم الأمين العام، عن أبو الغيط، تأكيده بأن الكثيرين يعتبرون أن هذه الأزمة بدأت في 7 أكتوبر بهجمات المقاومة الفلسطينية على إسرائيل، في حين أن أصل المشكلة يتمثل في الاحتلال الإسرائيلي المستمر للأراضي الفلسطينية منذ 1967، مشددًا على أن إسرائيل تُريد الاحتفاظ بالأرض في كل فلسطين، وكذلك الحصول على الأمن والسلام، وقد أثبتت الأحداث عبر السنين فساد هذا التصور.

واعتبر أبو الغيط أن المسار الذي أدى إلى الوضع الحالي بدأ بالقضاء على العملية السلمية والانقلاب على مسار أوسلو، وصعود اليمين الإسرائيلي في نسخه المختلفة التي ازدادت تطرفًا بمرور السنوات، وعملت على تدمير أي احتمال للسلام، وإضعاف الشريك الفلسطيني، وإقناع الشعب الإسرائيلي بإمكانية التعامل مع مشكلة الفلسطينيين بوصفها مشكلة أمنية، وأنه يُمكن استدامة نظام الاحتلال عبر الاستمرار في إخضاع الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة.

لا مبادرات جديدة

وقال أبو الغيط إنه لا توجد مبادرات جديدة لتحقيق السلام؛ لأن العرب قدموا بالفعل مبادرتهم منذ 2002 تحت مُسمى المبادرة العربية للسلام، التي تنطلق من مبدأ الأرض مقابل السلام وتعد إسرائيل بعلاقات طبيعية مع دول المنطقة حال الانسحاب من الأراضي التي احتُلت في 1967، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، مضيفًا أن إسرائيل استمرت في رفض هذه المبادرة منذ إطلاقها، وأن الوقت قد حان ليدرك القادة الإسرائيليون وكذلك الشعب الإسرائيلي أن الطريق إلى تحقيق الأمن يمر عبر التسوية السياسية، وليس استمرار الاحتلال، فالفلسطينيون لن يتركوا أرضهم وسيستمر نضالهم من أجل الاستقلال ما دام الاحتلال جاثمًا على صدورهم.

وأوضح "رشدي" إن الأمين العام للجامعة العربية حرص على تأكيده القاطع على خطورة الأفكار التي تروج لتهجير الفلسطينيين إلى دول الجوار، في مصر أو الأردن، مُشددًا على أن هذا الخيار يُمثل وصفة لفوضى وعنف وانعدام استقرار طويل الأمد في الشرق الأوسط بأسره، وأن الفلسطينيين والدول العربية يرفضون رفضًا كاملًا مثل هذا السيناريو لإخلاء فلسطين من أهلها وتطهيرها عرقيًا.