الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الفلسطينية منال عواد: 20 عامًا أجمع ثمن منزلي.. والاحتلال دمره في لحظات

  • مشاركة :
post-title
منال عواد مديرة معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى فرع غزة

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

بعد 20 عامًا من الكد والسعي والاغتراب والتنقل من منزل إلى آخر بالإيجار، جمعت منال عواد، مديرة معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى فرع غزة، ثمن بيت جديد قامت بشراءه، غير أن سعادتها لم تكتمل وأصيبت بالصدمة، بعد أن طاله الدمار وأصبح ركامًا تتناثره الرياح عقب تعرضه للقصف الإسرائيلي ضمن عدد من المناطق التي دُمرت بالكامل فوق ساكنيها بالقطاع.

شعور بالحسرة والعجز انتاب منال عواد بعد أن انهارت أحلامها أمام عينيها، وسردت تجربتها لموقع "القاهرة الإخبارية" قائلة: "يوم الاثنين الموافق 9 أكتوبر الماضي، وبعد يومين من بداية الحرب على غزة، تعرضت لتجربة قاسية غير متوقعة، إذ تم تدمير المنطقة التي كنت أعيش فيها بالقطاع بعد تعرضها للقصف وكانت صدمة كبيرة لأنني اشتريت المنزل الجديد منذ 4 سنوات وانتقلت للعيش فيه بعد أن كنت أسكن في بيت بالإيجار لسنوات طويلة، وفوجئت بتدمير الاحتلال الإسرائيلي للمنطقة بالكامل بما فيها العمارات الحديثة والقديمة وقيد الإنشاء، وما حدث نوع من الانتقام، استهدفوا البيوت والمباني واستشهد عدد من أصدقائي وأسر بأكملها جراء القصف".

التاريخ يعيد نفسه

يبدو أن الزمن يعيد نفسه، فبعد مرور 20 عاما تتعرض منال عواد لاستهداف منزلها مرة أخرى ليتجدد الألم بداخلها، فتقول: "هذه ليست المرة الأولى التي أتعرض فيها لفقد منزلي، ففي عام 2004 ضمن عملية عسكرية سميت (قوس قزح) تم قصف منزلي، إذ إنني في الأصل من سكان مدينة رفح الفلسطينية وكنت أعيش مع عائلتي، واستهدف الاحتلال المدينة ودمر 220 منزلًا في المنطقة التي كنت أسكن فيها بما فيها بيت العائلة، ثم انتقلت للعيش في قطاع غزة بمنزل للإيجار لمدة 20 عامًا وبعد هذه المدة الطويلة جمعت أموالًا واشتريت المنزل الذي تعرض للقصف أحيرًا، وكانت التجربتان قاسيتين جدًا، هدم البيت والحارة بجرافات والأصعب بالنسبة لي أنه في كل مرحلة يفقد الإنسان كل شيء".

سياسة الاحتلال

استهداف البيوت الآمنة والمدنيين، وعمليات القصف والتهجير تمثل سياسة الاحتلال التي ينتهجها منذ حقب زمنية بعيدة، وتدميره الأخضر واليابس منذ 1948، وعن ذلك قالت: "نحن كفلسطينيون نتعرض لتجربة فقد المنازل على مدار أجيال متعاقبة منذ النكبة، فأمي دائمًا تسرد لي أنها فقدت بيت عائلتها في نكبة عام 1948، واستشهد جدي وقتها، ثم تم تهجيرنا إلى غزة ثم إلى مدينة رفح ثم إلى مخيم الشابورة للاجئين، ثم تجريف منزلنا الأول بعد اللجوء من قبل الاحتلال الإسرائيلي بحجة توسيع الشوارع ثم انتقلنا إلى البيت الثاني بعد اللجوء والذي تم قصفه في عملية كبيرة عام 2004، والآن تعرضت شخصيًا لتدمير منزلي في الحرب الحالية، فهذه ليست تجربة واحدة ولكن سلسلة من التجارب لاستهداف منازلنا".

الحفاظ على التراث الغنائي الفلسطيني

تتولى منال عواد رئاسة معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى في قطاع غزة، والذي انقطعت كل الأخبار بينها وبينه عقب اندلاع الحرب، إذ تؤكد أنه ليس لديها أي معلومات عن مدى تضرره، مضيفة: "قصف جنوني في منطقة تل الهوا ومحيط مستشفى القدس، سبب أضرارًا كبيرة في كل المباني المحيطة"، لتؤكد أن مستشفى القدس تضررت أيضًا نتيجة الهمجية والقصف الوحشي، مضيفة: "لا أعلم إذا كان المعهد تضرر بشكل كلي أو جزئي ولكن كل ما هو محيطه تم قصفه، من مدارس ومؤسسات تضم نازحين".

ساهم المعهد في توصيل الصوت الفلسطيني والحفاظ على التراث الوطني من الاندثار في ظل عمليات التهويد التي تتبعها سياسات الاحتلال، وقالت عواد: "المعهد مؤسسة فلسطينية رائدة في مجال الموسيقى، إذ إنه من أوائل المؤسسات الموسيقية في فلسطين في التسعينات، وأنشأ فرع للمعهد في غزة عام 2012 ليؤدي رسالة وطنية إذ نسعى للحفاظ على التراث والموروث الثقافي الغنائي الفلسطيني، ورسالة المعهد تركز على الوصول بالموسيقى إلى كل بيت فلسطيني وتعليم الموسيقى للفلسطينيين وليس فقط من خلال فروع المعهد ولكن من خلال المحافظات والمدن الأخرى غير القادرة إلى الوصول للمعهد من خلال برامج التعليم الخارجي وتعليم الموسيقى في المدارس والمحافظات والمدن الفلسطينية في غزة، ويهتم بشكل خاص بالتراث الفلسطيني والأغاني والأهازيج".