الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

إبراهيم ناجي.. شاعر لم يبق منه سوى أطلال روحه

  • مشاركة :
post-title
أم كلثوم - إبراهيم ناجي

القاهرة الإخبارية - محمد عبد المنعم

طبيب مرهف الحس في مرتبة أديب، هكذا يمكن وصف حياة الشاعر المصري الراحل إبراهيم ناجي، الذي نسج كلماته بحروف من ذهب وبوعي وحس وطني، حتى لُقّب بـ"شاعر الأطلال" وهي القصيدة التي تغنت بها سيدة الغناء العربي كوكب الشرق أم كلثوم بعد وفاته.

إبراهيم ناجي ابن حى شبرا (وسط القاهرة) الذي ولد في مثل هذا اليوم عام 1898، كان شغوفًا بالأدب منذ الصغر وساعده في ذلك والده، الذي دعمه وساعده لتنمية موهبته بعدما لمس حبه للأدب والثقافة، وقام بترجمة الكثير من الأشعار لـ ألفريد دي موسييه وتوماس مور.

عَبّر إبراهيم ناجي عن الكثيرين في أشعاره، حتى إن البعض وصفها بأنها وصلت لمستوى متفرد لم يصل إليه سواه من شعراء الرومانسية في مصر، وقدّم ناجي ديوانه الشعري الأول "وراء الغمام" عام 1934.

أم كلثوم
حياة صعبة

"أيـهـا السـاهـر تغـفـو تذكـر العهـد وتصـحـو، وإذا مـا الـتـأم جــرح جــدّ بالتـذكـار جــرح"، هذه الكلمات التي نسجها إبراهيم ناجي في "الأطلال" كانت تُعبّر عن مشاعر الخيبات والحياة الصعبة التي عاشها هذا الشاعر، الذي فقد حب حياته وملهمته ولم يستطع أن يتزوج منها، حتى إن كل مَن حوله كانوا يقولون إن مابقي من إبراهيم ناجي هو أطلال روحه.

إبراهيم ناجي بدأ حياته الشعرية في الثامنة والعشرين من عمره، وترجم العديد من القصائد، احتل العديد من المناصب البارزة في وزارات مختلفة، إذ كان رئيس المركز الصحي في وزارة الأوقاف، ولكن بعد فترة لم يستطع أن يكمل في وظائف، ليتحرر من كل ما يؤثر عليه، ويترك العمل في الوزارة ويتفرغ للعيادة الخاصة به.

مداوي الفقراء

كان إبراهيم ناجي، الذي قرأ لكبار الشعراء مثل المتنبي وابن الرومي وأبي نواس، إنسانًا يحب أن يساعد كل الأشخاص ويداوي مرضاهم وجروحهم، فقد كان يداوي الفقراء دون مقابل ويدفع لهم ثمن الأدوية، ولكنه لم يكن يستطيع أن يداوي فراق حبيبته الذى ظل عالقًا في ذهنه ولا يفارقه.

إبراهيم ناجي

إبراهيم ناجي قدّم أكثر من 100 قصيدة شعر إلى جانب إسهاماته العديدة في تجديد الشعر والموسيقى، وأضفى روحًا جديدة للكلمة من خلال أشعاره، كما أن له العديد من المؤلفات القصصية منها "أدركني يا دكتور، ومدينة الأحلام".

لم يتحمل النقد

ورغم نجاح هذا الشاعر والأديب الكبير، فإنه لم يتحمل النقد، وحينما تعرض لنقد من كبار الأدباء في زمنه لم يتقبل الأمر وسافر مكسورًا إلى لندن لتكن تلك الرحلة هي نهاية نهر الشعر الجاري، حيث صدمته سيارة وانطوت صفحته في 24 مارس 1953.

ظل شعر إبراهيم ناجي مستمرًا وتتناقله الأجيال، وقام المجلس الأعلى للثقافة بإصدار أعماله الشعرية كاملة، كما أن هناك كتابًا قُدم عن أشعاره التي لم تظهر إلى النور بعنوان "إبراهيم ناجي.ـ قصائد مجهولة".