دخلت حرب غزة يومها الـ42، إذ يشن الاحتلال الإسرائيلي قصفًا متواصلًا، مع منع كل مقومات الحياة عن القطاع، للحد الذي حذر فيه برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، من أن القطاع يواجه مجاعة واسعة النطاق، وأن السكان في حاجة ماسة للمساعدات الغذائية.
وأكدت المديرة التنفيذية للبرنامج سيندي ماكين، أن إمدادات الغذاء والمياه معدومة فعليًا في غزة، ولا يصلها سوى جزء صغير من المطلوب عبر الحدود.
وتسبب نفاد الوقود في انقطاع تام للاتصالات في غزة وأيضًا شبكة الإنترنت، وفي هذا السياق قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين فيليب لازاريني، خلال مؤتمر صحفي في جنيف، إن القطاع يعاني من انقطاع تام للاتصالات، بسبب عدم توفر الوقود.
وقالت شركة الاتصالات الفلسطينية "بالتل"، إن الانقطاع التام في خدمات الاتصالات سببه منع الاحتلال إدخال الوقود، وتوقف مصادر الطاقة الاحتياطية لتشغيل عناصر الشبكة الرئيسية، كما أعلنت شركة الاتصالات الأخرى في قطاع غزة "جوال"، عن توقف خدمات في القطاع بعد "منع إدخال الوقود".
وأوضح "لازاريني" أنه يعتقد أن هناك محاولة متعمدة لخنق عمل الوكالة في غزة، التي تدعم حاليًا نحو 800 ألف نازح، مضيفًا: لم يعد هناك أي وقود، أو على الأقل يمكن الوصول إليه، وبسبب نقص الوقود، لن نستطيع إرسال شاحناتنا في أنحاء جنوب قطاع غزة حيث يوجد لدينا أشخاص ينتظرون توصيل (المساعدات) الإنسانية".
شاحنة وقود
وسمحت إسرائيل بدخول شاحنة وقود الأربعاء، تحمل 23 ألف لتر فقط، وأكد مدير شؤون الأنروا أن هذه الكمية لا تمثل سوى 9% من الاحتياجات اليومية للوكالة لمواصلة عملياتها الإنسانية.
الشتاء
وبحسب برنامج الأغذية العالمي، يواجه القطاع شبح حدوث مجاعة في ظل اقترات فصل الشتاء، وتساقط الأمطار، وتواجد الكثير من الفلسطينيين داخل الملاجئ غير الآمنة والمكتظة دون مكان يحميهم من أمطار وبرد الشتاء، وفي ظل نقص المياه النظيفة، وبالتالي يواجه المدنيين احتمالا فوريًا لحدوث مجاعة.
كيف يعيش أهالي غزة
في ظل حصار مطبق منذ أكثر من 40 يومًا، والسماح بدخول مساعدات لا تكفي، وانقطاع المياه والكهرباء الإنترنت، يعيش الغزاويين حياة صعبة، ليصل بهم الحال للعيش أيامًا على الخبز فقط، يقفون بالطوابير للحصول على كسرة أو شربة ماء أو حتى طبق من "العدس".
ويصبح حال الغزاويين في الوصول لمقومات الحياة الأساسية، أكثر صعوبة يومًا بعد يوم منذ بداية الحرب، لتتحول حياة الكثيرين إلى ما يشبه الحياة البدائية، بعضهم يجمع الحطب ليطهو الطعام، في ظل انقطاع الغاز، ويعيش معظمهم في خيام.
ولا تقتصر المعاناة في عدم توفر مقومات الحياة الأساسية، بل حتى في الشعور بالأمان ولو للحظة، فالقصف في كل مكان بقطاع غزة، العائلات تستعد لموت أطفالها بكتابة أسمائهم على أجسادهم حتى يمكن التعرف عليهم حال موتهم في القصف.
انهيار القطاع الصحي
وفي ظل هذه المعاناة، يعمقها انهيار القطاع الصحي، فبين 24 مستشفى شمال قطاع غزة، تم إغلاق 18 وإجلاء المرضى منها، من بينها "النصر والرنتيسي والقدس"، في الأيام الثلاثة الماضية، فيما يعد الأهلي العربي "المعمداني" المستشفى الوحيد الذي يعمل ويستقبل المرضى، إلى جانب 5 مستشفيات أخرى، تعمل بشكل محدود للغاية وغير قادرة على استيعاب المرضى، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا".
وأدى انهيار القطاع الصحي، لوفاة المئات لعدم توافر الخدمات الطبية، والأدوية اللازمة للأمراض المزمنة، وغيرها من الأمراض التي تفشت بسبب شرب المياه الملوثة والحياة غير الآدمية التي يعيشوها بسبب تدمير المنازل وانقطاع الكهرباء.
ضحايا العدوان
وبلغ عدد شهداء فلسطين جراء العدوان المتواصل، 11660 شهيدًا في غزة والضفة منذ السابع من أكتوبر، ونحو 35 ألف مصاب، وفي غزة وحدها بلغ عدد الشهداء حتى 15 نوفمبر، 11470 شهيدًا، منهم 4707 أطفال، و3155 امرأة، و686 مسنًا، فيما بلغ عدد المصابين نحو 29 ألفًا.