الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بعد كارثة "الشفاء".. الاحتلال يحاصر المستشفى الوحيد الذي يعمل في غزة

  • مشاركة :
post-title
قصف مستشفى المعمداني

القاهرة الإخبارية - محمد سالم

تحاصر الدبابات الإسرائيلية، مستشفى المعمداني في قطاع غزة، في ظل انقطاع تام للاتصالات بسبب نفاد الوقود، وذلك بعد اقتحام مجمع الشفاء الطبي، تحت مزاعم استخدامه من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية لأغراض عسكرية، فيما أكدت منظمات حقوقية إن الاحتلال لم يقدم أي دليل يبرر إسقاط الحماية القانونية عن مستشفى الشفاء باعتباره محميًا بموجب قوانين الحرب .

وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إن طواقم الإسعاف التابعة لها تعجز عن للوصول للجرحى، فيما قال الطبيب غسان أبو ستة عبر حسابه بمنصة "إكس"، إن المستشفى أصبح بمثابة محطة إسعاف أولى وأن مئات الجرحى يتلقون العلاج دون إمكانية إجراء عمليات وأنهم سيموتون متأثيرن بجراحهم". 

ومن بين 24 مستشفى شمال قطاع غزة، تم إغلاق 18 مستشفى وإجلاء المرضى منها من بينها "النصر والرنتيسي والقدس"، في الأيام الثلاثة الماضية، فيما يعد الأهلي العربي "المعمداني" المستشفى الوحيد الذي يعمل ويستقبل المرضى، إلى جانب 5 مستشفيات أخرى، تعمل بشكل محدود للغاية وغير قادرة على استيعاب المرضى، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا". 

ويأتي حصار مستشفى المعمداني، في ظل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والذي دخل أسبوعه السادس على التوالي، فيما فشلت الدعوات الدولية والأممية لوقف إطلاق النار في إقناع إسرائيل بإنهاء قصفها وتوغلها البري في القطاع المحاصر. 

وتعرض المستشفى الذي يحاصره الاحتلال، للقصف في 17 أكتوبر الماضي، أسفر عن مقتل نحو 500 شخص، وحينها حاول إلصاق التهمة بالمقاومة الفلسطينية. 

واستقبل المستشفى أمس، نحو 100 شهيد، جراء القصف الإسرائيلي المتواصل، بحسب التلفزيون الفلسطيني. 

تاريخ مستشفى المعمداني

المستشفى الأهلي العربي يعرف أيضًا باسم "المستشفى المعمداني"، يقع في حي الزيتون بقطاع غزة، ويحاوطه كنيسة القديس برفيريوس ومسجد الشمعة ومقبرة الشيخ شعبان. 

ويتبع المستشفى، وهو من أقدم المستشفيات في غزة، الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية في القدس، وتأسس عام 1882، علي يد البعثة التبشيرية التي كانت تابعة لإنجلترا، وتعد الكنيسة المعمدانية واحدة من 3 كنائس في غزة، إلى جانب كنيسة القديس برفيريوس والكنيسة اللاتينية.

تعرض المستشفى للتدمير في الحرب العالمية الأولى، وأعيد بناؤه في 1919، وعقب انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين، قررت البعثة التبشيرية الإنجيلية التابعة لإنجلترا إغلاقه، لكن البعثة المعمدانية تكفلت به وبإدارته.

استمر المستشفى في تقديم الخدمة الطبية خلال فترة الاحتلال الإسرائيلي للقطاع 1967، قبل أن يتعرض لانتكاسة في عام 1976 عندما قطعت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطنينيين (الأونروا) المساعدات عنه وأوقفت دعمها لمدرسة التمريض التابعة له، فتراجعت خدماته وتقلص عدد موظفيه، حيث انخفض عدد الأطباء فيه إلى ثلاثة فقط ومعهم 28 ممرضًا، الأمر الذي أدى إلى تراجع عدد المرضى فيه.

ووصل المستشفى خدماته، بعد تلقيه التمويل من الجمعية المتحدة الفلسطينية في الولايات المتحدة، إذ تم بناء أقسام أخرى، وإمداده بمعدات متطورة، ليتحول لمستشفى يضم عدة أقسام، بينها قسم الطوارئ والعمليات الجراحية .