الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الفلسطيني فراس خوري: المحرقة التي يعيشها أهلنا لا تسمح بالمهرجانات السينمائية

  • مشاركة :
post-title
المخرج الفلسطيني فراس خوري

القاهرة الإخبارية - ولاء عبد الناصر

ظل المخرج الفلسطيني فراس خوري طيلة حياته الفنية داعمًا للقضية الفلسطينية من خلال أفلامه السينمائية، وإيصال صوت كل فلسطيني إلى العالم، ولم يقتصر دوره عند هذا الحد فحسب، بل كان له دور أكاديمي بتدريسه التعبير السينمائي من خلال مدرسة السينما في مسرح الحرية بمخيم جنين للاجئين، إيمانًا منه بتأثير وأهمية القوى الناعمة في إيصال جزء من الحقيقة التي يحاول الكيان الصهيوني إخفاءها عن العالم منذ سنوات طويلة.

حول أهمية الفيلم السينمائي حاليًا في دعم القضية الفلسطينية في ظل المجازر التي تُرتكب من جانب الاحتلال الإسرائيلي، في حق الشعب الفلسطيني، يقول لموقع "القاهرة الإخبارية": " الفيلم السينمائي بمثابة المقاومة التي تُظهر الحقيقة وتُجرّم الاحتلال، كما تفيد على المدى الطويل من خلال تعزيز الوطنية والانتماء وتشجيع المقاومة ومناهضة الاستعمار وتعليم الشباب معني الحرية والنضال، ومن جانب آخر تستطيع أن تؤثر على الشارع الغربي وتغير تفكيرهم وبالتالي من الممكن أن يؤثروا على حكوماتهم التي تتغافل عن حق الشعب الفلسطيني".

ويضيف: "الشعوب العربية كلها مع الشعب الفلسطيني ويدعمونه بوسائل مختلفة، وهذا الأمر يُعطي الأمل لغزة في ظل العتمة، وبالتالي فإن تفاعل أي شخص مع القضية أمر مهم للغاية سواء عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، أو الحديث عنها في أي مكان يوجد فيه، لذا من الضروري على الفنانين المؤثرين أن يتحدثوا عن القضية وخاصة إن كان فنانًا عربيًا عالميًا، فهذا يؤثر على الشعب الغربي".

وضع فلسطين كارثي

رغم محاولات المخرج الفلسطيني فراس خوري لسنوات طويلة دعم القضية الفلسطينية فإنه يشعر حاليًا بالعجز، وأن ما قدمه لدعم القضية لا يكفي في ظل الوضع الحالي والقهر الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني من قِبل الاحتلال، إذ يقول: "الشعب الفلسطيني يتعرض لإبادة جماعية من جانب الاحتلال، الذي يحاول تنفيذ نكبة أخرى لأهالي غزة، فالوضع مؤلم للغاية، وأنا شخصيًا شبه متقاعد عن الحياة والعمل، وأشعر بأنني تحت القصف ولا أهتم بشيء غير متابعة الأخبار في غزة".

طابع احتفالي

وحول فكرة إلغاء المهرجانات السينمائية تضامنًا مع أهالي غزة، يشير فراس خوري إلى أنه من الضروري عدم إقامة مهرجان سينمائي والاحتفال بالسينما، بينما أهلنا في فلسطين يتعرضون لإبادة جماعية، وقال: "المهرجان في حد ذاته يحمل طابعًا احتفاليًا، ولا يصح الاحتفال بالسينما ومناقشتها في ظل المحرقة التي يعيشها الفلسطينيون، لذا من الأفضل إلغاؤها ومساندة هذا الشعب المثابر".

10 سنوات لخروج "عَلَم"

جسّد المخرج الفلسطيني مقاومة بلاده في إطار شبابي بفيلمه الروائي الطويل "عَلَم"، الذي دار حول شاب يدعي "تامر"، مراهق فلسطيني يعيش حياة تقليدية مع أصدقائه في المدرسة الثانوية حتى تظهر زميلتهم "ميساء"، ولنيل إعجابها، يوافق تامر على المشاركة في عملية غامضة تحت مسمي "عَلَم" تقلب حياته رأسًا على عقب.

وحول هذه التجربة التي حصدت العديد من الجوائز في المهرجانات الدولية، يقول فراس خوري: "أردت إيصال رسالة من خلال الفيلم، وهي أن فلسطين لا بد أن تكون حرة، وبسبب هذه الرسالة لم أجد أي تمويل أو دعم من قِبل الإنتاج الأوروبي لإخراج العمل للنور، وبعد عشر سنوات، تلقي المشروع تمويلًا من مؤسسة الدولة للأفلام، فكانت تجربة صعبة، لكنها مميزة، ومن خلالها استطعت كشف جزء من الحقيقة للعالم الغربي ودعم القضية الفلسطينية".

تجربة واقعية جديدة

من ناحية أخرى، يستعد فراس خوري لتقديم عمل سينمائي من الواقع الفلسطيني من خلال فيلم يحمل اسم "عزيز تاركوفسكي"، وحول ذلك يقول: "الفيلم تدور أحداثه حول مخرج فلسطيني من رام الله، لا يستطيع القيام بتمويل فيلمه فيلجأ إلى حيلة من أجل الحصول على التمويل، وهذا العمل يقدم في إطار تراجيدي كوميدي، ومن المقرر تصويره خلال الفترة المقبلة".