لم يكتف جيش الاحتلال باستدعاء الجنود الاحتياط، البالغ عددهم نحو 300 ألف، في أعقاب عملية طوفان الأقصى، بل ذهب إلى تسليح المستوطنين وتدريبهم، لمواجهة المدنيين العزل من الأطفال والنساء، في سلسلة من الجرائم الوحشية لدولة الاحتلال الإسرائيلي تشن على قطاع غزة منذ 40 يومًا.
وفي ظل معاناة الفلسطينيين بشمال وجنوب غزة، يعاني سكان الضفة الغربية المحتلة من عنف المستوطنين، بعدما خطط جيش الاحتلال لتسليح ممن لديهم خبرة في القتال للدفاع عن المستوطنات.
31 ألف رخصة سلاح
ويخضع المستوطنون الذين تتراوح أعمارهم بين 27 إلى 50 عامًا، الذين لم يخدموا في جيش الاحتلال لتدريب أساسي متسارع لمدة ثلاثة أسابيع، وبعد ذلك يتم تسليحهم وتمركزهم في الضفة الغربية، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وأفادت وزارة الأمن العام الإسرائيلية، في بيان نقله الموقع العبري، بأنه تم إصدار 31 ألف رخصة سلاح خاص، منذ بدء العدوان على غزة، مشيرة إلى أن عدد الطلبات تجاوز 236 ألف طلب.
250 ألف طلب سلاح
وشهدت طلبات الحصول على تصاريح الأسلحة النارية ارتفاعًا ملحوظًا منذ 7 أكتوبر، إذ وصلت ربع مليون، وهو ما يعادل إجمالي العدد الصادر خلال الـ20 عامًا الماضية.
ويعكس التسهيل الكبير في شروط الحصول على تراخيص الأسلحة النارية، تهاون حكومة الاحتلال والتشجيع على مهاجمة الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
في أعقاب الهجوم للفصائل الفلسطينية، خفف وزير الأمن الوطني إيتمار بن جفير، القيود المفروضة على التصاريح، وبعد إجراء مقابلة هاتفية مع إدارة ترخيص الأسلحة النارية بالوزارة، يمكن للمواطنين المؤهلين الذين ليس لديهم سجل إجرامي أو مشكلات صحية الحصول على رخصة سلاح في غضون أسبوع.
ويُسمح للمواطنين الآن بامتلاك ما يصل 100 رصاصة، بدلاً من 50 فقط، وبدأت دولة الاحتلال في توزيع الأسلحة والخوذات والسترات الواقية من الرصاص على آلاف المتطوعين الأمنيين في المدن المختلطة والمجتمعات.
عنف المستوطنين.. الأكبر منذ عقدين
ووفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، استشهد أكثر من 155 فلسطينيًا في الضفة الغربية على يد قوات الاحتلال، وفي بعض الحالات على يد المستوطنين، منذ 7 أكتوبر الماضي، وهو ما يمثل أكبر عدد من الشهداء في شهر واحد بالضفة منذ عقدين تقريبًا، كما تم الإبلاغ عن أكثر من ألف حادث عنف سياسي في الضفة بين 7 و27 أكتوبر.
ويتصاعد العنف إلى مستويات لم تشهدها الضفة الغربية المحتلة منذ الانتفاضة الثانية، وسط مداهمات عسكرية وهجمات المستوطنين ومظاهرات عنيفة.
سيل من الاعتقالات
ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، اعتقل جيش الاحتلال نحو 1430 فلسطينيًا في جميع أنحاء الضفة الغربية، بما في ذلك أكثر من 900 من فصائل المقاومة.
وحتى قبل اندلاع الحرب الحالية في غزة، كانت التوترات متصاعدة في الضفة الغربية المحتلة، منذ أكثر من عام وسط تصاعد ملحوظ في الاشتباكات بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال.
وتم تسجيل أكثر من 60 حادثة عنف ضد المدنيين نفذها مستوطنون مسلحون منذ 7 أكتوبر، وهو ما يمثل زيادة بأكثر من 20 مرة مقارنة بشهر سبتمبر الماضي.
وتشكل تلك الحوادث أكثر من ضعف عدد الأحداث المسجلة، التي شارك فيها المستوطنون خلال التوترات السابقة في مايو 2021، عندما أدى اندلاع أعمال عنف عقب اقتحام المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة.
إضرام النيران في المنازل
وشارك المستوطنون في ما يقرب من 200 حادثة عنف جماهيري، بعد أن داهموا القرى وألقوا الحجارة وأضرموا النار في المنازل والسيارات والمتاجر والمزارع، واعتدوا جسديًا على الفلسطينيين.
وأشار موقع "ACLED" لتحليل بيانات الحروب والنزاعات، إلى أن مئات الفلسطينيين أُجبروا على الانتقال إلى أماكن أخرى في الضفة الغربية المحتلة، بسبب عنف المستوطنين في الأسابيع الأخيرة، وبتشجيع من دعم الشخصيات اليمينية المتطرفة في الحكومة الإسرائيلية، ومن المرجح أن يغتنم المستوطنون الفرصة، وسط استمرار أعمال العنف للحصول على أماكن أكبر في الضفة.