مع دخول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الأربعين، وقّع أكثر من 400 موظف في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على رسالة مفتوحة تطالبه بالسعي إلى وقف إطلاق النار في الحرب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، وفك الحصار عن غزة، وذلك في أحدث إجراء للدعوات المتزايدة لإدارة بايدن للمطالبة بوقف العدوان والتخلي عن دعم غير مشروط لإسرائيل في الحرب.
وأودى الصراع الدائر بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، منذ هجوم 7 أكتوبر المنصرم، بحياة أكثر من 11 ألف فلسطيني، 40 بالمئة من الأطفال، وأكثر من ألف إسرائيلي، وسمح بموجة نزوح غير مسبوقة في الجانبين، بسبب الوضع غير الآمن، في ظل حصار مطبق للقطاع وضربات صاروخية لا تتوقف.
ومنذ اليوم الأول، أعلن الرئيس الأمريكي، عن دعم مطلق لإسرائيل، وعزز قدراتها العسكرية بحاملتي طائرات، والعديد من الأسلحة والعتاد وفرق عسكرية، كما أيد استمرار القتال، ودفع بأن من شأن وقف إطلاق النار المستمر فوق رؤوس المدنيين في غزة، أن يفيد حماس، متجاهلًا كل الدعوات الأممية لوقف نزيف الدم الفلسطيني.
نص الرسالة
وجاء في نص الرسالة، التي صدرت يوم الثلاثاء، "نحن نمثل تحالفًا من المعينين السياسيين والموظفين المدنيين في إدارة بايدن- هاريس، المتمركزين في مجالات السياسة الداخلية والخارجية، ويعملون في الوكالات الفيدرالية والإدارات والوكالات المستقلة والبيت الأبيض".
وأضافت "إننا ندعو الرئيس بايدن إلى المطالبة بشكل عاجل بوقف إطلاق النار؛ والدعوة إلى وقف تصعيد الصراع الحالي من خلال ضمان الإفراج الفوري عن الرهائن الإسرائيليين والفلسطينيين المحتجزين تعسفيًا؛ واستعادة خدمات المياه والوقود والكهرباء وغيرها من الخدمات الأساسية؛ ومرور المساعدات الإنسانية الكافية إلى قطاع غزة".
خلفيات وديانات مختلفة
وتجنبًا لما عهدته الدعوات الغربية، من اتهامات بمعاداة السامية، أكدت الرسالة أن الموقعين الـ 400 يمثلون خلفيات وديانًات مختلفة، كما يعملون في أكثر من 30 إدارة ووكالة أمريكية.
وكشف اثنان من موظفي الإدارة الأمريكية، عن أنه منذ توزيع الرسالة لأول مرة قبل حوالي أسبوعين، حصلت على توقيعات موظفي الإدارة رفيعي المستوى ومنخفضي المستوى الذين يعملون عبر الحكومة الفيدرالية وفي بلدان متعددة. ومن بينهم موظفون في وزارات التجارة والدفاع والداخلية والأمن الداخلي والمكتب التنفيذي للرئيس، بحسب ما نقلت شبكة "سي إن بي سي نيوز" الأمريكية.
الموقعون "مجهولون" خوفًا على أمنهم الوظيفي
وأوضح الموظفان اللذان لم يكشفا عن هويتهما، خوفًا من الانتقام، بحسب الشبكة الأمريكية، أن الأشخاص الذين وقعوا على الرسالة ظلوا مجهولين أيضًا خوفًا على أمنهم الوظيفي وسلامتهم الشخصية.
وطلب الموظفان، المعينان سياسيًا، عدم الكشف عن هويتهما خوفًا من الانتقام بسبب التحدث علنًا ضد موقف الإدارة.
حديث عن استقالات بين موظفي حملة بايدن الانتخابية
وكشف أحد الموظفين بإدارة الرئيس الأمريكي عن شعور بعدم الارتياح بين الكثير من الموظفين لا سيما ممن جاءوا من حملته الانتخابية، وأنهم "يخدمون وفقًا لرغبة الرئيس".
وقال الموظف إن أكثر من 50 موظفًا في اللجنة التي تتولى جمع التبرعات لحملة بايدن الانتخابية، حثوا قيادتهم في رسالة منفصلة على مطالبة بايدن بالسعي إلى وقف إطلاق النار مع احتدام الحرب بين إسرائيل وحماس.
وأشار إلى أن البعض منهم يفكرون في الاستقالة "بسبب تعامل الإدارة مع الحرب حتى هذه اللحظة"، قائلًا إن بايدن "سيدفع الناس إلى نقطة الانهيار إذا استمر هذا"، يقصد الدعم المطلق لإسرائيل.
يذكر أن المسؤول المخضرم في وزارة الخارجية، جوش بول، قد استقال الشهر الماضي، بسبب ما وصفه بـ"الدعم الأعمى" من جانب الولايات المتحدة لإسرائيل في حربها على غزة واستمرارها في "تزويد إسرائيل بالأسلحة الفتاكة".