تشهد أوكرانيا حاليًا صراعًا داخليًا مكتومًا بين الرئيس فولوديمير زيلينسكي من جهة، وكبار قادة الجيش من جهة أخرى، بسبب اختلاف وجهات النظر حول مجريات الحرب ضد روسيا. وقد أثارت تصريحات القائد الأعلى للجيش الأوكراني حول وصول العمليات العسكرية إلى "طريق مسدود" غضب زيلينسكي وذعر مؤيديه.
قال أليكسي أريستوفيتش، المساعد السابق للرئيس الأوكراني، لصحيفة "إلموندو" الإسبانية، إن هناك صراعًا تحت الطاولة بين زيلينسكي وكبار القادة العسكريين في البلاد بسبب إحجام الرئيس عن الاعتراف بأن الهجوم المضاد الذي شنته كييف قد توقف.
كان المسؤول السابق يشير إلى التصريحات الأخيرة التي أدلى بها القائد الأعلى للجيش الأوكراني، فاليري زالوجني، الذي ادعى أن الأعمال العسكرية مع روسيا وصلت إلى "طريق مسدود". وقد أحدث هذا الرأي صدى عبر وسائل الإعلام الغربية، بل وتسبب في "الذعر" بين بعض مؤيدي كييف، حسبما ورد بالصحيفة.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، اختلف زيلينسكي مع تقييم زالوجني للموقف الحربي، على الرغم من اعترافه بأن أوكرانيا كانت في موقف "صعب" بحسب ما أشارت "إلموندو" الإسبانية. جاء ذلك في الوقت الذي لم يحقق فيه الهجوم المضاد المتعثر الذي شنته كييف، الذي بدأ منذ أوائل يونيو، أي مكاسب إقليمية كبيرة، وقدرت موسكو خسائر أوكرانيا بأكثر من 90 ألف جندي منذ بدء الحملة، بحسب ما أوردت وكالة "تاس" الروسية.
كما قال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو في وقت سابق من هذا الشهر إن "نظام كييف يخسر" حتى "على الرغم من توريد أنواع جديدة من أسلحة الناتو".
وفي الوقت نفسه، أرجع أريستوفيتش التقدم الباهت في المعارك إلى سياسات زيلينسكي "غير الفعالة"، مشيرًا الى أن هذا هو السبب الرئيسي للهجوم المضاد الفاشل: "المساعدات من الغرب لا يتم استخدامها بشكل صحيح.. مستوى الكفاءة غير كافٍ، لقد وصلوا إلى الحد الأقصى".
وفي حين يشير المساعد السابق للرئيس الأوكراني إلى أن التأخير في المساعدات العسكرية الغربية قوّض الهجوم الأوكراني، ما أعطى موسكو متسعًا من الوقت لتعزيز دفاعاتها على الخطوط الأمامية، يعتقد أريستوفيتش أن الفشل كان ناجمًا عن "سلسلة من الأسباب".
وانتقد أريستوفيتش الرئيس الأوكراني، لإيلائه الكثير من الاهتمام بباخموت، وهي معقل دونباس التي فرضت روسيا سيطرتها عليها هذا الربيع بعد أشهر من القتال المرير.
وفي ضوء كل ذلك، دعا المستشار السابق إلى إجراء الانتخابات الرئاسية العام المقبل، مرجحًا أن الوجوه الجديدة في الحكومة سيكون لها فرصة أفضل لتصحيح الوضع. لكن في وقت سابق من هذا الشهر، تحدث زيلينسكي ضد إجراء انتخابات، مشيرًا إلى أن أوكرانيا لا تزال تحت الأحكام العرفية.
وفي الوقت نفسه، أشار أريستوفيتش إلى أنه سيرشح نفسه للرئاسة إذا أجريت الانتخابات. ومع ذلك، أشار أيضًا إلى أن زالوجني، الذي صعد إلى الصدارة في خضم الصراع، يمكن أن يظهر باعتباره المنافس "الحقيقي الوحيد" لزيلينسكي، حتى لو كان مترددًا في تولي هذا الدور.