تشهد الحرب الروسية الأوكرانية تطورات مستمرة، خاصة أن مسار الصراع لا يزال محط قلق دول الاتحاد الأوروبي، رغم مرور فترة من الزمن، ففي خطابه إلى المؤتمر الذي عُقد في مالقة بإسبانيا، أكد رئيس السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن النصر غير واضح لأوكرانيا، وأن الاتحاد يجب أن يكون على استعداد لدعم كييف لفترة طويلة، وربما يحل محل المساعدة العسكرية الأمريكية.
التحديات الحالية
تعيش أوكرانيا في ظل تصاعد الصراع أوضاعا متدهورة، لذا أكد بوريل أن الصراع معرض للاستمرار لفترة طويلة جدًا، خاصة أن أوكرانيا لن تكون قادرة على مواجهة الجيش الروسي بدون الدعم الغربي.
على الرغم من أن إنفاق الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء يقارب ضعف إنفاق الولايات المتحدة على المساعدة العسكرية والإنسانية والمالية لأوكرانيا، إلا أن الدعم الأمريكي العسكري سيظل الشريك الأكبر لكييف.
وعلى الرغم أيضًا من إنفاق الولايات المتحدة نحو 45 مليار دولار على المساعدة العسكرية لأوكرانيا، فإن وزارة الدفاع الأمريكية حذرت هذا الأسبوع من أنها قد تمتلك فقط مليار دولار تقريبًا لمساعدة أوكرانيا عسكريًا، وأنها قد تضطر لتقديم مساعدة بشكل محدود في المستقبل.
في خطابه، حذّر بوريل من أن بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التي تمتلك "الوسائل اللازمة" يجب أن تظل على استعداد لدعم سياسة المساعدة لأوكرانيا، وربما توسيعها. كما حذر من أنه قد يكون على الاتحاد الأوروبي تعويض مساعدة الولايات المتحدة إذا تراجعت.
الردود الدولية
ردًا على تصريحات بوريل، أشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إلى تغيير طابع مسؤول سياسة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، وأشارت زاخاروفا إلى أن بوريل كان أعلن بعد زيارته لكييف في إبريل 2022 أن "هذه الحرب سيتم الفوز فيها في الميدان"، في حين يقول الآن إن أوكرانيا لن تكون قادرة على هزيمة روسيا في المستقبل القريب.
مستقبل الصراع
من المتوقع أن يشهد نهاية العام الحالي تحولًا في الصراع، حسب توقعات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وفي هذا السياق، أكد أن الدعم الغربي لأوكرانيا ضروري، وأن الشهر المقبل سيكون حاسمًا في تطور الصراع.
تصاعد المخاوف ودعوات للتفاوض
تتزايد المخاوف بين الداعمين الغربيين لكييف بشأن نتائج القتال. وفي هذا السياق، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرح، أن فوزًا روسيًا سيكون "كارثة" ويترك الحلف "عرضة للهجوم." وشدد على ضرورة دعم أوكرانيا.
تقديم الضمانات الأمنية
في السياق نفسه، ذكر الرئيس الفرنسي ماكرون أن أي مفاوضات سلام حول أوكرانيا يجب أن تشمل مناقشات حول الضمانات الأمنية لروسيا، خاصة فيما يتعلق بوجود قوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا. ورغم هذه الدعوة، رفض المسؤولون الأوكرانيون هذه الفكرة بشكل قاطع في السابق.
خيارات المفاوضات
فيما يتعلق بفترة محتملة لبدء المفاوضات، أشار ماكرون إلى أن "ليس بعد" الوقت المناسب للجلوس إلى طاولة المفاوضات. ورغم ذلك، أشار إلى أنه قد يكون من الممكن في وقت لاحق أن "نجري مفاوضات عادلة وجيدة، ونعود إلى الطاولة للعثور على حلاً مع روسيا."
محادثات حساسة
تقول تقارير أمريكية إن المسؤولين الغربيين يشاركون في محادثات "حساسة" مع كييف لاستكشاف إمكانية النظر في بعض التنازلات لروسيا لإنهاء القتال. ويدعم هذا الاتجاه مخاوف في الغرب من أن النزاع قد وصل إلى "نقطة مأزق"، وأن أوكرانيا "تنفد من القوات".
فتح باب المفاوضات
على الرغم من التقارير الحساسة، أعلن ماكرون أنه "ليس بعد" الوقت المناسب لبدء مفاوضات مع روسيا، وأن قرارًا بشأن ذلك يجب أن يتخذه القادة الأوكرانيون بشكل مستقل. ومع ذلك، أشار إلى أنه قد يكون من الممكن في وقت لاحق "أن نجري مفاوضات عادلة وجيدة، ونعود إلى الطاولة ونجد حلاً مع روسيا".