الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

3 أسابيع على الضوء الأحمر.. إسرائيل تؤكد متابعة القتال في غزة قبل الضغط الدولي "الثقيل"

  • مشاركة :
post-title
العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة

القاهرة الإخبارية - سمر سليمان

ألمحت إسرائيل إلى 3 أسابيع أخرى، من القتال الدامي في قطاع غزة، بذات النهج والوتيرة المُتصاعدة، قبل أن يبدأ مستوى "جدي" من الضغط الدولي عليها لوقف القتال، بينما تعتبر رهائنها المحتجزين في غزة، أداتها المركزية لمواصلة "قتال مشروع" في القطاع، ما يُثير التساؤلات حول مدى جدية إسرائيل، المتعطشة للانتقام، في تحرير أسراها.

ومنذ 7 أكتوبر المنصرم، ويواصل الاحتلال الإسرائيلي مدعومًا بمباركة وحماية غربية أمريكية، دك قطاع غزة، على رأس المدنيين، محدثًا حجم دمار وخسائر غير مسبوقة، سقط على إثره أكثر من 11 ألف شهيدًا، بينهم 40% من الأطفال، إضافة إلى أكثر من 28 ألف من الجرحى.

ضوء أحمر قريب

وقدّر وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، الوقت المتبقي أمام إسرائيل لتتابع القتال بنفس الوتيرة قبل خمسة أسابيع، بنحو أسبوعين أو ثلاثة أسابيع أخرى، قبل أن يبدأ الضغط الدولي في التزايد "بشكل جدي" على تل أبيب.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، خلال مؤتمر صحفي، اليوم الاثنين، إن الضغط الدبلوماسي على إسرائيل بدأ يتزايد، وعلى الرغم من أنه ليس مرتفعًا بشكل خاص في الوقت الحاضر، إلا أنه آخذ في الارتفاع.

أضاف وزير الخارجية الإسرائيلي أن "النافذة الدبلوماسية" تستغرق حوالي أسبوعين أو ثلاثة أسابيع حتى يبدأ الضغط الدولي في التزايد بشكل جدي، لكنه لم يذكر ما الذي يتوقع أن يترتب على هذا الضغط.

وقال الوزير إن إسرائيل حصلت على الضوء الأخضر للرد العسكري بعد هجوم حركة حماس و"هي الآن في نهاية اللون البرتقالي قبل الضوء الأحمر" وفق تعبيره.

وتحدث كوهين عن أن نظراءه الدبلوماسيين ركزوا على القضايا الإنسانية خلال المحادثات التي أجراها معهم، وأن البعض منهم طلب من إسرائيل أن تسعى إلى وقف إطلاق النار، على الرغم من أنهم لم يفعلوا ذلك علنًا، بحسب قوله.

الرهائن.. أداة إسرائيل لمواصلة القتال

واعتبر وزير الاحتلال قضية الرهائن الذين تحتجزهم حماس في غزة "أداة مركزية" تمنح إسرائيل الشرعية لمواصلة القتال، مؤكدًا أن "العالم يقبل أن إسرائيل لن تتوقف حتى يتم إطلاق سراح الأسرى"، على حد زعمه.

ولطالما تمسكت إسرائيل بأنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار، إلا بالإفراج عن جميع الرهائن المحتجزين في غزة.

ويتنافى ذلك مع تلميح بأنه ثمة معلومات يمتلكها جيش الاحتلال عن موقع الرهائن في غزة، ورغم ذلك لم يذهب إلى أبعد من المعرفة، ولم يحرر رهائنه رغم شنه عمليات عسكرية بلغت في آخر أسبوعين عمق القطاع.

وألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال مقابلة أجراها مع قناة nbc الأمريكية، أمس الأحد، إلى أنه ثمة معلومات يمتلكها الجيش الإسرائيلي عن موقف الرهائن، وردًا على سؤال عمّا إذا كان يعرف مكان احتجاز جميع الرهائن الآن، قال نتنياهو: "نعرف الكثير، لكنني لن أذهب إلى أبعد من ذلك".

ووسط تقارير عن اتفاق محتمل قريب للإفراج عن المحتجزين، برعاية مصرية قطرية أمريكية، لم ينف نتنياهو الأمر، وأكد أنه "من الممكن" أن تكون هناك صفقة رهائن محتملة مع حماس، لكنه امتنع عن تقديم أي تفاصيل أخرى، قائلًا إن ذلك قد يحبط المفاوضات الحساسة لإطلاق سراح المحتجزين.

ويقول الجيش الإسرائيلي إن المقاومة الفلسطينية تحتجز نحو 240 رهينة، منذ الهجوم المباغت من قطاع غزة على إسرائيل، بخلاف أربعة رهائن مدنيين أطلقت سراحهم المقاومة، بينما يقول جيش الاحتلال إنه استطاع إنقاذ جندي أسير فيما تنفي المقاومة ذلك.

ضغوط دولية لوقف القتال

وتتعرض إسرائيل لضغوط دولية، بما فيها من الولايات المتحدة، من أجل إقرار هدن إنسانية في قطاع غزة، والسماح بدخول كميات أكبر من المساعدات.

وقبل أيام دعا ممثلو خمسين دولة ومنظمة إنسانية، في مؤتمر باريس الإنساني حول غزة، لوقف إطلاق النار، في القطاع، وتعهدوا بتقديم مساعدات تتجاوز قيمتها مليار يورو، يُستخدم جزء كبير منها لتلبية حاجات الأمم المتحدة لمساعدة سكان غزة والضفة الغربية المحتلة، والتي تقدر بنحو 1,2 مليار دولار حتى نهاية 2023.

بالمقابل، تبدي دول غربية في مقدمتها الولايات المتحدة، رفضها علنًا أي وقف شامل لإطلاق النار في قطاع غزة، مُعتبرة أن الأمر يصب في مصلحة المقاومة الفلسطينية. وتطالب، عوضًا عن ذلك، بإقرار هدنة إنسانية أو ممرات آمنة لإيصال المساعدات إلى المدنيين في غزة.