مع اندلاع الحرب بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، والتصعيد من حزب الله على الحدود اللبنانية، ما أدى إلى إصابة وقتل العديد من المستوطنين وجنود جيش الاحتلال، نزح نحو 200 ألف شخص من البلدات والقرى القريبة من الحدود إلى الفنادق وبيوت الضيافة التي توفرها الدولة أو أقاربهم في مناطق أكثر أمانًا، حسبما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
الأسباب والمدة
وكان من بين الأسباب الرئيسية لنزوح الإسرائيليين من منازلهم، الخوف من الهجمات الصاروخية والنفقية والبرية التي تشنها حماس وحزب الله على الحدود.
وقد أظهرت الأحداث الأخيرة أن هذه الجماعات لديها قدرة على استهداف المناطق السكنية والعسكرية بدقة عالية، وأن القبة الحديدية، وهي نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي، لا يمكنها اعتراض جميع الصواريخ. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الحياة في الملاجئ والأنفاق ليست مريحة أو آمنة، وتسبب القلق والاكتئاب والصدمات للكبار والأطفال على حدٍ سواء، حسبما ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
ونظرًا لعدم وجود حل سياسي أو عسكري واضح لإنهاء النزاع، فإن النازحين الإسرائيليين يتوقعون أن يبقوا في الفنادق لفترات طويلة، ربما لعدة أشهر أو سنوات. وقد أعرب بعضهم عن رغبتهم في العودة إلى منازلهم عندما تهدأ الأوضاع، ولكن آخرون يفكرون في الانتقال إلى مناطق أخرى داخل إسرائيل أو خارجها.
الظروف والصعوبات
ويواجه النازحون الإسرائيليون العديد من الصعوبات في الفنادق السياحية، بدءًا من الازدحام والنقص في الموارد وانتهاءً بالملل والعزلة، ووفقًا لرئيس جمعية الفنادق الإسرائيلية، فإن نصف غرف الفنادق في إسرائيل ممتلئة بالنازحين من غزة، وهو ما يعني أنه لا يوجد مساحة كافية للسياح أو الزوار الآخرين.
كما أن بعض الفنادق لا توفر خدمات كافية للنازحين، مثل الطعام والماء والنظافة والرعاية الصحية والنفسية، وقد اشتكى بعض النازحين من سوء المعاملة أو التمييز من قبل موظفي الفنادق أو السكان المحليين.
تكلفة باهظة ومعقدة
وخلال أكبر عملية نزوح داخلي في تاريخ إسرائيل، في العصر الحديث، أجلى جيش الاحتلال أكثر من 125,000 مستوطن، تم إجلاؤهم من بلدات في الجنوب، بالقرب من غزة، بعد هجوم "حماس"، ومن الشمال، حيث تصاعدت التوترات في الأيام الأخيرة حيث تبادلت إسرائيل إطلاق النار مع مقاتلي حزب الله في لبنان.
وفي ظل الركود الاقتصادي الني تشهده إسرائيل، تعتبر هذه العملية معقدة لوجستيًا ومكلفة للدولة الإسرائيلية، إذ تقوم بدفع تكاليف إيواء الأشخاص الذين تم إجلاؤهم إلى أجل غير مسمى في 280 فندقًا ودار ضيافة منتشرة في جميع أنحاء البلاد، ومع امتداد الأيام إلى أسابيع، تقوم الحكومة بإنشاء مدارس وعيادات طبية مؤقتة.
تهديدات حزب الله
ومع عدم ثقة المستوطنين في قدرات حكوماتهم على حمايتهم، خاصة بعد اندلاع طوفان الأقصى، كان لخطاب زعيم حزب الله، حسن نصر الله الأخير صدى كبير بين الإسرائيليين الذين أصابهم الرعب والخوف، من تكرار هجوم 7 أكتوبر.
وقال أفيخاي شتيرن، رئيس بلدية كريات شمونة، إن السكان لا يمكنهم العودة إلا إذا ضمنت إسرائيل أن حزب الله لن ينفذ هجومًا شبيهًا بهجوم حماس، ويصور مقطع فيديو نشره المسلحون ذات مرة غزوًا لشمال إسرائيل، بدا بشكل مخيف مثل ما فعلته حماس عبر الحدود من غزة، بإطلاق وابل من الصواريخ أعقبه هجوم بري متعدد المحاور من قبل مقاتلي حزب الله.