لا تزال فصائل المقاومة قادرة على تحدي التوقعات وصمودها رغم مرور 36 يومًا على العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة، إذ يشير تقرير صادر عن موقع "ال مونيتور" الأمريكي إلى أن القادة الإسرائيليين يعترفون بأن الفصائل لا تزال تحتفظ بقوتها وقدرتها على المقاومة.
ونقل الموقع عن مصدر عسكري إسرائيلي كبير قوله إن الفصائل تختبئ تحت الأرض، وأن مقاتليها يمتلكون القدرة على التنقل بين جنوب وشمال القطاع باستخدام الأنفاق الواسعة التي حفرتها، وعلى الرغم من التدمير الهائل للبنية التحتية في شمال غزة، يظل معظم مقاتلي فصائل المقاومة بلا أذى.
وفي هذا السياق، أكد ضابط إسرائيلي أن مدينة غزة تحتوي على "مدينة" تحت الأرض تضم مئات الكيلومترات من الأنفاق، تستخدم لإيواء القوات وتوفير الإمدادات والتحكم في القيادة.
وأضاف الضابط، الذي رفض ذكر اسمه للموقع، أن هذه البنية تجعل من الممكن لمقاتلي الفصائل الخروج والهجوم على القوات الإسرائيلية، ثم العودة سريعًا إلى تحت الأرض، مؤكدًا أن التغلب على هذا يتطلب وقتًا.
وفي سياق آخر، أشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إلى اختلاف وجهات النظر بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن خطط المستقبل لقطاع غزة. وأوضحت أن الضغوط السياسية تتزايد على الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بلديهما، مع تغير سياسة الإدارة الأمريكية وتصاعد الانتقادات الداخلية بسبب الأحداث في غزة.
وتشير التوقعات إلى أن إسرائيل، التي أعلنت عن نيتها "القضاء على حماس"، قد تحتاج إلى شهور أو ربما سنوات لتحقيق هذا الهدف، وذلك وفقًا لتقديرات خبراء عسكريين. يستخدم جيش الحتلال الإسرائيلي استراتيجية بطيئة في الهجوم البري على غزة، حيث يدرك القادة أن القضاء على فصائل المقاومة سيحتاج إلى وقت طويل، وهو ما قد لا تمتلكه القيادة الإسرائيلية بالضرورة.
كذلك كانت الصحيفة الأمريكية قد نقلت عن مصدر وصفته بالمطلع، قوله إن مجتمع الاستخبارات الأمريكي يشكك في قدرة إسرائيل على تحقيق هدفها العسكري المعلن، والمتمثل في "القضاء على فصائل المقاومة الفلسطينية".
وفي خضم هذه الأحداث، تشهد العلاقات الأمريكية الإسرائيلية اختلافًا في الرؤى الطويلة المدى، حيث تسعى الولايات المتحدة للحفاظ على وحدة حلفائها وتقديم الدعم لإسرائيل في ظل التحديات الإقليمية، بينما يشير بعض المراقبين إلى أن إدارة بايدن قد فرضت ضغوطًا على إسرائيل لتقليل الخسائر المدنية وتوجيه هجمات استراتيجية تستهدف فصائل المقاومة فقط .