منذ بدء عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر الماضي، ظهر اسم "بن شابيرو"، المحلل السياسي والإعلامي الأمريكي المحافظ، في العديد من المقابلات التلفزيونية ليظهر دعمه القوي لإسرائيل، وانتقاده للفلسطينيين والمسلمين واليسار.
كما كتب عدة كتب ومقالات تبرر السياسات الإسرائيلية وتصف الفلسطينيين بأنهم إرهابيون ودروع بشرية، وأدلى بتصريحات مثيرة للجدل تدعو إلى قتل أطفال غزة ومحو فصائل المقاومة الفلسطينية من على وجه الأرض.
من هو بن شابيرو؟
بن شابيرو هو معلق سياسي محافظ، له منصة كبيرة كمضيف لبرنامج بودكاست شهير، ومتحدث مدعوم من مؤسسة شباب أمريكا في الحرم الجامعي.
يمتلك "شابيرو" تاريخًا من إطلاق تعليقات مهينة ومعممة ومثيرة للنزاع عن المسلمين والعرب والأفارقة الأمريكيين وغيرهم، عمل سابقًا في مركز ديفيد هورويتز للحرية، وهي منظمة تنطوي على آراء معادية للإسلام.
له العديد من الكتب أولها كان بعنوان: «غسل الدماغ»: كيف تُعلِّم الجامعات شباب أمريكا، في عام 2004، وله كتاب صُنف بإنه الأكثر مبيعًا في «نيويورك تايمز».
معاداة المسلمين والفلسطينيين
في يونيو 2007، كتب شابيرو أن "السكان العرب الفلسطينيين فاسدون إلى النواة" وأن "العرب الفلسطينيين أظهروا تفضيلهم للتفجير الانتحاري"، وفي سبتمبر 2010، غرد: "الإسرائيليون يحبون البناء.. العرب يحبون تفجير الأشياء والعيش في مجاري مفتوحة.. هذه ليست قضية صعبة".
كما يدعي شابيرو أن الإسلام دين عنيف بطبيعته، ويدعو إلى التمييز الديني ضد المسلمين في دخولهم إلى الولايات المتحدة.
انتقاد بايدن
في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، في 15 أكتوبر الماضي، انتقد شابيرو إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، على رد فعلها على طوفان الأقصى، قائلًا إن بايدن "لم يكن صادقًا" عندما قال إن إسرائيل لديها الحق في الدفاع عن نفسها، وإنه "كان يضغط على إسرائيل وراء الكواليس" لوقف العمليات العسكرية ضد "حماس".
وأضاف شابيرو، أن بايدن "كان يتحدث إلى القيادة الفلسطينية ويحاول إعادة العلاقات معها"، وأنه "كان يريد إعادة الاتفاق النووي مع إيران".
مدح رئيس مجلس النواب الجديد
في برنامجه اليومي في 3 نوفمبر، أشاد شابيرو برئيس مجلس النواب الأمريكي الجديد، مايك جونسون، بعد تمرير مشروع قانون للمساعدات الإسرائيلية بشكل منفصل عن باقة المساعدات العالمية التي يطالب بها الديمقراطيون.
وقال شابيرو، إن جونسون "يحاول استرداد التمويل الذي زاد بشكل كبير حجم مصلحة الضرائب"، والذي يعتقد أنه سيؤدي إلى "مضايقة الأمريكيين العاديين".
ووصف شابيرو الوضع بأنه "لعبة الدجاج" بين الديمقراطيين والجمهوريين حول المساعدات لإسرائيل، وقال إنه "لا يفهم لماذا هذه المسائل هي نفسها".
وأضاف، أنه "من الواضح" أنه يقف مع الجانب اليميني في هذه الحجة، وأنه يرى أن المساعدات لإسرائيل هي "مسألة مختلفة وأكثر تعقيدًا" من المساعدات لأوكرانيا.
نصيحة لإسرائيل
وفي 20 يوليو الماضي، نصح شابيرو إسرائيل بعدم تجميد الاستيطان في الضفة الغربية بأمل أن يحبهم بايدن، وقال إنه "لا يدفع ثمن ترضية الولايات المتحدة بالإيماءات"، مضيفًا أنه "من الجيد أن يكونوا مهذبين مع بايدن ويكرموه"، ولكنهم "لا ينبغي أن يتوقعوا أن يكون لهم صديقًا حقيقيًا".
وقال شابيرو إن إسرائيل "يجب أن تفعل ما هو صحيح لها"، وأنها "يجب أن تحافظ على قوتها وسيادتها".
دعم ترامب
وفي 11 أكتوبر، أثناء مقابلة تلفزيونية في برنامج أمريكي، قال شابيرو إنه يتمنى أن "يكون الرئيس ترامب ما زال رئيسًا" أثناء الحديث عن تصرفات إدارة بايدن التي سبقت الهجوم على إسرائيل.
كما انتقد إدارة بايدن على تعاملها مع إيران في الشرق الأوسط، وقال إنها "تعطي إيران كل ما تريده"، وأنها "ترفع العقوبات عنها"، وأنها "تسمح لها بالتخلص من الضوابط النووية".
مواقف محرجة
تعرض شابيرو لمواقف محرجة خلال محاضراته من مناصري القضية الفلسطينية، خاصةً عندما يواجه معارضين أو منتقدين، حاول شابيرو مناقشة أندرو نيل، مقدم برنامج BBC عن كتابه الجديد "الحق الأخلاقي"، ولكن شابيرو لم يتمكن من الرد على أسئلة نيل الحادة، واتهمه بأنه "متحيز إلى اليسار" و"متطرف".
وعندما سأله نيل عن تغريدة سابقة له قال فيها "إسرائيليون يحبون الحياة، والفلسطينيون يحبون الموت"، ردّ شابيرو: "هذا النوع من الأسئلة السخيفة تظهر لماذا لا يجب أن أكون على هذا البرنامج"، وفي نهاية المقابلة قال: "أنا مشهور، لا أحد يعرفك" ثم انسحب، حسبما ذكرت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية.
وخلال مناظرة مع شاب من جامعة "أوكسفورد" البريطانية، اتهمه الشاب أنه مناصر لإسرائيل في الإعلام الغربي، كما إنه قال العديد من المغالطات التاريخية بشأن فلسطين، كما وصفه بأنه "كذب كثيرًا في العديد من الأوقات" بسبب دعمه لإسرائيل واختتم الشاب حديثه بسؤاله "عندما تكذب هل تشعر بالخجل؟".