انفراجة تبدو قريبة ولو مؤقتة لوضع إنساني كارثي بلغه فلسطينيو قطاع غزة، بعد إعلان الولايات المتحدة الاتفاق مع إسرائيل لوقف العمليات العسكرية المستمرة منذ أكثر من شهر، لمدة أربع ساعات يوميًا بما يسمح بمرور المساعدات الإنسانية وفرار المدنيين العالقين في الشمال إلى الجنوب.
وقف القتال 4 ساعات يوميًا
أعلن البيت الأبيض، اليوم الخميس، أن إسرائيل ستبدأ في تنفيذ وقف العمليات العسكرية، لمدة أربع ساعات في مناطق شمال غزة كل يوم، للسماح بوصول المساعدات الإنسانية والسماح للمدنيين بالخروج من مناطق الصراع.
وأضاف كيربي: "أبلغنا الإسرائيليين أنه لن تكون هناك عمليات عسكرية في هذه المناطق طوال فترة الهدنة، وأنها تبدأ اليوم".
وأوضح أن فترات التوقف ستوفر "متنفسًا لبضع ساعات" للمدنيين للابتعاد عن طريق الأذى، على حد تعبيره. كما أنها ستوفر فرصًا قصيرة للمرور الآمن المحتمل للمحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية.
ورحبت الولايات المتحدة بالقرار الذي قالت إنه تطور يمثل "خطوات في الاتجاه الصحيح".
نتياهو يتمسك.. الهدنة مرهونة بالمحتجزين
وبعد أقل من ساعة من إعلان البيت الأبيض، خرج بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، ليجدد تصريحاته السابقة بشأن ارتباط وقف إطلاق النار بإطلاق سراح المحتجزين في غزة.
وفي بيان أورده مكتبه قبل قليل، قال نتنياهو: "القتال مستمر ولن يكون هناك وقف لإطلاق النار دون إطلاق سراح المحتجزين".
وأشار نتياهو إلى أن "إسرائيل تسمح بممرات آمنة من القطاع الشمالي إلى الجنوب"، موضحًا "كما فعل 50 ألف من سكان غزة بالأمس فقط".
وجدّد رئيس حكومة الاحتلال الدعوة للمدنيين في غزة إلى الإخلاء للجنوب.
ومنذ السبت، فتح الاحتلال الإسرائيلي ممرات لإخلاء المدنيين من شمال قطاع غزة إلى الجنوب، وقال إن الممر استمر اليوم لمدة ست ساعات، ما سمح بفرار آلاف الفلسطينيين من شمال القطاع إلى الجنوب.
ويقول الجيش الإسرائيلي إن المقاومة الفلسطينية تحتجز 239 رهينة في غزة والضفة الغربية، منذ الهجوم المباغت لها في 7 أكتوبر.
توقف تكتيكي للقتال
وفي محاولة لتقريب الموقف الإسرائيلي مع الإعلان الأمريكي الأخير بشأن الهدنة، أعلن جيش الاحتلال، أنه لم يوافق على وقف إطلاق النار، لكنه سيواصل السماح "بفترات توقف تكتيكية محلية" للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي ريتشارد هيشت، في إفادة مساء اليوم الخميس، إنه "لا يوجد وقف لإطلاق النار. إن ما نقوم به، أي تلك النافذة لمدة أربع ساعات، هي فترات توقف تكتيكية ومحلية للمساعدات الإنسانية".
ونقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن مسؤول إسرائيلي كبير، لم تسمه، إن فترات التوقف للعمليات العسكرية لمدة أربع ساعات ستدخل حيز التنفيذ في مناطق محددة، إذ سيتم إخطار الحي أو المنطقة قبل عدة ساعات بأنه سيكون هناك توقف مؤقت لمنح الناس في الشمال القدرة على السفر جنوبًا للحصول على المساعدة والإغاثة.
وأضاف المسؤول أن الضربات الإسرائيلية مستمرة في جنوب غزة، وتتلقى الأحياء الجنوبية أيضًا إشعارات بوقف مؤقت حتى يتمكن السكان من الخروج والحصول على الإغاثة أيضًا، بحسب قوله.
وضع إنساني كارثي
والوضع الإنساني في قطاع غزة كارثي على أقل تقدير، في ظل تزايد متنامي لأعداد الشهداء والجرحى مع كل ساعة، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر الماضي.
وأعلنت وزارة الصحة في أحدث تقاريرها، اليوم الخميس، ارتفاع حصيلة الضحايا في قطاع غزة جراء العدوان المستمر إلى 10790 شهيدًا، بينهم 4412 طفلًا، وأكثر من 26 ألف جريح.
أيضًا، بات القطاع الصحي في القطاع على شفا الانهيار، في ظل استهداف العدوان للمنشآت الطبية والمستشفيات والكوادر الطبية، إذ توقف حتى الآن 18 مستشفى من أصل 35 في غزة، كما تم إغلاق 71% من جميع مرافق الرعاية الأولية في جميع أنحاء غزة، بسبب القصف أو نقص الوقود.
وفي ظل نقص الإمدادات الطبية، ما زال الأطباء في غزة مجبرين على إجراء العمليات الجراحية دون تخدير، للجرحى بما في ذلك عمليات بتر للأطراف، والعمليات القيصرية للنساء.