الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

حياة المدنيين خارج أولويات إدارة بايدن.. أمريكا ترفض "وقف إطلاق النار" في غزة وقبلها أوكرانيا

  • مشاركة :
post-title
بايدن وبوتين

القاهرة الإخبارية - محمد سالم

موقف أمريكي واضح، "لا وقف لإطلاق النار"، هذا ما أعلنته إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في غزة، رغم جرائم الاحتلال المتواصلة، التي أدت إلى استشهاد نحو 10 آلاف مدني، في دعم صريح للاحتلال الإسرائيلي.

موقف أمريكا، في دعم المحتل في غزة، جاء على النقيض تمامًا في حرب روسيا وأوكرانيا، إذ تدعم كييف لاستعادة أراضيها بالمال والسلاح، لكن هناك وجه تشابه واحدًا بينهما، هو أن واشنطن لا تريد وقفًا لإطلاق النار على الجبهتين.

في اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، السبت، مع وزراء خارجية كل من مصر والسعودية وقطر والأردن وممثل منظمة التحرير الفلسطينية، في العاصمة الأردنية عمان، عبر عن رفضه لدعوات وقف إطلاق النار من جانب الدول العربية، وتحدث عن دعم واشنطن لـ "هدنة إنسانية" مؤقتة في النزاع المستمر بين إسرائيل والفلسطينيين.

قال بلينكن، إن بلاده تدعم "هدنات إنسانية"، وترفض "وقف إطلاق النار"، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة ترى أن كل الجهود ستكون أسهل من خلال هذه الهدنات الإنسانية.

وبرر الموقف الأمريكي من رفض وقف إطلاق النار؛ لأنه سيبقي المقاومة في مكانها، وهو ما رفضه وزراء الخارجية العرب، ودعا وزير الخارجية المصري، سامح شكري، لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، فيما دعا وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، إلى إنهاء الحرب في غزة ووصفها بـ"جريمة حرب".

ورغم العدوان المتواصل منذ 30 يومًا، لم تنجح أمريكا في إقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ "هدنة إنسانية"، رغم أنها تواصل دعمه عسكريًا وماديًا.

موقف متناقض

موقف أمريكا من غزة والمناقض تمامًا لموقفها في أوكرانيا، والذي يثبت أنها تسعى من أجل مصالحها فقط، ضاربة بالقانون الدولي وحماية المدنيين عرض الحائط، يتشابه مع موقفها من حرب روسيا وأوكرانيا، فيما يتعلق بوقف إطلاق النار، ففي مارس الماضي أعلنت الولايات المتحدة معارضتها لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، ورفضت مقترحات تسوية النزاع.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، خلال مؤتمر صحفي عقده وقتها، إن وقف إطلاق النار يصادق على مكاسب روسيا، ويعترف بها من الناحية الواقعية.

وأكد "كيربي" أن الولايات المتحدة تعتبر وقف إطلاق النار "انتهاكًا لميثاق الأمم المتحدة".

وفي أوكرانيا حرصت واشنطن على استمرار الحرب، عبر دعم "الضحية" وقدمت لأوكرانيا دعمًا غير مسبوق هي وكل القوى الغربية، وفرضت عقوبات كبيرة على روسيا، كما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة لاعتقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في المقابل دعمت "المحتل"، فيما يتعلق بفلسطين، وقدمت له السلاح والمال كذلك، في سبيل استمرار الصراع، في موقف كاشف لـ "ازدواجية المعايير في السياسة الأمريكية".

ضحايا المدنيين من الجانبين

حتى أكتوبر الماضي، استنكرت الأمم المتحدة الخسائر المروعة في صفوف المدنيين جراء الحرب، وفقًا لمكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، قتل أكثر من 9,000 مدني- بمن فيهم أكثر من 560 طفلًا- وإصابة 17962 بينهم 1196 طفلًا منذ بدء الحرب في 24 فبراير 2022، أي في 20 شهرًا.

في المقابل، تسببت الحرب على غزة في استشهاد أكثر من 9 آلاف شهيد بينهم نحو 4 آلاف طفل، وأكثر من 25 ألف مصاب في أقل من شهر، ورغم ذلك ترفض أمريكا وقف إطلاق النار في الجانبين.

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي، ارتكاب المجازر في حق المدنيين في غزة، تحت أعين أمريكا، حتى إنه قصف مدخل مستشفى الشفاء تزامنًا مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، والتي كان من المفترض أن يتحدث فيها مع إسرائيل عن حماية المدنيين.

وكانت آخر مجازر الاحتلال التي ارتكبها في الساعات الأولى من صباح اليوم، قصف مخيم المغازي، والذي أسفر عن استشهاد أكثر من 50 مدنيًا، حتى الآن.

الممثلة الأمريكية سوزان سارندون، أعادت نشر فيديو للنائب الأيرلندي، ريتشارد بويد بارت، يرتدي فيه الكوفية الفلسطينية، ويهاجم المجتمع الغربي الذي يدعم الاحتلال أمام الشعب الفلسطيني، ويتهمه بتطبيق معايير مزدوجة، فحينما يدافع الفلسطينيون عن أوطانهم يتم وصفهم بالإرهابيين بينما هناك موقف غربي موحد لدعم أوكرانيا ضد روسيا.

وقال "بويد"، إن من حق الشعب الفلسطيني أن يدافع عن نفسه ويهاجم الاحتلال، منتقدًا فرض العقوبات على روسيا في غضون 5 أيام فقط من بدء الصراع، في حين لم يتم فرض أي عقوبات على إسرائيل التي تمارس انتهاكات جسيمة ضد الفلسطينيين.

وكتبت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن الجنوب العالمي يرى ازدواجية المعايير في تعامل الغرب مع الوضع في غزة وأوكرانيا، مُشيرة إلى أنه طوال الـ20 شهرًا الماضية، انتقدت إدارة بايدن روسيا بسبب عمليتها الخاصة في أوكرانيا، لكنها الآن تقف في صف إسرائيل التي تقصف قطاع غزة، قائلة إن هذا الموقف يخلق "عقبات جديدة"، في جهود واشنطن لكسب الرأي العام العالمي.