تؤمن المخرجة الكويتية اللبنانية فرح الهاشم بأن الفن أداة مهمة لابد من استخدامها كرسالة؛ لمحاولة تغيير الواقع للأفضل، لذا حرصت على تقديم أعمال تحمل طابعًا وطنيًا خلال مسيرتها المهنية، إذ حاولت ولا تزال كشف الظلم الذي تتعرض له بعض البلدان وإزالة الغطاء عن الحقائق المخفية، وكان أحدث هذه الأعمال فيلم "بيروت برهان" الصادر عام 2021، والذي تناول عالم الكاتب والمخرج اللبناني "برهان علوية" في نضاله ودفاعه عن قضية العرب الأولى فلسطين، والتي تشهد أحداثًا دامية في الوقت الحالي على يد الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يتطابق مع ما تناوله العمل وتنبئه بالأحداث الجارية.
تؤكد فرح الهاشم لـ موقع "القاهرة الإخبارية" أن فيلمها "بيروت برهان" كان بمثابة تنبؤ عن طوفان الأقصى؛ لذا واجه الرفض عقب عرضه في عدد من المهرجانات السينمائية، إذ قالت: "هذا العمل يعيد إحياء زمن المقاومة، وأتوقع أن تكون هذه الأحداث هي الأخيرة لتحرير أرض فلسطين، وقد يظن البعض أن هذا الأمر تخيلي ولكن من خلال رؤيتي وتحليلي للأمور ميدانيًا وسياسيًا، أرى أن إسرائيل تحفر لنفسها حفرة لن تخرج منها أبدًا، ولذلك لا أتوقع إلا الخير والانتصار لغزة؛ لأن "غزة هاشم" هي مفتاح التحرير والانتصار".
لن أصور أفلامًا عن فلسطين إلا بعد تحريرها
تحاول المخرجة فرح الهاشم التغلب على أحزانها ودعم المقاومة الفلسطينية التي تواجه حربًا مصيرية، إذ تقول: "أنا مع الشعب الفلسطيني عقلًا وروحًا ووجدانًا، أتابع معهم لحظة بلحظة من خلال التواصل مع أصدقائي وزملائي الصحفيين الذين خسرت منهم اثنين حتى هذه اللحظة، لكن كلي إيمان أن هذه المعركة المسماة بـ"طوفان الأقصى" هي معركة تحرير القدس وفلسطين ".
وتضيف: "بعد هذه المعركة، أصبح العالم كله من يهود ومسيحيين ومسلمين يعرفون مدى عُهر الإسرائيليين وفساد هذا الكيان وجرائمه، فكل العالم يعرف هذه التفاصيل من خلال الصور ومقاطع الفيديو التي تدل على عنف الكيان الصهيوني تجاه فلسطين وما تفعله فيها منذ 75 عامًا، وهذا أكبر انتصار لنا جميعًا، وعلى ثقة بأن ما يحدث سيحرر فلسطين ".
في ظل الأوضاع الصعبة التي يمر بها الفلسطينيون، قررت فرح الهاشم أن تؤجل أعمالها الفنية، كما اتخذت قرارًا يتمثل في عدم الشروع في أي عمل يتناول القضية الفلسطينية إلا بعد تحريرها، إذ قالت: "كنت على وشك تصوير فيلم روائي بعنوان "أنا وأنت والبحر"، في جنوب لبنان ويتناول قصة حب، أقوم فيه بدور "ليلى"، هذه الفتاة اللبنانية التي تقع في حب شاب فلسطيني يلعب دوره الممثل اللبناني رودريغ سليمان".
وتضيف: بسبب الأوضاع الأمنية في الحدود والهجوم الإسرائيلي العنيف قررنا تأجيل العمل؛ لأنني أخشى على فريق العمل، ولا أريد أن أعرّض حياة أي شخص للخطر، لذلك لا أريد تصوير أي أعمال حتى نصل إلى نهاية طوفان الأقصى، كما لم أصور فيلمًا عن فلسطين حتى نشهد تحرير القدس".
أقوم بدوري كصحفية تجاه فلسطين
كشفت الأزمة التي تمر بها فلسطين عن الوجه الآخر للصحفية فرح الهاشم، حيث حرصت على تقديم واجبها الصحفي من خلال نشر ما يخدم القضية الفلسطينية عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ قالت: "أقوم حاليا بدوري الثاني كصحفية من خلال نشر وترجمة ما ينقله الإعلام العبري فيما يخدم قضيتنا، حيث هناك العديد من الفضائح والأدلة التي تشير إلى انهيار تام في إسرائيل في جميع النواحي لا تنشره القنوات العربية، لذلك أركز على هذا من خلال نقلي للأحداث على منصة "تويتر"، بعد تقييد حساباتي الشخصية على منصة "إنستجرام وفيس بوك" بسبب دعمي المتواصل لفلسطين ".
وتابعت: "الأهم الآن هو توحد الجميع من فنانين وغيرهم واستخدام منصاتهم وشهرتهم للحديث عن القضية بشكل مُكثف، وهذا أضعف الإيمان، وما نحتاجه الآن للتغلب على الحرب الإعلامية التي تخوضها إسرائيل من خلال وسائل الإعلام الغربي".