اتخذ عددًا من دول العالم في الفترة الأخيرة، قرارات بقطع العلاقات الدبلوماسية وسحب سفرائهم لدى دولة الاحتلال الإسرائيلي، إثر عدوانها المستعر والمستمر على سكان قطاع غزة منذ السابع من اكتوبر الماضي على خلفية عملية "طوفان" الأقضى التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية ضد مستوطنات غلاف غزة.
وقررت هندوراس، أمس الجمعة، استدعاء سفيرها لدى إسرائيل للتشاور، بسبب الوضع الإنساني الذي يعاني منه الفلسطينيون في قطاع غزة، حسبما أعلن وزير الخارجية الهندوراسي إنريكي رينا، على منصة التواصل الاجتماعي "إكس".
ويتخذ الاحتجاج الدبلوماسي عدة خطوات، منها استدعاء السفير وتسليمه مذكرة الاحتجاج، واستدعاء سفير الدولة المحتجة من الخارج، وسحب السفراء وقطع العلاقات الدبلوماسية مع البلد الآخر.
استدعاء السفراء
ويحق للدولة المستضيفة استدعاء سفيرها للتشاور على موقف معين أقدمت عليه البلد المضيف. لذا قررت تركيا، اليوم السبت، استدعاء سفيرها في إسرائيل للتشاور. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لم يعد شخصًا يمكننا التحدث معه بأي شكل من الأشكال، مضيفا: "لقد محوناه وألقيناه جانبًا".
كذلك قررت الحكومة الأردنية، الأربعاء الماضي، استدعاء سفيرها من تل أبيب تعبيرًا عمّا وصفته بالموقف الرافض والمدين للحرب الإسرائيلية المستعرة على غزة، التي تقتل الأبرياء، وتسبب كارثة إنسانية غير مسبوقة.
وأكد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، في بيان له، أنه وجّه الدائرة المعنية في وزارة الخارجية وشؤون المغتربين بإبلاغ وزارة الخارجية الإسرائيلية بعدم إعادة سفيرها الذي كان غادر المملكة سابقًا.
كذلك، أعلنت كل من كولومبيا وتشيلي استدعاء سفيريهما في تل أبيب للتشاور بسبب تصعيد الهجمات، ودعت الدولتان إلى وقف إطلاق النار.
كما دعت دول أخرى مجاورة في أمريكا اللاتينية، مثل المكسيك والبرازيل، في الآونة الأخيرة إلى وقف إطلاق النار.
وقال الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الجمعة إن "ما يحدث الآن هو جنون من رئيس وزراء إسرائيل الذي يريد محو قطاع غزة".
سحب السفراء
ويعد سحب سفير البلد المعترض، وسيلة من وسائل الاحتجاج في الأعراف الدبلوماسية بين الدول، إذ يمكن للبلد المعترض سحب سفيره لدى البلد المضيف وعودته للبلاد.
وأعلنت البحرين، الخميس الماضي، عودة سفيرها من تل أبيب ومغادرة السفير الإسرائيلي، ووقف العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل.
وأكد مجلس النواب في البحرين، أن السفير الإسرائيلي غادر البحرين، وعودة سفيرها البحريني إلى البلاد، كما تم وقف العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل، تأكيداً للموقف البحريني في دعم القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
قطع العلاقات
ويعد قرار قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، الإجراء الاعتراضي الأخير الذي ينهي أي علاقة بين بلدين، وقطعت بوليفيا، 31 أكتوبر الماضي، علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل بسبب قصف الاحتلال المتواصل على القطاع، متهمة الاحتلال الإسرائيلي بانتهاك القانون الدولي. وحثت بوليفيا على مرور المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر.
وليست تلك المرة الأولى التي تقدم فيها بوليفيا على قطع علاقتها مع إسرائيل؛ فقد سبق أن قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل عام 2009، في ظل حكومة الرئيس اليساري إيفو موراليس، احتجاجا على هجماتها على قطاع غزة، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
اتفاقية فيينا
تأتي العلاقات الدبلوماسية بين البلاد وفقًا لاتفاقية فيينا وهي معاهدة دولية وُقعت عام 1961، تهدف إلى تحديد إطار للعلاقات الدبلوماسية بين الدول المستقلة.
وتتألف الاتفاقية من 53 مادة وتغطي معظم الجوانب الرئيسية للعلاقات الدبلوماسية الدائمة بين الدول، من فتح السفارات إلى تحديد الحصانة الدبلوماسية للعاملين فيها وغيرها من القضايا، وتم التصديق عليها من قِبل 191 دولة بدءًا من فبراير 2017.