في خرق واضح للقانون الإنساني الدولي، تستهدف قوات الاحتلال الإسرائيلي، المستشفيات في قطاع غزة بقصف مستمر، والتي تكتظ بآلاف الجرحى والنازحين الذين لجأوا إلى الاحتماء بها، اعتقادًا بأنها ملاذ آمن.
مجمع الشفاء الطبي
وخلال يوم واحد فقط، استهدف الاحتلال الإسرائيلي، 3 مستشفيات بقطاع غزة، إذ قصفت قوات الاحتلال، مساء أمس الجمعة، بوابة مجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة، والذي يأوي أكثر من 40 ألف نازح، ما أسفر عن وقوع 60 شهيدًا وجريحًا، جراء القصف المميت.
ووفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، قصف طيران الاحتلال الحربي المدخل الرئيسي لمجمع الشفاء الطبي ومركبة إسعاف كانت موجودة في المكان، ما أدى إلى سقوط شهداء من المرضى وعائلاتهم وطواقم الإسعاف والنازحين الذين لجأوا إلى المستشفى وساحاته بعد قصف منازلهم.
وقبل قصف مدخل مجمع الشفاء الطبي، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، عن وقوع عشرات الشهداء والجرحى إثر استهدف طيران الاحتلال ومدفعيته قافلة مركبات إسعاف تقل جرحى مصابين بجروح خطيرة، بعد انطلاقها من المجمع باتجاه معبر رفح في جنوب القطاع، بهدف نقلهم لتلقي العلاج في مصر.
مستشفى الإندونيسي
كذلك، استهدفت قوات الاحتلال مستشفى الإندونيسي، ما تسبب في انهيار أجزاء من سقف المستشفى، إذ صرح مدير المستشفى الدكتور عاطف الكحلوت، أن القصف الإسرائيلي تسبب في انهيار عنيف هزّ المستشفى، وأن 40% من الشهداء والمصابين من الأطفال.
وذكر الكحلوت، أن هناك انهيارًا كاملًا في المنظومة الصحية بالمستشفى بسبب نفاد الوقود، مضيفًا أنه تم إجراء عمليات جراحية على الأرض بسبب نقص الإمكانيات.
مستشفى القدس
واستهدف القصف الإسرائيلي الثالث، محيط مستشفى القدس في حل تل الهوا غربي قطاع غزة لأكثر من مرة، آخرها ظهر اليوم، ما أدى إلى إصابة العشرات وتهشم الزجاج الداخلي للمبنى، وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل قصف محيط مبنى المستشفى التابع له والذي نزح إليه آلاف المدنيين طلبًا للأمان.
وجاء في بيان على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن حالة من الرعب والخوف يعيشها 14 ألف نازح من المدنيين غالبيتهم من النساء والأطفال في داخل المستشفى، بالإضافة إلى الطواقم الطبية.
مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني
وأدى قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي لمستشفى الصداقة التركي الفلسطيني، في 30 أكتوبر الماضي، إلى سقوط 4 شهداء نتيجة توقف المستشفى الوحيد لعلاج مرضى السرطان.
ووفقًا لوسائل إعلام فلسطينية، قال مدير المستشفى صبحي سكيك: "نقول للعالم لا تتركوا أكثر من ألفي مريض سرطان للموت المحقق بسبب خروج المستشفى عن الخدمة".
مستشفى المعمداني
وكان لقصف مستشفى المعمداني الأهلي في حي الزيتون بمدينة غزة، في 17 أكتوبر، والذي كان يعد مركزاً لإيواء النازحين، النصيب الأكبر في إيقاع العدد الأكبر من الشهداء والجرحى، إذ أودى بحياة 500 فلسطيني على الأقل وإصابة أكثر من 600 آخرين، فضلًا عن خروج المستشفى عن الخدمة.
وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، آنذاك، الحداد العام لمدة 3 أيام، قائلاً إن ما جرى يعد "مجزرة بشعة لا يمكن السكوت عنها"، مضيفًا أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تجاوزت كل الخطوط الحمراء.
و أعلنت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، 1 نوفمبر الجاري، ارتفاع عدد المستشفيات التي خرجت عن الخدمة جراء القصف ونفاد الوقود إلى 16 مستشفى من أصل 35.