بعد يوم شهد مجازر قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق سكان قطاع غزة والذي تعمد قصف جرحى ونازحين وطواقم إسعاف مدنية، استهدف الاحتلال الإسرائيلي، من جديد البنية التحتية للمياه بالقطاع المحاصر والذي يعاني من خطر الجفاف.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، اليوم السبت، أن الاحتلال إسرائيلي قصف مدخل مستشفى النصر للأطفال في مدينة غزة، موقعًا شهداء وجرحى، مشيرًا إلى القصف طال خزان مياه يغذي أحياء في رفح، جنوبي القطاع.
نقص مياه الشرب النظيفة
وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن إمدادات المياه الملوثة والمياه الجوفية المالحة تتسبب في إصابة سكان قطاع غزة بالأمراض، مشيرة إلى أن 95% من سكان القطاع يعانون من نقص مياه الشرب.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن النازحين إلى جنوب غزة، يقفون في طوابير لساعات للحصول على المياه الملوثة التي يعتقدون أنها تصيبهم بالمرض، في ظل تزايد نقص المياه بالقطاع.
تحذيرات أممية
وكان المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازرايني، قال إن نقص المياه في قطاع غزة أصبح مسألة حياة وموت، مشيرًا إلى ضرورة توصيل الوقود إلى غزة لتوفير المياه لمليوني شخص.
وأكد "لازرايني" على ضرورة إدخال شاحنات الوقود إلى غزة بأسرع وقت ممكن، مضيفًا أن "عدم إدخالها يعني عدم توفير مياه للشرب الأمر الذي يعرض السكان إلى خطر الجفاف الحاد، والذين من بينهم أطفال صغار وكبار في السن ونساء".
وذكر بيان للوكالة الأممية أن السكان في غزة يُضطرون الآن إلى استخدام مياه غير نظيفة من الآبار، وهو ما يزيد من خطورة انتشار الأمراض المنقولة خاصة مع انقطاع الكهرباء الذي ساعد في نقص إمدادات المياه.
تدمير البنية التحتية لإمدادات المياه
في وقت سابق، وجهت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، تحذيرًا بشأن إمدادات المياه في قطاع غزة.
وقالت "راسل"، أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إن "ما تبقى من المياه النظيفة القليلة في غزة ينفد بسرعة، مما يترك أكثر من مليوني شخص في حاجة ماسة إليها"، مضيفة: "نقدر أن 55% من البنية التحتية لإمدادات المياه تحتاج إلى إصلاح أو إعادة تأهيل، وتعمل محطة واحدة فقط لتحلية المياه بقدرة 5% فقط، في حين أن جميع محطات معالجة المياه والنفايات الست في القطاع أصبحت الآن غير عاملة بسبب نقص الوقود أو الطاقة".
كذلك، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن سكان القطاع بحاجة عاجلة للمياه الصالحة للشرب في ظل عدم إمكانية ضخ المياه أو تحليتها.
ولجأ سكان غزة إلى استخدام مياه البحر للاستحمام والغسيل في ظل شح المياه العذبة بسبب إغلاق الاحتلال الإسرائيلي لمصادر المياه والكهرباء بالقطاع المحاصر.
وفي الأيام الأولى من العدوان الإسرائيلي على غزة، قرّر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، فرض حصار شامل على القطاع.
وقال وزير الطاقة الإسرائيلي يسرائيل كاتس "إنه تم قطع جميع أنابيب إمداد المياه إلى قطاع غزة"، بحسب القناة (12) العبرية.
وشهد فجر اليوم السبت، استشهاد عشرات المواطنين وإصابة آخرين، في قصف إسرائيلي متواصل على قطاع غزة، كما قصفت طائرات الاحتلال مولد الكهرباء الرئيسي في مستشفى الوفاء بمدينة غزة، ما تسبب بحريق كبير، وخروج المولد عن الخدمة، كذلك استهدف بشكل مباشر ألواح الطاقة الشمسية المنتشرة على أسطح العمارات السكنية والتجارية المحيطة بمجمع الشفاء الطبي في غزة.