تأتي زيارة الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، المرتقبة، إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي في وقتٍ حرجٍ، إذ يتنافس البلدان على جذب انتباه واستجداء دعم الرأي العام الغربي، وفي ظل سيطرة قضية غزة على وسائل الإعلام، يسعى "زيلينسكي" من خلال الزيارة المرتقبة إلى ربط قضية أوكرانيا بقضية إسرائيل للحفاظ على اهتمام الغرب.
ذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية أن الاستعدادات لزيارة الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، لإسرائيل وصلت إلى "مرحلة متقدمة"، في حين تكافح كييف لجذب اهتمام وسائل الإعلام الغربية منذ اندلاع الحرب مع فصائل المقاومة.
ووفقًا لموقع "واينت نيوز"، أعرب "زيلينسكي" عن أمله في استغلال الزيارة لربط قضية بلاده بقضية إسرائيل.
وبحسب ما يُشير تقرير باللغة الإنجليزية، صادر عن صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، إلى أن زيارة زيلينسكي ستشدد على وجود جبهة موحدة بين إسرائيل وأوكرانيا وأوروبا والولايات المتحدة، ضد المحور الروسي مع القوى الإقليمية.
وزعمت الشبكة الإسرائيلية أن صورة زيلينسكي مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس إسحاق هرتسوج "ستُرسل رسالة للعالم المستنير الذي يتعرض للهجوم، ويقف ضد العالم الأقل استنارة، ويهاجم".
وقد استخدم المسؤولون في كييف لغة مماثلة لوصف غالبية دول العالم التي لا تتفق مع موقف الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بشأن الصراع الروسي الأوكراني، إذ أثار كبير مستشاري زيلينسكي، ميخائيل بودولياك، في الآونة الأخيرة، غضب بكين، عندما أعلن أن الهند والصين، اللتين ظلتا على الحياد في الصراع، تتمتعان "بإمكانات فكرية منخفضة"، في حين صرح في وقت سابق رئيس مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، أليكسي دانيلوف، بأن الروس "آسيويون"، وبالتالي يفتقرون إلى "الإنسانية".
وذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية أن زيلينسكي، قد يزور إسرائيل يوم الاثنين أو الثلاثاء، وستأتي مثل هذه الرحلة بعد ثلاثة أسابيع من رفض تل أبيب عرضًا قدمه الرئيس الأوكراني للزيارة مع بداية التوترات، حيث قال مسؤولون له بحسب تقارير إن "الوقت ليس مناسبًا".
ومع سيطرة الحرب بين إسرائيل وفصائل المقاومة على عناوين الأخبار الدولية، وجدت أوكرانيا نفسها تتنافس مع إسرائيل على الذخيرة والتمويل الأمريكي، وعلى الرغم من وعد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بمواصلة تدفق الأسلحة إلى كلا الصراعين الخارجيين، قال الحزب الجمهوري، المُسيطر على مجلس النواب، إنه سيعطي الأولوية لإسرائيل؛ مما يترك خطة بايدن لضخ 61 مليار دولار نقدًا إلى كييف في طي النسيان.
وقال زيلينسكي في مقابلة مع قناة فرانسا 2 الشهر الماضي "إذا تحول الاهتمام الدولي بعيدًا عن أوكرانيا، بطريقة أو بأخرى، فسيكون لذلك عواقب وخيمة، مصير أوكرانيا يعتمد على وحدة بقية العالم".
وحتى قبل اندلاع التوترات في فلسطين، كان زيلينسكي يخشى أن يفقد الغرب اهتمامه بأوكرانيا، وقال أحد أقرب مساعدي زيلينسكي في مقال نشرته مجلة التايم الأمريكية: "إنه يخدع نفسه، لقد نفدت الخيارات، نحن لا نفوز، لكن حاول أن تخبره بذلك!".
وقال زيلينسكي لمجلة تايم: "الأمر الأكثر رعبًا هو أن جزءًا من العالم اعتاد على الحرب في أوكرانيا، إن الإرهاق الناتج عن الحرب يتدحرج مثل الموجة، ترى ذلك في الولايات المتحدة، في أوروبا، ونحن نرى أنه بمجرد أن يبدأوا في الشعور بالتعب قليلًا، يصبح الأمر بالنسبة لهم بمثابة عرض، لا أستطيع مشاهدة هذه الإعادة للمرة العاشرة".