تحظى إنتاجات سينمائية عربية عديدة بسمعة طيبة في بلدانها، وتتوج بجوائز عالمية خارج الديار، وتطوف في جولات سينمائية عدة دول عربية وأجنبية، يرافقها في رحلتها الإشادة النقدية، لكن يبقى لعرضها التجاري في مصر بريق خاص، ويمثل أهمية كبرى لدى صناعه، لذا استقبلت دور السينما المصرية خلال الـ12 شهرًا الماضية العديد من الشرائط السينمائية من دول عربية مختلفة، منها الفيلم السوداني "وداعًا جوليا" الذي يعرض حاليًا وحقق في أسبوعه الأول نحو مليون جنيه إيرادات حسبما تؤكد الشركة الموزعة، والفيلم الإماراتي "خلف الكواليس" الذي أقيم له عرض خاص بداية الأسبوع الحالي في مصر بحضور صناعه وأبطاله.
كما شهدت مصر مؤخرًا عرض اثنين من الإنتاجات السينمائية الأردنية البارزة وهي "الحارة" بطولة منذر رياحنة، عماد عزمي، بركة رحماني، ميساء عبد الهادي، نادرة عمران ونديم ريماوي، تأليف وإخراج باسل غندور، و"بنات عبد الرحمن"، الفائز بنحو 4 جوائز عالمية منها جائزة الجمهور التي تحمل اسم يوسف شريف رزق الله في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بطولة صبا مبارك، فرح بسيسو، حنان الحلو، مريم الباشا، خالد الطريفي، تأليف وإخراج زيد أبو حمدان. وأيضًا عرض الفيلم السعودي" الهامور ح. ع"، بطولة فهد القحطانى، خالد يسلم، إسماعيل الحسن.
يؤكد الناقد المصري طارق الشناوي لـ موقع "القاهرة الإخبارية" أن فرص الإنتاجات السينمائية العربية للمنافسة والتواجد داخل مصر، دائمًا تواجهها تحديات كبرى، تتمثل في الإقبال الجماهيري عليها، إذ يفضل الجمهور المصري السينما المصرية والأمريكية، لكن علاقته بالسينما الأخرى ليست قوية، رغم أنه ثمة محاولات بين الحين والآخر لعرض شرائط سينمائية عربية".
تظل اللهجة عائقًا أمام الأفلام العربية للوصول إلى الجمهور المصري، ما يجعل بعض الموزعين وصناع السينما يلجأون إلى خيار الدبلجة باللهجة المصرية، مثلما حدث مع فيلم " الحدود" للفنان السوري دريد لحام الذي عرض عام 1948، والفيلم التونسي جنكيز خان، حسبما يشير الناقد المصري، موضحًا أنه للتغلب على هذه المشكلة يجب الاستمرار في تقديم الأفلام العربية بلهجات بلدانها الأصلية، ومع الوقت ستصبح مألوفة على أذن المشاهد ويعتاد سماعها.
لكن فيلم "وداعًا جوليا" استطاع أن يحقق نجاحًا كبيرًا في مصر ورقم المليون جنيه الذي حققه في أسبوع من شباك التذاكر المصري يعد نقلة كبيرة بالنسبة للسينما العربية، الأمر الذي يرجعه طارق الشناوي إلى وجود عدد كبير من السودانيين في القاهرة، خصوصًا أن العمل يشبههم وينقل حياتهم وملامحهم، لافتًا إلى أن الفيلم قدم ترجمة باللغة الإنجليزية والعربية للتسهيل على المشاهد باختلاف جنسيته، على الرغم من أن اللهجة السودانية مفهومة ومعروفة لدى المصريين، فضلًا عن تقديمه قصة تتعلق بانفصال الشمال عن الجنوب السوداني وعمق الفيلم مبهرة وتهم كثير من المصريين.
يوضح الناقد أن عرض الفيلم في مصر خطوة إيجابية ليتعرف الجمهور على اللهجات الأخرى قائلًا: فيلم "وداعًا جوليا" يمثل بداية وجود سينما سودانية في مصر ومع تراكم المشاهدة سيعتاد الجمهور المصري على وجود هذه النوعية من الأعمال، وأن تقديم المزيد من الأفلام العربية في السينما المصرية يمثل أمرًا إيجابيا، وأنها ستكون قبلة للفيلم العربي، مطالبًا بتدعيم هذا الأمر على المستوى الرسمي والسينمائي لفتح المجال لمزيد من الأفلام العربية في دور العرض المصرية، إذ إن الجمهور المصري ضخم وجاذب لأي صانع سينما، ويظل النجاح في مصر لا يضاهيه أي نجاح آخر.
الفيلم السعودي "الهامور" لم يصادفه النجاح التجاري، إذ حصد نحو 50 ألف جنيه فقط في أسبوعه الأول وقت عرضه، رغم أن قصته كوميدية خفيفة يتقبلها الجمهور المصري، حسبما يؤكد طارق الشناوي.
وداعًا جوليا
منتج الفيلم السوداني "وداعًا جوليا" أمجد أبو العلاء أعرب في تصريحاته لـ موقع "القاهرة الإخبارية" عن سعادته بعرض الفيلم في الصالات المصرية، قائلًا: هذا أمر مهم بالنسبة لنا، وخطى تسويق الفيلم في البداية ركزت على الجمهور السوداني والمصري والخليجي، وساعد على نجاح الفيلم بسبب وجود العديد من السودانيين في مصر، مما جعل العروض تتميز بطابع خاص، وسجلنا أعلى إيرادات في أول عرض للفيلم في السينما بالقاهرة، إذ بدأ بـ 9 صالات عرض وفي نفس اليوم زادت أعداد الصالات إلى 13، وفي اليوم الثاني صباحًا قفز العدد إلى 19 وليلًا إلى 23 صالة عرض، وتمدد في محافظات مصر منها، إسكندرية، طنطا، أسوان، والغردقة، الجونة، ويعتبر "وداعًا جوليا "إنتاج مصري سوداني، وأدعوا المصريين جميعًا لمشاهدته.