جائزة "كان" لـ "وداعًا جوليا" وراء طلب عرضه بالمهرجانات الدولية
بعدما حاز الفيلم السوداني "وداعًا جوليا" على إشادات دولية، توجت بجائزة في الدورة المنقضية من مهرجان "كان" السينمائي الدولي بعد مشاركته في مسابقة "نظرة"، دفع كثير من المهرجانات الدولية لطلب عرض الفيلم بها، ليستمر العمل في جولة عالمية بالمهرجانات الدولية.
أحداث حقيقية
يؤكد المخرج السوداني محمد كردفاني لـ موقع "القاهرة الإخبارية"، أن أحداث الفيلم مستوحاة من الواقع حيث قال: "عشت الواقع في جنوب السودان، وحادثة وفاة الدكتور جون قرنق في الخرطوم، واشتعال المظاهرات وانفصال جنوب السودان، إذ كنت متواجدًا في السودان وقتها، فسردت القصة كما رأيتها من خلال الواقع الذي عايشته، وهذا الواقع ليس شرطًا أن يحدث مع الجميع، ولكنني أتحدث عن تجربتي، والفيلم يناقش الأسباب الاجتماعية التي أدت إلى انفصال جنوب السودان".
نسخ كردفاني شخصيات الفيلم من نفسه، ليقول عن ذلك: "شخصيات الفيلم خيالية ولكنني استوحيتها من نفسي في فترات من حياتي ومن أشخاص من أهلي وأقاربي وأصدقائي، ولكن الأحداث السياسية للفيلم والتظاهرات ومقتل جون قرنق، فكلها حقيقية".
خريطة توزيع بالمهرجانات الدولية
أعلن كردفاني، أن الفيلم سيشارك في مهرجان لندن السينمائي، ضمن فعاليات الدورة 67 التي ستُقام خلال الفترة ما بين 4 إلى 15 أكتوبر، حيث سيعرض الفيلم في العاصمة البريطانية لندن يومي 14 و15 الشهر المقبل.
لم تكن هذه المشاركة هي الأولى ضمن سلسلة جولات الفيلم في عدد من مدن وعواصم دول العالم، فبعد 4 أيام فقط سيعرض المهرجان في الدنمارك بمدينة كوبنهاجن يوم 19 سبتمبر الجاري، وذلك بعد عرضه لأول مرة في الدنمارك يوم الاثنين الماضي الموافق 11 سبتمبر.
بعد مرور 10 أيام من عرضه في الدنمارك، يستعد مخرج الفيلم لحضور عرض فيلمه مع الجمهور الألماني يومي 29 سبتمبر و1 أكتوبر في مدينة هامبورج بألمانيا، بينما يغيب "كردفاني" عن حضور عرضه في شتوتجارت الألمانية خلال الفترة من 5 إلى 14 أكتوبر المقبل.
ستحظى الدولة الكندية أيضًا بفرصة عرض العمل ثلاث مرات في كندا، حيث سيقام العرض الأول له مطلع أكتوبر في مدينة مونتريال الكندية ثم سيعرض يومي 4 و6 أكتوبر في مدينة فانكوفر.
كما سيشارك "كردفاني" الجمهور خلال عرض الفيلم الأول في بولندا في مدينة وارسو يوم 10 أكتوبر، كما سيعرض أيضًا على مدار 3 أيام في بولندا أيام 11 و12 و14 أكتوبر.
حرص صناع العمل على أن يكون لعدد من مدن جنوب السودان فرصة مشاهدته ضمن جولته حول العالم، حيث سيعرض خلال الفترة من 12 إلى 20 أكتوبر المقبل في عدد من الأماكن بها.
تدور أحداث "وداعًا جوليا" في الخرطوم قبيل انفصال الجنوب، حيث تتسبب منى، المرأة الشمالية التي تعيش مع زوجها أكرم، بمقتل رجل جنوبي، ثم تقوم بتعيين زوجته جوليا التي تبحث عنه كخادمة في منزلها ومساعدتها سعيًا للتطهر من الإحساس بالذنب.
المنصات الرقمية
منعت الحرب بالسودان "كردفاني" من استكمال نشاطه في السينما، إذ يؤكد أنه كان يجري تجهيز فيلم سينمائي جديد إلا أن الحرب أوقفته، وهو ما دفعه لترك الفيلم والتفكير في مشروع درامي تلفزيوني، فيقول: "اتجهت لكتابة مشروع درامي على المنصات الرقمية ينتمي إلى نوعية الدراما الجادة القصيرة المكونة من 8 أو 10 حلقات، والتي ستكون أولى تجاربي في هذا المجال".
موجة سينمائية بعد انقطاع
يعتبر كردفاني أن "وداعًا جوليا" لا يمثل بداية للسينما السودانية للانطلاق للعالمية قائلا:" كان هناك انقطاع للسينما السودانية لسنوات طويلة ولكن منذ 5 سنوات مضت كان هناك محاولات جادة وناجحة مثل فيلم "ستموت في العشرين، الحديث عن الأشجار، خرطوم أوف سايد، الست"، وهذه الأفلام نافست في مهرجانات دولية، فأنا أعتبرها موجة لسينمائيين سودانيين يحاولون تقديم أفلام، ولن تتحول إلى صناعة إلا مع استقرار الوضع في السودان، وقتها سيذهب الجمهور للسينما ويدفع تذاكر لمشاهدة العمل".
تحديات السينما السودانية
يشير كردفاني إلى أن الحرب الحالية في السودان تمثل أكبر التحديات أمام صنّاع السينما السودانيين، ولكنه رفض تقديم عمل فني عنها في خضم الحرب الدائرة قائلا: "لا أفكر حاليا في تقديم فيلم عن الحرب ربما بعد أن تنتهي بوقت كافٍ، وحتى أن فيلم "وداعًا جوليا" يتحدث عن الأزمة السودانية بعيدًا عن الحرب، إذ يتناول العنصرية وأزمة الهوية السودانية، والتي حاول فرض الهوية العربية الإسلامية على السودان رغم وجود الكثير ليسوا من العرب أو مسلمين وهذا هو سبب النزاع ومشكلات عنصرية.