تسبب تصعيد غارات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي جاء أحدثه ليلة اليوم 26 للعدوان (أمس الثلاثاء)، باستهداف مخيم جباليا، في إثارة غضب واستياء العديد من مسؤولي الدول الغربية، كذلك تسببت في إقالة أو استقالة مسؤولين عن مناصبهم لرفضهم مجارز الاحتلال بحق مدنيي القطاع، سواء قسرًا أو برضائهم بعد دعوات متكررة لوقف إطلاق النار، هذا إلى جانب قطع علاقات واستدعاء سفراء بعض الدول لدى إسرائيل.
إقالة نائب بريطاني
في بريطانيا أقيل نائب من حزب المحافظين من منصبه الحكومى بعد معارضته لتوجيهات الحزب، وحثِّ رئيس الوزراء، ريشي سوناك، على دعم وقف دائم لإطلاق النار في غزة.
كذلك فصل النائب بول بريستو من منصبه كمساعد وزارى فى وزارة العلوم والابتكار والتكنولوجيا أمس الأول الاثنين، بعد أن كتب إلى رئيس الوزراء يدعوه إلى إنهاء الأعمال العدائية بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية لإنقاذ الأرواح، حسبما نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وفي رسالة من صفحتين كان قد وجهها إلى رئيس الوزراء، كتب بريستو أن المدنيين الفلسطينيين في غزة يواجهون عقابًا جماعيًا؛ بسبب الحصار الإسرائيلي والغارات الجوية، مضيفًا أن وقف إطلاق النار الدائم سينقذ الأرواح ويضمن وصول المساعدات الإنسانية إلى مَن هم في أمس الحاجة إليها.
وفي 11 أكتوبر المنصرم أثارت مقابلة إذاعية لزعيم المعارضة البريطانية، كير ستارمر، غضب العديد من المسؤولين بعدما أشار فيها إلى أن "لدى قوات الاحتلال الإسرائيلي الحق في قطع المياه والطاقة عن غزة"، إذ سرعان ما استقال أكثر من عشرة مسؤولين منتخبين محليًا من حزب العمال على خلفية هذه التصريحات.
وسعى "ستارمر" لتبرير تصريحاته كونه يقصد بأن البلاد لديها الحق في الدفاع عن نفسها، لكن كان مقطعه المصور انتشر على الإنترنت بشكل واسع. وازداد الاستياء، بعد ما دعا نحو 150 مسؤولًا محليًا مسلمًا من حزب العمال ستارمر لدعم وقف فوري لإطلاق النار في غزة.
استقالة مسؤول أممي
أما مُدير مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان في نيويورك، كريج مخيبر، فقدّم استقالته من منصبه، مساء أمس الثلاثاء، في رسالة نشرتها وسائل الإعلام الأمريكية، مسببًا استقالته بأسلوب تعامل مُنظمة الأمم المتحدة مع تصعيد القصف الإسرائيلي في قطاع غزة.
وكتب "مخيبر" في رسالة بتاريخ 28 أكتوبر إلى فولكر تورك، المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان: "هذه حالة إبادة جماعية نموذجية.. لقد دخل المشروع الاستعماري الاستيطاني الأوروبي القومي العرقي في فلسطين مرحلته النهائية، نحو التدمير السريع لآخر بقايا الحياة الفلسطينية الأصلية في فلسطين"، مضيفًا أن الحكومات الغربية متورطة بالكامل في الهجوم المروع، وفقًا لصحيفة "نيويورك ديلي نيوز".
استقالة موظفي الخارجية الأمريكية
وشهد الأسبوع الأخير من الشهر الماضي، استقالة العديد من موظفي الخارجية الأمريكية احتجاجًا على دعم الرئيس الأمريكي جو بايدن لقوات الاحتلال الإسرائيلي في عدوانها على قطاع غزة.
وأعلن جوش بول، مدير مكتب الشؤون السياسية والعسكرية في وزارة الخارجية استقالته بسبب الخلاف حول السياسة المتعلقة بمساعدات الولايات المتحدة المستمرة لقوات الاحتلال الإسرائيلي" وفقا لصحيفة "بوليتيكو".
قطع علاقات واستدعاء سفراء
وقطعت دولة بوليفيا، أمس الثلاثاء، علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل بسبب قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة، كذلك، أعلنت كل من كولومبيا وتشيلي المجاورتين لبوليفيا استدعاء سفيريهما في تل أبيب للتشاور بسبب تصعيد الهجمات.
وقال نائب وزير الخارجية البوليفي فريدي ماماني في مؤتمر صحفي إن بلاده "قررت قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدولة الإسرائيلية رفضًا وتنديدًا بالهجوم العسكري الإسرائيلي العدواني وغير المتناسب الذي يجري في قطاع غزة"، وفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية.
ودعت الدول الثلاث إلى وقف إطلاق النار، وحثت بوليفيا وتشيلي على مرور المساعدات الإنسانية إلى القطاع واتهمتا الاحتلال الإسرائيلي بانتهاك القانون الدولي.
أول زعيم غربي يدعو لوقف إطلاق النار
كان حمزة يوسف، رئيس وزراء أسكتلندا، أول زعيم غربي يدعو لوقف إطلاق النار وإنشاء ممرات إنسانية لوصول المساعدات إلى قطاع غزة.
وقال يوسف في وقت سابق هذا الأسبوع، إنه: "يجب تنفيذ قرار الأمم المتحدة نحن بحاجة إلى وقف العنف، وإلى وصول كميات كبيرة من المساعدات إلى غزة دون تأخير".
وسافرت والدة زوجة حمزة يوسف وزوجها ماجد، إلى المنطقة قبل 7 أكتوبر وهما محاصران منذ ذلك الحين. وكان صرّح يوسف بأنه لم يتمكن من الاتصال بأهل زوجته بعدما أدى قصف الاحتلال الإسرائيلي إلى انقطاع الاتصالات فى غزة، قبل عودته تدريجيًا.