قال فيليب لازاريني، رئيس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إن مستوى الدمار في أنحاء غزة "غير مسبوق"، مضيفًا أن "المأساة الإنسانية التي تتكشف تحت أعيننا لا تطاق".
عقاب جماعي
وتحدث لازاريني، في مستهل جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، اليوم الاثنين، عن الوضع الإنساني السيئ في قطاع غزة، حيث نفاد الأدوية والغذاء والمياه والوقود، مضيفًا أن الذعر دفع آلاف الأشخاص اليائسين إلى التوجه إلى مستودعات المساعدات ومراكز التوزيع التابعة للأونروا.
وقال إن القيود المفروضة على الحركة في جميع أنحاء الضفة الغربية تؤثر على خدمات الأونروا، بما في ذلك المدارس والمراكز الصحية.
وشدد على أن "هذا لا يمكن أن يكون أضرارا جانبية"، مضيفًا أن إسرائيل تنفذ "عقابًا جماعيًا".
حفنة قوافل
على صعيد المساعدات، شدد مدير الأونروا على أن "حفنة القوافل" المسموح لها بالمرور عبر معبر رفح "لا شيء مقارنة باحتياجات" أكثر من مليوني شخص محاصرين في القطاع.
وأضاف أن "النظام المعمول به للسماح بدخول المساعدات إلى غزة مهيأ للفشل ما لم تكن هناك إرادة سياسية لجعل تدفق الإمدادات مجديًا، بما يتناسب مع الاحتياجات الإنسانية غير المسبوقة".
وفي إيجازه أيضًا، كرر أنه بينما يتم التركيز على غزة، فإن "أزمة أخرى تتكشف في الضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية".
لا مكان آمن في غزة
وأضاف أنه على الرغم من أن السلطات الإسرائيلية طلبت من نصف سكان غزة الإخلاء جنوبًا، فقد قُتل عدد كبير من سكان غزة أثناء بحثهم عن ملاذ آمن.
وقال المدير العام للأونروا: "لقد قلت مرات عديدة وسأقولها مرة أخرى: لا يوجد مكان آمن في غزة".
أضاف أن هذا "التهجير القسري" أدى إلى ترك أكثر من 670 ألف شخص في مدارس الأونروا والأقبية المكتظة.
على صعيد آخر، أشار المدير العام للأونروا إلى أن الوضع على الحدود الإسرائيلية اللبنانية يزداد سوءًا، مع التقارير عن تبادل منتظم لإطلاق النار ووقوع خسائر في صفوف المدنيين.
الوفيات الأعلى منذ 2005
وعلى صعيد الخسائر الإنسانية، أشار مدير عام الأونروا إلى أن عدد الشهداء من الفلسطينيين هذا العام هو الأعلى منذ أن بدأت الأمم المتحدة في الاحتفاظ بسجلات في عام 2005.
وأشار السيد لازاريني إلى أن ما يقرب من 70 بالمئة من الضحايا المبلغ عنهم هم من الأطفال والنساء، لافتًا إلى أن عدد الضحايا من أطفال غزة في ثلاثة أسابيع، تجاوز عدد الأطفال الذين يُقتلون سنويًا في جميع أنحاء مناطق الصراع في العالم منذ عام 2019.
بصيص الأمل
وسلط لازاريني الضوء على التأثير العميق للأزمة على موظفي الأونروا - والذين قُتل 64 منهم منذ 7 أكتوبر - لكنهم يواصلون أداء واجباتهم الإنسانية بشجاعة في مواجهة تحديات هائلة وفقدان أقاربهم وأصدقائهم.
وقال: "إن زملائي في الأونروا هم بصيص الأمل الوحيد لقطاع غزة بأكمله، وهم شعاع الضوء بينما تغرق الإنسانية في أحلك ساعاتها".