الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أمريكا على حافة الهاوية.. الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يعرض نفوذها في المنطقة للخطر

  • مشاركة :
post-title
علم الولايات المتحدة الأمريكية

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

منذ بدء الحرب بين فصائل المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي في 7 أكتوبر، تدهورت مكانة أمريكا في منطقة الشرق الأوسط، نظرًا لاستمرارها في دعم جيش الاحتلال، الذي قتل الآلاف من المواطنين الفلسطينيين الأبرياء، بل وأدانت الهجمات التي شنتها المقاومة الفلسطينية، مؤكدة حق تل أبيب في الدفاع عن نفسها.

ومع استمرار الحرب والدعم الأمريكي لإسرائيل ومنحها الضوء الأخضر لقتل المدنيين الأبرياء، أصبح الصراع الإسرائيلي الفلسطيني تهديدًا مباشرًا لمصالح الولايات المتحدة في المنطقة، التي أصبحت على وشك فقدان مكانتها بها. حسبما ذكرت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية.

تاريخ ملئ بالحروب

بعد الحرب العالمية الثانية، شنّت الولايات المتحدة الأمريكية 13حربًا حول العالم، 7 منها مرتبطة بالشرق الأوسط. وبالرجوع إلى بداية 2001، شنت الولايات المتحدة الحرب في أفغانستان حتى عام 2021.

وفي مارس 2003، اختلقت واشنطن العديد من الأعذار لشن حرب شاملة على العراق.

ومع بداية عام 2014، انخرطت أمريكا في سلسلة من الحروب الأخرى في المنطقة.

وعلّقت صحيفة "جلوبال تايمز" على هذا الأمر قائلة، إن "منطقة الشرق الأوسط ليست غاضبة فقط بسبب الحرب التي شنتها إسرائيل، بل أيضًا ضد القوى المؤيدة لها.. وهي أمريكا".

وأضافت الصحيفة، أن السفن الحربية والقواعد الأمريكية التي توجد في الشرق الأوسط، يمكن أن تتورط في الصراع في أي وقت وتصبح مروجة للكراهية.

ازدواجية المعايير

ومنذ اندلاع الحرب بين فصائل المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي، فقدت واشنطن حيادها ولم تستطع تحقيق التوازن بين دعم "انتقام" إسرائيل وتخفيف الكارثة الإنسانية على الفلسطينيين التي راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء، فضلًا عن الأزمات الصحية والتهجير القسري من قطاع غزة. كما لم يجرؤ السياسيون الأمريكيون على ذكر كلمة "وقف إطلاق النار".

واحتفظت أمريكا فقط بمطالبة الدول الأخرى "بالتصرف وفقًا للقواعد الدولية"، لكن فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فإن الاحتلال الإسرائيلي لم يلتزم بقرارات الأمم المتحدة.

تهديد للمصالح

يمثل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني تهديدًا مباشرًا لمصالح الولايات المتحدة في المنطقة، التي من أهمها حماية أمنها القومي ومكافحة الإرهاب، إذ يزيد الصراع من خطر انتشار العنف والتطرف والإرهاب في المنطقة، ما يهدد حلفاء الولايات المتحدة ومواطنيها ومصالحها.

كما يعرّض الصراع إسرائيل لخطر هجمات صاروخية من فصائل المقاومة الفلسطينية وحزب الله، الأمر الذي اضطر الولايات المتحدة إلى تقديم دعم عسكري ودبلوماسي لإسرائيل، الذي قد يؤدي إلى تورطها في صراعات إقليمية أو دولية.

ويؤثر الصراع سلبًا على استقرار المنطقة، ويزعزع ثقة حلفاء الولايات المتحدة في دورها كقوة مسؤولة وموثوق بها، كما يثير الصراع انقسامات بين دول المنطقة، بين مَن يؤيدون إسرائيل أو الفلسطينيين، أو مَن يحاولون التوفيق بينهما، وهذا يضعف قدرة الولايات المتحدة على تشكيل تحالفات إقليمية لمواجهة التحديات المشتركة.

ويهدد أيضًا، استمرارية إمدادات النفط والغاز من المنطقة، التي تشكل جزءًا مهمًا من احتياجات الولايات المتحدة والعالم من الطاقة، كما يضر بالتجارة والاستثمار بين الولايات المتحدة ودول المنطقة، التي تشكل سوقًا مهمًا للسلع والخدمات الأمريكية.

حافة الهاوية

وبالحديث عن امتلاك الصين استراتيجية شاملة لتحل محل الولايات المتحدة أو تتفوق عليها وتتولى قيادة النظام العالمي، قالت "جلوبال تايمز"، إن هذا وهم روّج له المسؤولون والباحثون الأمريكيون باعتباره مسألة حياة أو موت بالنسبة للولايات المتحدة.

وأكدت الصحيفة الصينية، أن الولايات المتحدة لا تزال الدولة الأقوى في العالم، لكن إذا لم تتمكن من خلق المزيد من السلام، فإن تآكل قيادتها أمر لا مفر منه. وبالتالي فإن التهديد الذي تواجهه الولايات المتحدة يتجاوز كثيرًا التحدي المتصور الذي يفرضه صعود الصين.