حذر الدكتور عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" من نقص حصة المياه للفرد في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لافتًا إلى أنه تبلغ حصة الفرد من المياه المتوفرة نحو عُشر المتوسط العالمي، وأن هذه المعدلات تواصل انخفاضها مع استمرار النمو السكاني.
وأكد الواعر -خلال كلمته بافتتاح "أسبوع القاهرة للمياه" تحت عنوان العمل على التكيف في قطاع المياه من أجل الاستدامة- ضرورة تكييف نهج الإدارة الشاملة والمتكاملة للأراضي والمياه لضمان مستقبل مستدام وقادر على الصمود، تزامنًا مع ما نشهده من العواقب المدمرة للظواهر الطبيعية المتطرفة، وفترات الجفاف الطويلة، وارتفاع منسوب مياه البحر، مشيرًا إلى أنه من المتوقع أن تصبح ندرة المياه في منطقتنا وبشكل متزايد المحرك الرئيسي للنزاع والنزوح.
وأوضح أهمية حماية الموارد المائية ومواجهة آثار تغير المناخ والضغط على النظم البيئية، واتخاذ إجراءات للقضاء على هذه التحديات، لافتًا إلى أن المياه تظل عائقا كبيرًا على مستوى العالم وفي منطقتنا على الخصوص.. مشيرا إلى أن الظواهر المتطرفة التي تحدث تحتم علينا اتخاذ إجراءات لمواجهتها.
وأضاف "الواعر" أن الإفراط في سحب المياه الجوفية يؤدي إلى استنزاف واسع النطاق، وتدهور جودة المياه، وتسرب المياه المالحة والإدارة غير المناسبة لهذا المورد المحجوب عن رؤيتنا هي السبب وراء المعدلات السريعة لتدهور المياه الجوفية التي لوحظت في جميع أنحاء المنطقة.
وأشار المسؤول في الفاو إلى أنه تؤدي آثار تغير المناخ إلى تفاقم ندرة المياه وتتحدى قدرتنا على إدارة الموارد الطبيعية على نحو مستدام، حيث تؤدي الظواهر الجوية المتطرفة المتزايدة والمتكررة، وحالات الجفاف، والفيضانات، إلى إجهاد الانظمة البيئية، مع ما يترتب على ذلك من عواقب سلبية على الإنتاج الزراعي والأمن الغذائي.
ولفت مسؤول الفاو إلى أنه في عام 2021، تسببت الكوارث المتعلقة بالمياه بوفاة 6500 شخص، وتضرر أكثر من 99 مليونًا آخرين، وأسفرت عن خسائر اقتصادية بلغت قيمتها 224 مليار دولار أمريكي في جميع أنحاء العالم. وفي العام نفسه، كانت منطقتنا الموقع الرئيسي لثلاث كوارث متصلة بالمياه صُنفت ضمن الكوارث العشر الأشد في العالم من حيث عدد المتضررين، وعانى منها تحديدًا كل من العراق والصومال وسوريا.
وقال الواعر: شهدنا هذا العام أيضًا، في 10 سبتمبر الفيضانات المدمرة في ليبيا، والتي أثرت على حياة أكثر من 800 ألف شخص، بينهم 300 ألف طفل، وتسببت في وفاة أكثر من 4 آلاف آخرين، وأفادت التقارير بأن العديد من المزارعين فقدوا مواشيهم خلال هذه الفيضانات.