مؤمنًا بأن السلام لا يحل إلا من خلال القوة، أعلن رئيس مجلس النواب الأمريكي الجديد مايك جونسون، بعد أدائه اليمين الدستورية، اليوم الأربعاء، وهو ممسك بالمطرقة، أن أول تشريع يخرج عن الكونجرس سيتعلق بـ"قرار يدعم إسرائيل" في حربها ضد المقاومة الفلسطينية في غزة.
قرار يدعم إسرائيل
وزعم جونسون أن "الاضطرابات والعنف هزّت منطقة الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية"، ما يتطلب من بلاده قيادة قوية لا تتردد، على حد قوله.
أضاف أن أول تشريع سيتقدم به مجلس النواب هو "قرار يدعم إسرائيل في حربها ضد المقاومة، في حرب متنامية بقطاع غزة"، بحسب ما نقلت شبكة "إي بي سي نيوز" الأمريكية.
وروّج جونسون لإيمانه بـ"السلام من خلال القوة"، مخاطبًا من وصفهم بـ"أعداء الحرية" في جميع أنحاء العالم قائلًا "لقد عاد مجلس الشعب إلى العمل".
نهج ثابت
ويأتي عزم رئيس الكونجرس الأمريكي الـ56 متماشيًا مع السياق المعهود للسياسة الأمريكية تجاه إسرائيل والقضية الفلسطينية، مقابل دعوات عربية وأممية بالتخلي عن الازدواجية في التعاطي مع الأزمات الدولية، بما في ذلك الشق الإنساني منها، لكن دون جدوى.
ومنذ اللحظة الأولى لهجوم المقاومة الفلسطينية المباغت على إسرائيل، قبل نحو أسبوعين، أعلنت الولايات المتحدة دعمها المطلق لإسرائيل، وإلى جانب أسلحة وعتاد، حرصت على حياكة غطاء سياسي كبير تدك إسرائيل تحت ستاره القطاع دون التفات لأوضاع المدنيين العزل، وأخذ الرئيس الأمريكي جو بايدن على عاتقه حثّ جميع الدول على ضرورة إدانة تحركات المقاومة الفلسطينية وشبهها بـ"الفظائع التي ارتكبها تنظيم داعش" في السابق.
وبدأ التصعيد في غزة، مع هجوم مباغت شنته المقاومة الفلسطينية أطلقت عليه عملية "طوفان الأقصى"، يوم 7 أكتوبر، شمل هجمات متزامنة عبر البر والبحر والجو، استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية إسرائيلية في القدس وتل أبيب وأسدود، وتسلل عناصرها لمستوطنات الغلاف واحتجز عدد من المدنيين وقتل جنودًا، قابلها جيش الاحتلال بتصعيد غير مسبوق تجاه سكان قطاع غزة، تواصلت خلاله أعمال القصف واستخدام أسلحة محرمة دوليًا، والدفع بالفلسطينيين من شمال القطاع إلى الجنوب، في محاولات وصفتها الأمم المتحدة بالتهجير القسري.
أداء اليمين
وأدى رئيس مجلس النواب مايك جونسون اليمين الدستورية، داعيًا إلى تمرير الأولويات المحافظة مع التأكيد أيضًا على الشراكة بين الحزبين.
وفي خطاب قبوله، قال جونسون: "أريد أن أقول للشعب الأمريكي... إننا نسمعكم. ونعلم التحديات التي تواجهونها، ونعلم أن هناك الكثير مما يحدث في بلادنا.. مهمتنا هنا هي خدمتك بشكل جيد".
وطرح جونسون المخاوف بشأن المعابر الحدودية غير المصرح بها، مما أثار تصفيق الجمهوريين في القاعة، وصمت الديمقراطيين الجالسين.
وانتخب جونسون ليلة الثلاثاء، الرئيس رقم 56 لمجلس النواب الأمريكي، بعد أن صوّت له كل عضو جمهوري بإجمالي 220 صوتًا، بعدما لم يتمكن ثلاثة مشرعين آخرين –زعيم الأغلبية بمجلس النواب ستيف سكاليز، ورئيس اللجنة القضائية بمجلس النواب جيم جوردان، وزعيم الأغلبية بمجلس النواب توم إيمير - من توحيد الحزب الجمهوري بما يكفي لانتخابهم خلفًا لكيفن مكارثي.