حتى تتمكن الولايات المتحدة من نشر دفاعاتها الجوية في المنطقة لحماية قواتها وقواعدها قبل غزو بري محتمل تعد له دولة الاحتلال الإسرائيلي منذ أيام، وافقت تل أبيب على الطلب الأمريكي، واتخذت قرارًا بتمديد تأخير العملية لموعد غير معلوم. بحسب تقارير صحفية أمريكية.
ومنذ إعلانها عزمها شن هجوم بري قالت وقتها إنه "وشيك"، أرجأت حكومة الاحتلال عدة مرات دون ذكر أسباب موعد انطلاق العملية، ورهنت الأمر بوقت "يناسبها " سيتخذه قادتها العسكريون مع القادة السياسيين.
وقال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون، إن تل أبيب وافقت في الوقت الحالي على طلب من الولايات المتحدة بوضع دفاعاتها الجوية لحماية القوات الأمريكية في المنطقة قبل الغزو البري المتوقع لغزة. بحسب ما أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، اليوم الأربعاء.
12 نظامًا جويًا صاروخيًا بالمنطقة
ويسعى البنتاجون الأمريكي لنشر ما يقرب من اثني عشر نظامًا للدفاع الجوي في المنطقة، لحماية قواعدها من الصواريخ والقذائف. بحسب "وول ستريت جورنال".
وأقنع المسؤولون الأمريكيون حتى الآن الإسرائيليين بالتأجيل حتى يتم وضع تلك القطع، في وقت مبكر من هذا الأسبوع.
وتخشى أمريكا أن تكون هدفًا مستدامًا للمقاومة الفلسطينية، بمجرد بدء الاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة، إذا استهدفت قواتها المنتشرة في سوريا والعراق بالصواريخ والمسيرات على مدار الأسبوعين الماضيين.
لمصلحة المحتجزين
وأشار تقرير "وول ستريت جورنال" إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يأخذ في الاعتبار الجهود الدبلوماسية لإطلاق سراح المزيد من المحتجزين.
وتحدث تقرير سابق، عن ضغط تمارسه الولايات المتحدة على حكومة الاحتلال بشأن تأجيل التوغل البري في قطاع غزة، من أجل إفساح المجال أمام جهود المفاوضات الخاصة بإطلاق سراح المحتجزين بقبضة فصائل المقاومة الفلسطينية، منذ الهجوم المباغت من غزة في 7 أكتوبر.
وذكر تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أمس الثلاثاء، نقلًا عن عدد من المسؤولين الأمريكيين لم تسمهم، أن "البيت الأبيض يريد من إسرائيل تأجيل عمليتها البرية في قطاع غزة لإتاحة المزيد من الوقت للمفاوضات لإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم الفصائل الفلسطينية، وكذا لدخول المساعدات إلى القطاع".
وكشف مسؤولان أمريكيان لصحيفة "نيويورك تايمز" أن أمريكا أكدت طلبها لإسرائيل بشأن تأجيل اجتياح غزة مرارًا خلال محادثات هاتفية تجري بشكل شبه يومي بين وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، ونظيره الإسرائيلي يوآف جالانت، بالإضافة إلى مكالمة هاتفية جرت بين الرئيس الأمريكي جو بايدن مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأحد الماضي. بحسب الصحيفة.
إسرائيل تدفع بجاهزيتها للهجوم
وأمام توفر "ظروف مناسبة لإسرائيل" لا يزال التوغل البري لجيش الاحتلال قيد الاستعداد، منذ الهجوم المباغت للمقاومة في 7 أكتوبر، بينما هو بالأساس مرهون بمخاوف لم يتم معالجتها بعد، تتعلق بعدد الجنود واستعدادهم لخوض حرب شوارع فوق الأرض، وأخرى تحت الأرض في الأنفاق التي يستخدمها رجال المقاومة الفلسطينية منذ عقود.
ودافعت إسرائيل عن مدى جديتها، واستعدادها القتالي لشن الهجوم على غزة، وأكد رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، في أحدث تصريحاته، أنه لا مجال للشك في جاهزية جيشه لشن الهجوم البري، بحد قوله.
وقال رئيس أركان جيش الاحتلال، في تصريحات صحفية، أمس الثلاثاء، إن اعتبارات تكتيكية واستراتيجية تأخذ وقتًا لتحسين جاهزية عملية اجتياح غزة، مضيفًا سنتخذ مع المستوى السياسي قرارًا حول موعد التحرك البري.
وقالت تل أبيب إنها حشدت آلاف الجنود قرب الحدود تمهيدًا لغزو بري قريب، واستدعت على أثر ذلك 300 ألف جندي احتياطي.
شرارة أثبتت الفشل.. عادوا سيرًا على الأقدام
وبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي أخيرًا بإرسال قوات مشاة مدعومة بالدبابات للتوغل في غزة لجمع معلومات، وهو ما أطلق شرارة اشتباكات قبل أيام مع مقاتلي المقاومة الفلسطينية في خان يونس، الذين أجبروا جنود الاحتلال على العودة سيرًا على الأقدام بعد أن خرّبوا معداتهم وآلياتهم.
وقال محللون عسكريون، بينهم إسرائيليون، إن التوغل البري الإسرائيلي وتحقيق انتصار قد يستمر سنوات، كما أنه سيتضمن "قتالًا مروعًا" يشمل عبوات ناسفة ومفخخات وكمائن. بحسب ما نقله موقع إذاعة" مونت كارلو" الفرنسية، في وقت سابق.
وشملت عملية "طوفان الأقصى" للمقاومة عمليات صغيرة ترجّل خلالها عناصرها إلى داخل مستوطنات الغلاف، وهاجموا جنود إسرائيليين، قتلوا بعضهم، وأسروا أخرين إلى جانب مدنيين يصل تعدادهم لأكثر من مئتي شخص.