الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

دعوة لـ"هدنة إنسانية" ومساعدات للفلسطينيين.. تراجع أوروبي عن انحياز مطلق لإسرائيل

  • مشاركة :
post-title
فلسطيني يصرخ وسط مشاهد الدمار الذي أحدثه العدوان الإسرائيلي على غزة

القاهرة الإخبارية - سمر سليمان

على ما يبدو تتخذ أوروبا موقفًا مُغايرًا لما كانت عليه مواقف دولها إلى جانب دول غربية أخرى، اجتمعت، منذ اليوم الأول للهجوم المُباغت للمقاومة في غزة، صوب كيان الاحتلال، على صوتٍ واحدٍ لدعم إسرائيل وإدانة تحركات المقاومة الفلسطينية، غاضةً طرفها عن وضع إنساني صعب بضوء أخضر منحته لإسرائيل لتدك قطاع غزة فوق رؤوس المدنيين، بينما تبقيهم محاصرين داخله دون حتى السماح بدخول مساعدات، إلى أن بدأت قطرات الغيث تدخل تباعًا عبر معبر رفح المصري.

هدنة إنسانية

وكشفت مسودة نتائج لقمة الاتحاد الأوروبي، المُقررة هذا الأسبوع، عن اتجاه متفق عليها بين زعماء الاتحاد الأوروبي للعمل بشكل وثيق مع الشركاء في المنطقة لحماية المدنيين، وتسهيل دخول المساعدات، بالإضافة إلى الدعوة لهدنة إنسانية بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، بحسب ما أوردت "رويترز".

ويجتمع زعماء التكتل الذي يضم 27 دولة في بروكسل يومي الخميس والجمعة المقبلين، فيما يسمى بالمجلس الأوروبي، حيث سيكون الوضع في الشرق الأوسط على رأس جدول الأعمال؛ وفقًا لما ذكرته وكالة "رويترز" للأنباء.

وجاء في المسودة "سيعمل الاتحاد الأوروبي بشكل وثيق مع الشركاء في المنطقة لحماية المدنيين، ودعم من يحاولون الوصول لبر الأمان، أو تقديم المساعدة وتسهيل الحصول على الغذاء والماء والرعاية الطبية والوقود والمأوى. ويكرر الاتحاد الأوروبي الحاجة إلى الإفراج الفوري عن جميع الرهائن دون أي شرط مسبق".

وعلى مدار 17 يومًا يستمر العدوان الإسرائيلي المُتواصل، على قطاع غزة، بأعمال القصف، مستهدفًا المدنيين العزل، ومدارس اللجوء، والمستشفيات والكوادر الطبية وسيارات الإسعاف، في حجم دمار وتحركات ترقى إلى جرائم الحرب، والإبادة الجماعية، سقط على إثرها حتى اللحظة، أكثر من 5 آلاف شهيد وما يزيد على 17 ألفًا من الجرحى.

التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة
حزمة مساعدات بريطانية

وفي الوقت الذي أكد وقوف المملكة المتحدة "إلى جانب إسرائيل"، أكد أيضًا رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، إدراكه التام لما يعانيه بشدة الشعب الفلسطيني تحت وطأة الحصار والتصعيد الإسرائيلي المستمر على مدار أكثر من أسبوعين فوق رؤوس المدنيين.

وأعلن رئيس الوزراء البريطاني، اليوم الاثنين، عن مساعدات إضافية بقيمة 20 مليون جنيه إسترليني إلى المدنيين في قطاع غزة، قائلًا إن الفلسطينيين "يعانون بشدة"، بحسب ما نقلت الشبكة الإخبارية البريطانية "سكاي نيوز".

أشار "سوناك" إلى لقاءات جمعته مع قادة السلطة الفلسطينية وإسرائيل ومصر والمملكة العربية السعودية وقطر، الأسبوع الماضي "لتجديد رؤية أفضل للمستقبل الذي تحاول (المقاومة الفلسطينية) تدميره"، بحسب قوله.

قال سوناك: "في القدس التقيت ببعض أقاربي الذين يعانون من عذاب لا يطاق، وسيبقى ألمهم معي بقية أيامي".

وفي معرض حديثه عن اجتماعاته مع القادة في الشرق الأوسط، الأسبوع المنصرم، قال سوناك إن المملكة المتحدة التزمت بتقديم دعم إضافي بقيمة 10 ملايين جنيه إسترليني؛ لمساعدة الناس في غزة وستقدم أيضًا 20 مليون جنيه إسترليني إضافية من المساعدات الإنسانية لسكان غزة.

وأعرب رئيس الوزراء البريطاني عن دعمه لحل الدولتين، مُشيرًا إلى عزم بلاده العمل مع شركائها الدوليين وفق هذا المنطلق.

رغم ذلك أكدت بريطانيا على المزاعم الإسرائيلية بشأن تسبب صاروخ أطلقته المقاومة الفلسطينية على إسرائيل، في الانفجار الذي وقع بمحيط مستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزة.

قال سوناك "لقد حرصنا على النظر في جميع الأدلة المتوفرة حاليًا"، مُضيفًا "يمكنني الآن مشاركة تقييمنا مع مجلس النواب، وعلى أساس المعرفة والتحليل العميقين لخبراء الاستخبارات والأسلحة لدينا، ترى الحكومة البريطانية أن الانفجار كان على الأرجح ناجمًا عن صاروخ أو جزءًا من صاروخ تم إطلاقه من داخل غزة"، تجاه إسرائيل، بحسب قوله.

فرنسا صديقة لإسرائيل والفلسطينيين معًا

من جانبها، بينما دعت إسرائيل إلى عدم السقوط في "فخ المقاومة" والقيام برد ملائم على "الإرهاب" على حد قولها، أكدت أنها صديقة لكل من إسرائيل وفلسطين معًا.

قالت رئيسة الوزراء الفرنسية خلال نقاش في الجمعية الوطنية اليوم الاثنين: "إن التقليل من حجم الإرهاب وتبريره، يعنيان القبول بأن يضرب مجددًا غدًا في إسرائيل وفرنسا وفي أي مكان آخر" على حد تعبيرها، مُضيفة "علينا ألا نظهر أي شكل من الالتباس في مواجهة جرائم مماثلة".

ودعت إلى هدنة إنسانية تسمح بمرور المساعدات وعبور العالقين، مُشددة على أن حركات المقاومة لا تمثل الشعب الفلسطيني.

وبدأ التصعيد في غزة، مع هجوم مباغت شنته المقاومة الفلسطينية أطلقت عليه عملية "طوفان الأقصى"، يوم 7 أكتوبر، شمل هجمات متزامنة عبر البر والبحر والجو، استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية إسرائيلية في القدس وتل أبيب وأشدود، قابلها جيش الاحتلال بتصعيد غير مسبوق تجاه سكان قطاع غزة، تواصلت خلاله أعمال القصف واستخدام أسلحة محرمة دوليًا، والدفع بالفلسطينيين من شمال القطاع إلى الجنوب في محاولات وصفتها الأمم المتحدة بالتهجير القسري.

مصر المنفذ الوحيد للمساعدات

وبينما يتواصل القصف، تتوافد المساعدات إلى قطاع غزة، عبر معبر رفح المصري، بعد أن أعلنت مصر، قبل أكثر من أسبوع، فتح جسر جوي لاستقبال المساعدات الدولية، تضامنًا مع شعب فلسطين المحاصر في قطاع غزة، حيث لاتزال تتوافد طائرات المساعدات إلى مطار العريش الدولي مُحملة بالمساعدات الطبية والإغاثية من عدة دول أغلبها عربية.

وتستعد مصر لإرسال قافلة تضم أكثر من 100 شاحنة تحمل ألف طن من المساعدات، فيما وصلت شحنات من الأردن وتركيا والإمارات وتونس، الجزائر، بالإضافة إلى معدات طبية من منظمة الصحة العالمية تُغطي احتياجات أكثر من 300 ألف شخص في قطاع غزة.