في ظل التوترات المُتصاعدة في جميع أنحاء العالم على خلفية اندلاع الصراع في قطاع غزة، يدرس قادة المخابرات البريطانية بجدية وضع المملكة في حالة تأهب قصوى؛ تحسبًا لهجمات إرهابية مُحتملة، إذ يُعد الارتفاع إلى مستوى "حرج" في حالة اليقظة الأمنية، أقصى مستوى يُمكن أن يتم رفعه، ويُشير إلى أن هناك احتمالًا عاليًا لوقوع هجوم في المستقبل القريب.
وبحسب ما أشار أشخاص مطلعون على الأمر، لمجلة "بوليتكو" الأمريكية، يدرس المسؤولون الأمنيون البريطانيون ما إذا كان سيتم رفع مستوى التأهب الحكومي ضد الإرهاب إلى "حرج"، وهو الحد الأقصى من حالة اليقظة الأمنية.
وتم تحديد المستوى الحالي للتأهب ضد الإرهاب عند "كبير"؛ ما يعني أن الهجوم "محتمل"، وفقًا لتعريفات الحكومة، إلا أن رفعه مستويين ليصل إلى "حرج" يعني أن أجهزة الاستخبارات والأمن تعتبر وقوع هجوم "مرجحًا للغاية في المستقبل القريب".
ولم يتم اتخاذ قرار نهائي بعد، بحسب ما أشارت المصادر لمجلة بوليتكو التي ناقشت مسائل أمنية حساسة، بشرط عدم الكشف عن هويتها، ويُمكن أيضًا أن يظل المستوى كما هو أو يتم رفعه درجة واحدة ليصل إلى "شديد".
ويقوم المسؤولون الأمنيون في جميع أنحاء الغرب، بتقييم التهديد بالعنف المستوحى من الأعمال الانتقامية الإسرائيلية في قطاع غزة، على خلفية عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر.
ورفعت فرنسا مستوى الإجراءات الأمنية، بعد أن طعن مهاجم الأسبوع الماضي مدرسًا وأصاب اثنين آخرين بجروح خطيرة، وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قُتل مواطنان سويديان في بروكسل، وقتلت الشرطة المشتبه به بعد ذلك بالرصاص، الذي تُشير التقارير إلى أنه كان ينتمي إلى تنظيمات إرهابية.
تم تصميم نظام مستوى التهديد الوطني في المملكة المتحدة؛ لإعطاء إشارة واسعة النطاق لاحتمال وقوع هجوم إرهابي، ويتم وضعه من قبل مركز تحليل الإرهاب المُشترك التابع للحكومة وجهاز الأمن MI5.
وتوضح المجلة أنه من شأن ارتفاع مستوى التهديد الإرهابي أن يؤدي إلى زيادة النشاط الأمني، مثل عمليات تفتيش الحقائب والفحوصات الأكثر دقة في المطارات، وسيُطلب من الجمهور أن يظل يقظًا، وأن يبلغ عن أي نشاط مشبوه، ولكن لن يُتوقع منه اتخاذ أي إجراء آخر.
وتم تصنيف مستوى التهديد في البلاد آخر مرة على أنه "حرج" في سبتمبر 2017 بعد هجوم بالقنابل على مترو أنفاق لندن، لينخفض إلى مستوى "كبير" منذ عام 2019.
في حديثه هذا الأسبوع قبل قمة رؤساء المخابرات في كاليفورنيا، قال رئيس MI5 كين ماكالوم "من الواضح أن التوترات في الشرق الأوسط، إما ستولد حجمًا أكبر من التهديد البريطاني، أو تغير شكله من حيث ما هو مستهدف".
عند اتخاذ قرار بشأن رفع مستوى التهديد، يكون لدى المسؤولين أحيانًا معلومات محددة حول الهجمات المُحتملة، لكنهم يأخذون في الاعتبار مجموعة من المعلومات الاستخبارية أيضًا، كما أنهم ينظرون إلى الأهداف المُحتملة، وحجم أي مؤامرة مُحتملة، وما إذا كان الهجوم يبدو وشيكًا.