الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

نيويورك تايمز: سخط عربي عارم إزاء الدعم الأمريكي الأعمى لإسرائيل

  • مشاركة :
post-title
مئات الشهداء في قصف إسرائيلي وحشي على مستشفى الأهلي المعمداني

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

الدعم الأعمى الذى توليه الولايات المتحدة، لدولة الاحتلال الإسرائيلي، أجج مشاعر السخط العربى إزاء السياسات الأمريكية. هذا ما خلصت إليه صحيفة" نيويورك تايمز" الأمريكية، في تقرير لها رصد ردود الأفعال الغاضبة إزاء جرائم الحرب التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، ضد سكان قطاع غزة، وأكثرها وحشية حتى الآن، مجزرة المستشفى الأهلى المعمدانى، التي راح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى.

ولفت التقرير إلى أن الكثيرين من الناس في جميع أنحاء المنطقة العربية، يرون أن جرائم الحرب التي يرتكبها جيش الاحتلال ضد المدنيين في قطاع غزة المحاصر، وأكثرها وحشية مذبحة المستشفى المعمدانى، جاءت بدعم وضوء أخضر من الولايات المتحدة.

وذكر التقرير أن إسرائيل قطعت المياه والكهرباء ومنعت الأدوية عن القطاع، وواصلت استهداف غزة بغارات جوية فتاكة، ما رفع عدد الشهداء إلى 2800 شخص على الأقل قبل انفجار المستشفى.

وقال التقرير إن العديد من العرب يرون أن الحكومة الأمريكية، ليست فقط غير مبالية بمعاناة الفلسطينيين، الذين يعيشون تحت الاحتلال الإسرائيلي، بل إنها متواطئة أيضًا.

وخلص التقرير إلى أن التعهدات الأمريكية بتقديم الدعم "الصارم" لدولة الاحتلال الإسرائيلي، والمساعدة الأمنية غير المقترنة بأي قيود، أدت إلى تأجيج هذه المشاعر بينما تستعد إسرائيل لغزو بري لغزة.

ونقلت" نيويورك تايمز" عن نبيل فهمي، وزير الخارجية المصري الأسبق، قوله: "هناك غضب هائل في العالم العربي، حتى من قبل أولئك الذين لا يدعمون حماس".

وقال "فهمى" عن القوى الغربية: "إنهم يعطون إسرائيل الضوء الأخضر، ومع تزايد الدموية في هذا الأمر، فإن أيدي الغرب ملطخة بالدماء".

وبلغ الغضب حدًا لدرجة أن عبارة "الموت لأمريكا" وجدت صدى متجددًا في المنطقة، بما في ذلك خلال احتجاج الجمعة الماضي، في البحرين، الحليف الوثيق للولايات المتحدة، وفق "نيويورك تايمز"، التي نقلت عن العديد من الفلسطينيين وغيرهم من العرب، إن الخطاب الصادر عن كبار المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين كان مهينًا للإنسانية، ومثيرًا للحرب.

وقالت ديانا بوتو، مواطنة فلسطينية في إسرائيل عملت محامية في المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، إنها لم يكن لديها "أي أوهام" بشأن دور الولايات المتحدة في الصراع، مع العلم أن أمريكا تدعم إسرائيل بقوة. ومع ذلك، قالت إنها ذُهلت من رد فعل إدارة بايدن تجاه العدوان الذى يشنه الاحتلال على المدنيين في قطاع غزة. واعتبرت "بوتو" أن هذا المستوى من الانحياز لإسرائيل، هو بمثابة إبادة جماعية.

ولفتت "نيويورك تايمز" إلى أنه في الشرق الأوسط، ينظر كثير من الناس إلى إسرائيل باعتبارها احتلال تدعمه الولايات المتحدة ويقمع الفلسطينيين لعقود.

وقالت حفصة حلاوة، الباحثة غير المقيمة في معهد الشرق الأوسط ومقره واشنطن، إنه رغم ذلك، فإن الضرر الذي لحق بصورة أمريكا المتدهورة في الشرق الأوسط قد وقع بالفعل.

وتحدت حفصة، الأستاذة الجامعية في غزة، وعائلتها أمر التهجير، ويكافحون من أجل البقاء في الشمال. وقالت: "ليس للأمريكيين أي مكانة أخلاقية في هذه المنطقة".

وأضافت أن الأسبوع الماضي ذكّرها بالأجواء التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر 2001 والفترة التي سبقت الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.

وتابعت: "ما نحن فيه حقًا، إذا شاهدت الأخبار لمدة خمس دقائق، هو فوبيا الإسلام من أحداث 11 سبتمبر. فبعد مرور ثلاثة وعشرين عامًا، ما زلنا نتكلم نفس اللغة تمامًا. الأمريكيون لم يتعلموا شيئًا".

وفي العراق، الذي لا يزال يكافح في أعقاب تلك الحرب، كان الشعور السائد هو مزيج من الغضب وخيبة الأمل، إزاء الدعم الأمريكي القوى للاحتلال.

قال مؤيد الجبير، أستاذ القانون والعلوم السياسية في جامعة الأنبار، إن أمريكا لا يهمها أن يموت ألف أو مليون أو مليار عربي ومسلم، طالما لم تتضرر مصالحها.

وقال محمد أكرم علي، 43 عامًا، مدرس في مدرسة ابتدائية في بغداد، إنه كان يأمل في أن تقوم أمريكا بكبح جماح إسرائيل والمساعدة في إعادة الهدوء إلى المنطقة.