قبيل ساعات قليلة من انطلاق منتدى "الحزام والطريق"، يتوافد قادة الدول الأعضاء إلى الصين للمُشاركة في المنتدى، وعلى رأسهم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، حسبما ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا".
ووفقًا لما نشرته وسائل الإعلام الصينية، فمن المُقرر أن يبدأ المنتدى اليوم الثلاثاء، وينتهي غدًا الأربعاء.
وتتطلع المبادرة الصينية التي طرحها الرئيس الصيني في عام 2013، إلى أن تصبح أصغر حجمًا وأكثر مُراعاةً للبيئة، بعد عقدٍ من المشاريع الكبيرة التي عززت التجارة لكنها خلفت ديونًا كبيرة وأثارت مخاوف بيئية، حسبما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.
ما هي مبادرة "الحزام والطريق"؟
أعاد الرئيس الصيني، شي جين بينج، إحياء "طريق الحرير القديم"، الذي كان يربط الصين بالشرق الأوسط وأوروبا في القرون الوسطى، عندما أطلق مبادرة "الحزام والطريق"، التي يطلق عليها بالصينية "حزام واحد - طريق واحد"، في عام 2013 لبناء شبكة من البنية التحتية والتجارة تربط الصين بأكثر من 150 دولة في آسيا وإفريقيا وأوروبا.
وتهدف المبادرة إلى زيادة التجارة والاقتصاد عن طريق تحسين اتصالات الصين مع بقية العالم في نسخة حديثة من طرق الحرير، وتشمل المبادرة بناء محطات للطاقة والطرق والسكك الحديدية والموانئ في دول المشاركة، بتمويل من البنوك التنموية الصينية.
أبرز إنجازات المبادرة
قالت الحكومة الصينية إنها أطلقت أكثر من 3000 مشروع بإجمالي قيمة تقارب تريليون دولار في دول المبادرة؛ لتصبح بذلك بكين أحد أهم ممولي المشاريع التنموية في إطار المبادرة، على قدم المساواة مع البنك الدولي، كما ساهمت المشاريع في بناء قدرات إنتاجية وخلق فرص عمل وتعزيز التعاون في دول المشاركة.
وقد عمقت المشاريع علاقات الصين مع إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط، وشكلت جزءًا رئيسًا من سعي، شي جين بينج، لجعل الصين تلعب دورًا أكبر في الشؤون العالمية.
تحديات تواجه المبادرة
تواجه المشاريع انتقادات بسبب تأثيرها على البيئة والمجتمعات المحلية، من نزوح سكان إلى إضافة أطنان من الغازات الدفيئة المسببة للتغير المناخي، بالإضافة إلى زيادة معدل الديون لبعض الحكومات التي واجهت عجزًا في سداد تلك الديون، التي قدمتها البنوك التنموية الصينية لتنفيذ المشاريع.
وكان لانتشار فيروس كورونا في عام 2019، تأثيرات كبيرة على تنفيذ وإتمام المشاريع، إذ أدى إلى تعطيل الإمدادات والعمالة والطلب.
ولتضييق الخناق على طريق الحرير الصيني، أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن خلال قمة مجموعة العشرين المنصرمة في الهند، عن توقيع اتفاق بين الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية والإمارات والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا لتدشين مشروع "ممر" يربط الهند وأوروبا، من خلال خطوط السكك الحديدية والنقل البحري في السنوات المقبلة.
كيف تغيرت المبادرة بعد عقدٍ من المشاريع؟
تبدو المبادرة أنها تتجه إلى أن تصبح أصغر وأكثر اخضرارًا، بعد عقدٍ من المشاريع الكبيرة التي زادت التجارة، ولكن تركت ديونًا كبيرة وأثارت مخاوف بيئية، ويأتي التحول مع نزول قادة من جميع أنحاء العالم النامي إلى بكين هذا الأسبوع لحضور منتدى "الحزام والطريق".
وتقول الصين، إنها تسعى إلى جعل المشاريع أكثر استدامة وشفافية وشمولية، وإلى تقديم مساعدات غير قابلة للرد على شكل هبات أو إعفاءات من الديون، كما تركز بكين أيضًا على مجالات جديدة مثل التجارة الرقمية والصحة والتغير المناخي، وتحاول تحسين صورتها كشريك مسؤول ومؤثر في التنمية العالمية.