"نتطلع الليلة من خلال هذا المهرجان كبادرة سلام، لأننا لا ننسى ما يحدث في العالم والمآسي التي تحركنا والحروب من حولنا والأطفال والمدنيين المعرضين للخطر، الجنون والحزن في عالمنا المنقسم.. تحيا السلام، تحيا السينما"، بهذه الرسالة التي تدعو للسلام اختارت إيرين جاكوب، رئيس معهد لوميير، في مدينة ليون الفرنسية، المُنظم لمهرجان لوميير السينمائي، أن تبدأ كلمتها في حفل افتتاح النسخة الـ15 منه، الذي أقيم مساء أمس ويستمر حتى 22 أكتوبر الجاري، إذ جاءت الرسالة متماشية مع طابع مهرجان الأفلام الكلاسيكية الرائد في أوروبا، الذي حرص دائمًا على أن يكون نافذة على العالم في الماضي والحاضر منذ نسخته الأولى، عام 2009.
شهد حفل الافتتاح تكريم عدد من النجوم وصنّاع السينما بجائزة الإنجاز مدى الحياة، هم: "فيم فيندرز، ويس أندرسون، ألكسندر باين، تيري جيليام، وجيه.بايونا"، ومن المقرر أن يقدم كل من ويس أندرسون، ألكسندر باين، وتيري جيليام، من بين عدد من المشاهير الذين سيقدمون دروسًا متقدمة في ليون، الأسبوع المقبل.
من جانبه؛ قدّم تيري فريمو، مدير المهرجان الذي يرأس أيضًا مهرجان كان السينمائي لمحة عما يمكن أن تفعله الترميمات الجديدة للسينما، من خلال عرض مجموعة مختارة من الأفلام الأولى التي صورها الأخوان لوميير، مُخترعًا آلة التصوير السينمائي، الذين أطلق اسمهما على المعهد والمهرجان، إذ تشمل العديد من اللقطات في منطقة ليون وأيضًا بمصر وتونس قبل مطلع القرن العشرين، إذ يُعرض أحد الأفلام الكوميدية لمدة دقيقة واحدة، وكان هذا هو الحد الأقصى لطول هذه الأفلام الأصلية.
وقال "فريمو": "تخيل الصدمة التي أصابت الناس في ذلك الوقت عندما رأوا هذه الصور المتحركة لأول مرة".
وأضاف "تمتلئ مسارح مدينة ليون بالجمهور المُحب للسينما طوال الأسبوع، الذي يقطع مسافات طويلة لحضور الحدث، وليس من الصعب أن نفهم السبب عندما ترى المجموعة الرائعة من الأفلام القديمة والجديدة المتوفرة في المهرجان، إذ تُمثل هذه الكلاسيكيات المشهورة عالميًا الأحجار الكريمة النادرة التي تم ترميمها أخيرًا، التي يرعاها معهد لوميير على مدار العام، بالشراكة مع دور السينما وأرشيفات الأفلام من جميع أنحاء العالم.