يحاول عمال الإنقاذ الفلسطينيون، الذين يعانون من التعب والخوف والألم، خاصة بعد مقتل عدد من زملائهم يوم الأربعاء الماضي، عندما طال القصف الإسرائيلي سيارات الإسعاف التي يقودونها لإنقاذ المصابين الناجين من تحت أنقاض المباني المدمرة. حسبما ذكرت وكالة "رويترز".
ويعتبر القصف الحالي من قبل إسرائيل هو الأكثر شدة على غزة، التي تبلغ مساحتها 40 كم وتضم 2.3 مليون نسمة يعيشون في مدن ومخيمات للاجئين ضيقة، مع عدد قليل من الملاجئ المحددة ولا مكان آخر للهروب، ودمر الاحتلال الكثير من المباني المأهولة بالمدنيين، حتى أن خدمات الإنقاذ تكافح للوصول إلى مواقع القصف الجديدة بسرعة.
ضغط متواصل
لا يغادر إبراهيم حمدان، عامل إنقاذ فلسطيني، عمله منذ يوم السبت، حيث يتفادى الضربات الجوية الإسرائيلية، التي قتلت المسعفين وهم يحاولون سحب الناجين من المنازل المدمرة بالضربات المستمرة للقطاع. ويقول "حمدان"، إنه يستجيب لنحو 10 مكالمات في اليوم، بعضها يستغرق ساعات.
ووفقًا للسلطات الصحية المحلية، فإن القطاع يشهد انفجارات من الضربات الجوية التي تصدح كل بضع دقائق، والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 2200 شخص في غزة حتى الآن، بما في ذلك مئات الأطفال.
وتعيق الطرق المهدمة من الضربات المباشرة أو المسدودة بالحطام من الضربات القريبة، التقدم لعمال الإنقاذ، ونظرًا لعدم وجود ما يكفي من المعدات الثقيلة مثل الحفارات الميكانيكية والجرافات، يعتمد عمال الإنقاذ أيضًا على المجارف والأدوات الأخرى التي يستخدمونها بأيديهم لإزالة الحطام.
تأثير نفسي شديد
تكبد حمدان، 39 عامًا، إصابة في يده ومعصمه الأيسر، بسبب سقوط حطام أثناء محاولة إنقاذ يوم الأربعاء عندما كان يسحب جثتي فتاتين، ماتتا تحت أنقاض منزلهما في مدينة خان يونس جنوبي غزة، حيث يعمل مع فريقه المكون من 12 عامل إنقاذ آخر. وقال حمدان، "لم أستطع التوقف عن التفكير في بناتي الأربع"، مضيفًا أن كل ما يجعله يستمر هو الأمل في إيجاد المزيد من الناجين.
ونتيجة للقصف العشوائي من قبل الاحتلال، لقي أربعة من عاملي الهلال الأحمر الفلسطيني حتفهم، عندما تعرضت سيارات إسعافهم لضربات جوية في حادثتين مختلفتين، كما أصيب اثنان من فريق حمدان بجروح بسبب زجاج طائر عندما فجرت ضربة جوية نوافذ سيارة إسعافهم في خان يونس يوم السبت، لكن لم تكن إصابتهما خطيرة.