تزامنًا مع بدء الاحتلال الإسرائيلي لما يمكن وصفه بـ"حرب إبادة" في قطاع غزة، كثّف ترويجه للشائعات واستخدم آلته الإعلامية لشيطنة المقاومة والفلسطينيين بشكل عام، وفي المقابل استهدف "صوت الحقيقة"، ومن يمكنهم نقل جرائمه التي يرتكبها بالصوت والصورة، ولعل آخرها مقتل مصور صحفي من رويترز، وإصابة 6 صحفيين آخرين من وكالتي رويترز وفرانس برس في جنوب لبنان.
الواقعة التي حدثت في محيط بلدة علما الشعب الحدودية مع إسرائيل، والتي استهدف خلالها الاحتلال مجموعة من الصحفيين من مؤسسات إعلامية أثناء تغطيتهم للأحداث في المنطقة الحدودية، أسفرت عن استشهاد المصور عصام عبدالله الذي يعمل في وكالة رويترز، كما أصيب باقي الفريق ثائر السوداني وماهر نازح، بحسب "رويترز"، إضافة إلى إصابة المصورة في فرانس برس كريستينا عاصي وزميلها مصور الفيديو ديلان كولنز.
وعلق رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي على الواقعة قائلًا إن "استهداف العدو الإسرائيلي الصحفيين مباشرة في عدوانه المستمر على الأراضي اللبنانية وصمة عار جديدة تضاف إلى سجله الأسود في القتل والعدوان".
فتح تحقيق
من جهته، زعم مندوب الاحتلال الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان، أن إسرائيل تحقق فيما حدث، مضيفًا أنها تحاول دائمًا الحد من الخسائر في صفوف المديين، وبالتأكيد لا نريد مطلقًا إيذاء أو قتل أو إطلاق النار على أي صحفي يؤدي عمله.
وتابع: "لكن كما تعلمون، نحن في حالة حرب، وقد تحدث أشياء نأسف لها. نشعر بالأسف.. وسوف نحقق في الأمر.. من السابق لأوانه الآن معرفة ما حدث هناك".
قتل الصحفيين في غزة
في غزة كان الوضع أكثر عنفًا، إذ وثقت وحدة الرصد والمتابعة بالمكتب الإعلامي في قطاع غزة، عشرات الاعتداءات بحق الصحفيين، ما أسفر عن مقتل 7 منهم حتى الآن.
وأعلن المكتب أسماء الصحفيين الذين قتلهم الاحتلال وهم: "إبراهيم لافي، ومحمد جرغون، ومحمد الصالحي، وأسعد شملخ، وسعيد الطويل، ومحمد صبح أبو رزق، وهشام النواجحة".
اعتقال الصحفيين
أعلنت عائلة الصحفي نضال الوحيدي، يوم الأحد الماضي، أن ابنها أسير لدى قوات الاحتلال، عقب اعتقاله برفقة آخرين خلال تغطية الأحداث التي اندلعت خلال اقتحام حاجز إيرز "بيت حانون" شمالي قطاع غزة.
الاعتداء على طاقم القاهرة الإخبارية
كذلك تعرض طاقم قناة "القاهرة الإخبارية"، للاعتداء خلال تغطية الأحداث في القدس، ووجهت قوات الاحتلال السلاح في وجه الطاقم، إذ هاجمهم بعض الجنود لمنعهم من تغطية الأحداث وإجبارهم على إخلاء المكان.
الاعتداء على فريق "بي بي سي"
كذلك تعرض صحفيو "بي بي سي" الذين كانوا يغطون الأحداث، للاعتداء والاحتجاز تحت تهديد السلاح، بعد أن أوقفتهم الشرطة في مدينة تل أبيب الإسرائيلية.
وقال متحدث باسم "بي بي سي"، إن الصحفيين "يجب أن يكونوا قادرين على تغطية الصراع في إسرائيل وغزة بحرية"، وقال مهند توتنجي أنه وهيثم أبو دياب عرفا نفسيهما بأنهما صحفيين في "بي بي سي"، وأظهرا للشرطة بطاقات الهُوية الصحفية.
وأشار "توتنجي" إلى أنه أثناء محاولته تصوير الحادثة، تم إلقاء هاتفه على الأرض وضُرب على رقبته.
الضحايا المدنيين في غزة
واستشهد أكثر من 1,900 شخص في غزة منذ أن شنت إسرائيل غارات جوية انتقامية، والتي من المتوقع إلحاقها بهجوم بري، في هجمات تستهدف منازل المدنيين.
وطلبت إسرائيل من سكان شمال قطاع غزة، البالغ عددهم قرابة 1.1 مليون نسمة، إخلاء منازلهم والتوجه إلى جنوب القطاع خلال 24 ساعة، وهي الدعوة التي لاقت ردود فعل دولية رافضة، تؤكد استحالة تنفيذها.
وهي الدعوة التي رد عليها رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، مؤكدًا أن اللجوء والهجرة لن يتكررا، مؤكدًا الرفض الفلسطيني الكامل، للمخطط الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن الفلسطينيين يدركون مخطط إسرائيل التي تسعى إلى خلق منطقة عازلة من السكان في غزة وتهجيرهم، ليس من شمال غزة فقط بل من كل القطاع.
وتابع: "هذا يشمل أكثر من 2.3 مليون فلسطيني، وهذه أيضا جريمة حرب، إن شعبنا لن يغادر أرضه، ومنذ عام 1950 وإسرائيل تحاول توطين اللاجئين في الدول العربية، واليوم تحاول توزيع سكان قطاع غزة على دول العالم، هذا الأمر لا نقبل به، وشعبنا يعي ذلك ويعي معنى اللجوء ولن يتكرر.. تتكرر المذابح على أيدي الإسرائيليين ولكن لن يتكرر اللجوء أو الهجرة".