تتواصل أزمة شغور مقعد رئيس مجلس النواب الأمريكي، والتي بدأت منذ التصويت على إقالة كيفين مكارثي قبل نحو 11 يومًا، وتحديدًا في الثالث من أكتوبر الجاري، في ظل حالة من التخبط داخل الحزب الجمهوري، الذي فشل في الاستقرار على رئيس جديد، على مدار الأيام الماضية.
ورشح الجمهوريون المحافظ المتشدد جيم جوردان للمنصب، وهو السيناتور الذي يدعمه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
جاء ترشيح جوردان، بعد إعلان ستيف سكاليس، زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب، العضو عن ولاية لويزيانا، سحب ترشحه أول أمس الخميس، بعد يومين من فوزه بفارق ضئيل بتصويت داخلي للحزب على نظيره جيم جوردان رئيس لجنة الشؤون القضائية.
لم يتمكن سكاليس من جمع الـ217 صوتًا المطلوبة لفوزه برئاسة منصب رئيس مجلس النواب، ما أعطى فرصه ثانية لجوردان، نائب أوهايو، بحسب وكالات أنباء عالمية.
ويعتمد جوردان على دعم أوساط اليمين داخل الحزب الجمهوري، كذا دعم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، خاصة بعد فوزه على أوستن سكوت، نائب جورجيا، في تصويت داخلي ثان داخل الحزب، بغالبية 214 صوتًا، مقابل 81.
رغم ذلك لا تزال الحسابات داخل مجلس النواب الأمريكي معقدة، خاصة بعد استبعاد بعض الجمهوريين دعمه لتولي المنصب.
من هو جيم جوردان؟
يعمل في مجلس النواب منذ عام 2007، ويشغل منصب رئيس اللجنة القضائية، وعمل برئاسة اللجنة المعنية بتسليح الحكومة الفيدرالية، وهو أحد المؤسسين لتجمع الحرية المتشدد.
ومن أبرز مواقفه تأييده للاعتراضات على نتائج فوز بايدن بالرئاسة في 2021، وهو حليف قوي لـ"ترامب".
التصويت على عزل مكارثي
صوّت مجلس النواب في وقت سابق، على عزل "مكارثي" من رئاسة مجلس النواب الأمريكي، في 3 أكتوبر الجاري، وهو ما كشف عن توترات داخل الحزب الجمهوري، وأثار تساؤلات حول من يقود الحزب للمضي قدمًا، بحسب صحيفة "فاينانشال تايمز".
وللمرة الأولى في تاريخه الممتد منذ 234 سنة، صوّت مجلس النواب بأغلبية 216 صوتًا مقابل 210 لصالح مذكرة طرحها المتشددون الجمهوريون تنص على اعتبار "منصب رئيس مجلس النواب شاغرًا"، في خطوة كشفت عن الخلاف الذي يضرب الحزب الجمهوري.
ومع تطبيق الفقرة 12 من البند الأول من قانون مجلس النواب، والتي تنص على إعلان المجلس أنه في حالة عدم انعقاد حتى يتم انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب، وبالتأكيد هناك الكثير من القضايا لا بد أن تعرض على المجلس ويتم تمرير الكثير من القوانين، وبالتالي سيكون هناك تصويت لانتخاب رئيس جديد بأسرع وقت ممكن.
ويراقب البيت الأبيض ومجلس الشيوخ، ما يحدث في مجلس النواب، في ظل الصراع على رئاسته، وسط خلاف دب داخل الحزب الجمهوري.
تأثير شغور منصب رئيس مجلس النواب
وحتى يتم انتخاب رئيس جديد، فإن مجلس النواب لن يكون قادرًا على تمرير أي مشروعات قوانين أو الموافقة على طلبات البيت الأبيض للحصول على مساعدات طارئة، سواء لإسرائيل أو أوكرانيا، بحسب "بي بي سي".
ويعني شغور منصب رئيس مجلس النواب، أيضًا، أن الكونجرس الأمريكي لن يستطيع، تمرير أي مشروعات قوانين إنفاق من شأنها أن تسمح للحكومة بتجنب الإغلاق المحتمل منتصف نوفمبر المقبل.