ردًا على المجازر الإنسانية وتهجير أهالي غزة من منازلهم وخطط الاحتلال لإخلاء القطاع من سكانه، أعلنت المقاومة الفلسطينية، أمس الجمعة، قصف مقر قيادة المنطقة الشمالية الإسرائيلية في صفد، باستخدام صاروخ "عياش 250".
وشنت فصائل المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر 2023، عملية نوعية أطلقت عليها "طوفان الأقصى"، استهدفت بشكل رئيسي المستعمرات الإسرائيلية المحاذية لغلاف قطاع غزة، إذ استخدمت فيها المقاومة تكتيكات جديدة ،من هجوم مفاجئ وسريع ومُكثف، مستخدمةً أسلحةوأدوات، لم يسبق لها استخدامها، لاستهداف تلك المستوطنات.
بينما يتواصل العدوان الإسرائيلي لليوم الثامن على التوالي في غزة، موقعًا مزيدًا من الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين، ودمارًا في المنازل والأبراج السكنية والممتلكات والبنية التحتية، ترد المقاومة بإطلاق رشقات صاروخية "محدودة" تجاه بلدات ومدن إسرائيلية، باستخدام طرز مختلفة من بينها "عياش 250".
صاروخ عياش 250
وجرى الكشف عن صاروخ عياش 250 في 13 مايو 2021، واستخدم لأول مرة خلال قصف مطار رامون في جنوب صحراء النقب، حسبما ذكرت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية.
و"عياش" صاروخ فلسطيني محلي الصنع يضاف إلى قائمة طويلة، من إنتاج كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس. ويصل مداه إلى 250 كيلومترًا، وهو أبعد مدى لصاروخ في تاريخ المقاومة الفلسطينية.
جاءت تسمية الصاروخ نسبة إلى المهندس يحيى عياش، أحد قادة حماس، الذي اغتاله الموساد الإسرائيلي في 1996.
تطور نوعي
يتم إطلاق "عياش" من منصات متحركة أو ثابتة، ويتبع مسارًا قوسيًا يصل إلى ارتفاع 100 كيلومتر، ما يمثل تطورًا نوعيًا في قدرات المقاومة الفلسطينية، ويرفع من مستوى التهديد ضد إسرائيل.
وبفضل مداه البعيد، يستطيع الصاروخ استهداف معظم المدن والقواعد والمنشآت الإسرائيلية، بما في ذلك تل أبيب والقدس وحيفا وديمونة (حيث يقع مقر المفاعل النووي الإسرائيلي).
كما يزعزع من نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي، الذي لم يستطع اعتراض جميع صورايخ عياش، بالإضافة إلى ذلك، يظهر الصاروخ قدرة المقاومة الفلسطينية على التصدي للحصار الإسرائيلي، والحصول على الأسلحة والمواد اللازمة لصنعها.
الأطول مدى
ومن جهته، علق جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان: "إنه تم رصد إطلاق صاروخ من قطاع غزة باتجاه المنطقة الشمالية من البلاد"، مؤكدًا أنه نجح في اعتراض عملية الإطلاق، فيما قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إن "الصاروخ الأخير (عياش 250) الذي أطلق من غزة باتجاه شمال إسرائيل هو الأطول مدى الذي يُطلق من القطاع".
صواريخ القسام
لا يعد "عياش 250" أول صاروخ فلسطيني محلي الصنع، بل صنعت المقاومة الفلسطينية عددًا كبيرًا منها في السنوات الماضية، كان أولها "القسام 1"، الذي يبلغ طوله 70 سنتيمتر، بمدى كيلومتر واحد، بينما يصل رأس الصاروخ المتفجر كيلوجرامًا فقط.
ومع تطوير "القسام 2"، راوح مداه من 9 إلى 12 كيلومترًا. وبلغت حمولة رأسه من المواد المتفجرة من 5 إلى 6 كيلوجرامات من مادة "تي إن تي" شديدة الانفجار.
أما "القسام 3" فكان أكثر الصواريخ المتطورة التي صنعتها المقاومة الفلسطينية، إذ يصل طوله إلى ما يزيد عن ثلاثة أمتار، وفاق مداه 16 كيلومترًا، ولديه القدرة على قصف عمق مستوطنة "سديروت". بالإضافة إلى ذلك، يحمل رأسًا متفجرًا مكوّنًا مما يزيد عن 10 كيلوجرامات من مادة "تي إن تي".