يبدو أن السيناريو الذي حذّرت منه وسائل الإعلام الإسرائيلية في الأشهر الأخيرة يتحقق الآن، وخصوصًا بعد إشارات بانضمام الجبهة الشمالية إلى ساحة التوترات، بعد ما هاجم جيش الاحتلال الإسرائيلي جنوب لبنان بنيران المدفعية في أعقاب إطلاق الصواريخ باتجاه الجليل الغربي، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.
حرب متعددة الجبهات
في الوقت نفسه، يواصل الاحتلال شن غاراته الدموية على قطاع غزة، وسط سيطرة عناصر المقاومة الفلسطينية على مدن عسقلان وبعض المستوطنات المحيطة بها، الأمر الذي يصفه الاحتلال بـ"الكابوس الإسرائيلي" إذ تخوض تل أبيب حرب "متعددة الجبهات"، بحسب تقارير إسرائيلية.
ذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن التوترات في الجبهة الشمالية وصلت إلى الذورة، مؤكدة أن المروحيات الإسرائيلية هاجمت نقطة مراقبة في لبنان بعد إطلاق نار مضاد للدبابات من الأراضي اللبنانية على مركبة عسكرية في المنطقة المحيطة بمستوطنة "أفيفيم"، وأسفرت عن مقتل جنديين إسرائيليين.
الجبهة الشمالية
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنه تم رصد نحو 15 عملية إطلاق باتجاه إسرائيل من الأراضي اللبنانية، وبحسب الإعلان، اعترضت مقاتلات الاحتلال أربع عمليات إطلاق، وسقطت 10 أخرى في مناطق مفتوحة.
في هذه الأثناء، يجري هرتسي هاليفي، رئيس الأركان، تقييمًا للوضع في القيادة الشمالية، مع قائد القيادة الشمالية وقادة القوات المنتشرة في القطاع، كجزء من تقييمات الجيش الإسرائيلي لجميع القطاعات.
وقال أندريا تيننتي، المتحدث الرسمي باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، إنهم رصدوا مساء اليوم إطلاق صواريخ من جنوب مدينة صور اللبنانية باتجاه إسرائيل.
وأضاف "تيننتي" في بيان له، اليوم الثلاثاء، أن اليونيفيل تواصل اتصالاتها مع السلطات على جانبي الخط الأزرق لتهدئة هذا الوضع الخطير للغاية، كما حث الجميع على ممارسة ضبط النفس في هذا الوقت الحرج.
عسقلان وسديروت
في الوقت نفسه، سُمِعَت صفارات الإنذار مجددًا في مدينة عسقلان الإسرائيلية جراء إطلاق الصواريخ الفلسطينية، بعد أن طالبت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، بإخلاء المدينة من المستوطنين قبل الخامسة مساءً تحت شعار "التهجير بالتهجير"، وذلك ردًا على جرائم إسرائيل بإجبار الفلسطينيين على النزوح من منازلهم، بحسب "يديعوت أحرونوت".
ونقلًا عن متحدث باسم الجيش الإٍسرائيلي، يتواصل الاشتباك في مدينة سديروت، فيما تجري المنظمات المعنية بالاستيطان إخلاء المستوطنات المحيطة بها مع انتشار عناصر المقاومة بها.
اجتياح قطاع غزة
ويواصل الطيران الإسرائيلي غاراته المكثفة على القطاع المكتظ بالسكان، وأسفرت عن مقتل المئات وإصابة الآلاف من الأبرياء، تزامنًا مع الإعلان عن الاستعداد لاجتياح غزة.
وفي الوقت الذي تعرض فيه الدول جهود الوساطة لإنهاء الحرب، تدرس الولايات المتحدة إمكانية إرسال حاملة طائرات أخرى إلى المنطقة لتوفير مجموعة من الدعم الجوي أو خيارات الضربات بعيدة المدى لإسرائيل إذا طلب ذلك، ، وذلك بحسب الصحف الإسرائيلية والأمريكية.
وبحسب تصريحات نقلتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن يوآف جالانت، وزير دفاع الاحتلال، فإن إسرائيل تتجه نحو اجتياح غزة، في إشارة إلى المزيد من التدمير للقطاع المكتظ بالسكان.
ويتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والأراضي المحتلة لليوم الرابع تواليًا، موقعًا مزيدًا من الشهداء والجرحى في صفوف الفلسطينيين، ودمارًا في منازلهم وممتلكاتهم، وبالمؤسسات العامة والخاصة.
وينفذ جيش الاحتلال عملية "السيوف الحديدية" ضد قطاع غزة، التي قال إنها تأتي ردًا على عملية طوفان الاقصى التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية وخلفت مئات القتلى والجرحى والأسرى.
وطوفان الأقصى، هي عملية عسكرية نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية بشكل متزامن عبر الجو والبحر والبر، في السادسة والنصف من صباح السبت، واستهدفت الضربة الأولى لها مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية إسرائيلية.
