الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

دفاع عن النفس أم انحياز واضح لإسرائيل؟.. "طوفان الأقصى" بعيون العالم

  • مشاركة :
post-title
عناصر من المقاومة الفلسطيني يعتلون دبابة إسرائيلية عقب مباغتة عملية "طوفان الأقصى"

القاهرة الإخبارية - سمر سليمان

على الرغم من أن مباغتة المقاومة الفلسطينية لكيان الاحتلال الإسرائيلي، بعملية "طوفان الأقصى"، مثّلت ردًا منطقيًا أمام الانتهاكات المستمرة لحقوق الشعب الفلسطيني، إلا أن التصعيد، الذي قُدّرَ بأنه الأكثر دموية في تاريخ المواجهات بين الجانبين، دفع الغرب لتبني صوت واحد مبتغاه حشد الجهود لدعم مطلق لإسرائيل، مقابل النزول بالحق الأصيل للفلسطينيين في إقامة دولة موحدة إلى "طموح" مشروع.

وبدأت عملية "طوفان الأقصى" التي شنّتها المقاومة الفلسطينية، في ساعة مبكرة من صباح السبت الماضي، بهجمات متزامنة عبر البر والبحر والجو، استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية إسرائيلية في القدس وتل أبيب وأشدود، فيما تسلل عناصرها إلى مستوطنات الغلاف وقتلوا عددًا من جنود وأسروا آخرين ومعهم مدنيين بعضهم مزدوجي الجنسية.

ولليوم الرابع على التوالي، واصلت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، شن المزيد من الغارات الجوية على منازل الفلسطينيين في قطاع غزة ومدن الضفة الغربية، إضافة إلى مئات الغارات على مؤسسات ومبانٍ ومقار مختلفة وأحياء سكنية في حي الرمال وخان يونس ورفح، على أثرها تجاوزت حصيلة العدوان أكثر من 849 شهيدًا وما يقارب 4360 جريحًا.

مواقف عربية

وحذّرت مصر من مخاطر وخيمة للتصعيد الجاري بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، في أعقاب سلسلة من الاعتداءات ضد المدن الفلسطينية. داعيةً إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنب تعريض المدنيين للمزيد من المخاطر، ولفتت إلى وتيرة عنف جارية، من شأنها أن تؤثر سلبًا على مستقبل جهود التهدئة.

ودعت الأطراف الفاعلة دوليًا، والمنخرطة في دعم جهود استئناف عملية السلام، إلى حث إسرائيل على وقف الاعتداءات والأعمال الاستفزازية ضد الشعب الفلسطيني.، بحسب بيان أوردته الخارجية المصرية.

بينما أكد الأردن ضرورة وقف التصعيد بين الجانبين، وحذّر من تداعياته على "جهود التهدئة الشاملة" و"أمن المنطقة".

كذلك دعت السعودية إلى الوقف الفوري للتصعيد بين الجانبين، وحماية المدنيين، محذرة من خطورة الوضع العسكري الحالي.

أما الإمارات فدعت إلى "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والوقف الفوري لإطلاق النار لتجنب التداعيات الخطيرة"، بحسب بيان لوزارة خارجيتها.

وحمّلت قطر إسرائيل "وحدها مسؤولية التصعيد الجاري الآن بسبب انتهاكاتها المستمرة لحقوق الشعب الفلسطيني" ودعت لوقف التصعيد، فيما أعربت الكويت عن "قلقها البالغ" وكذلك حمّلت إسرائيل مسؤولية "الاعتداءات السافرة".

ضربات إسرائيلية مكثفة على قطاع غزة

مسيرات تضامنية مع الشعب الفلسطيني

وتظاهر أكثر من مئتي شخص، اليوم الثلاثاء، أمام مجلس الأمة (البرلمان الكويتي)، دعمًا للفلسطينيين. منددين بالعدوان الإسرائيلي.

وفي إيرلندا، خرج الآلاف من أبناء الجاليات العربية والإسلامية، اليوم الثلاثاء، تضامنًا مع القضية الفلسطينية منددين بالمجازر التي يرتكبها كيان الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة ومدن الضفة الغربية.

وطالب المتظاهرون، في العاصمة دبلن، الحكومة الإيرلندية بالتدخل السريع لحماية الفلسطينيين العُزل، ومقاطعة إسرائيل إثر جرائم ترتكبها على مدار الأيام الثلاثة الماضية التي ترقى إلى جرائم الحرب بحسب مواثيق الأمم المتحدة وحقوق الإنسان.

وبدوره أعرب رئيس الحزب الإيرلندي اليساري ريتشارد بويد باريت، عن استغرابه مما وصفه بـ"المعايير المزدوجة" التي يتحلى بها زعماء أوروبا ودولها بما فيها إيرلندا والولايات المتحدة.

وفي السويد، خرجت في مدينة يوتبوري تظاهرات حاشدة، بدعوة من الجالية الفلسطينية ومجموعة التنسيق الفلسطينية السويدية، في مواجهة ما تقوم به آلة الحرب الإسرائيلية من قتل ودمار، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

وأعرب ناشطون سويديون، خلال التظاهرة تأييدهم الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني وتعاطفهم معه، ونددوا بأفعال إسرائيل، وردود أفعال دول الغرب التي أكدوا أنها "تكيل بمكيالين ولا تحرك ساكن".

وطالبوا المجتمع الدولي بالوقوف أمام مسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية، وإنهاء الاعتداءات الإسرائيلية المخالفة للقانون الدولي على مدار سنوات عديدة وليس فقط المتعلقة بالتصعيد الجاري.

مسيرات تضامنية مع القضية الفلسطينية وقطاع غزة في الكويت

موقف الصين

وبينما حثت الصين الأطراف المعنية لإنهاء الأعمال العدائية لحماية المدنيين وتجنب المزيد من تدهور الوضع" أكدت أن السبيل الأساسي للخروج من هذا الصراع يكمن في "تنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطين المستقلة".

صوت غربي واحد.. ودعم مطلق لإسرائيل

وبالمقابل، نددت 5 دول غربية "على نحو لا لبس فيه" بحركات المقاومة الفلسطينية و"أعمال الإرهاب" التي ارتكبتها، بحد وصفها، اعترفت بما اعتبرته "طموحات الشعب الفلسطيني المشروعة".

وأصدرت إيطاليا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة بيانًا مشتركًا، أورده قصر الإليزيه، في وقت سابق أمس الاثنين، لتأكيد دعمها جهود إسرائيل للدفاع عن نفسها بعد "طوفان الأقصى" الذي شنته المقاومة الفلسطينية.

وقال البيان المشترك: "نعترف بطموحات الشعب الفلسطيني المشروعة وندعم إجراءات متساوية لتحقيق العدالة والحرية للإسرائيليين والفلسطينيين على السواء". وأضاف "سنظل متحدين في الأيام المقبلة وسنواصل التنسيق لضمان قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها".

ودعا قادة ورؤساء حكومات الدول الخمس إلى عدم توسيع نطاق النزاع إلى أبعد من غزة وذكر البيان "ندعو المجموعات المتطرفة الأخرى، وكل دولة قد تسعى للاستفادة من الوضع ... إلى عدم السعي لاستغلال هذا الوضع لغايات أخرى، وعدم توسيع نطاق النزاع إلى أبعد من غزة".

وأعرب المستشار الألماني أولاف شولتس، في أعقاب اجتماع وزاري مشترك في هابورج، اليوم الثلاثاء، أن برلين وباريس تتفقان على دعم مُطلق لإسرائيل إثر الاعتداء الكبير للمقاومة الفلسطينية ووصف طوفان الأقصى بـ"المرعب والبربري".

وأكدت لندن عزمها على ضمان أن يتحدث العالم بصوت واحد. وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك لنظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في وقت سابق الأحد، إن بلاده تقف إلى جانب إسرائيل "على نحو لا لبس فيه" في أعقاب الهجمات التي شنتها المقاومة الفلسطينية، مشددًا على أن "لندن تعمل على ضمان أن يتحدث العالم بصوت واحد لمعارضة هذه الهجمات المروعة".

أضاف "سنواصل تقديم كل الدعم اللازم لإسرائيل، إذ نقف بثبات معها، بما في ذلك (دعم) حقها في الدفاع عن نفسها".

مراجعة للمساعدات الأوروبية للفلسطينيين

وأمام تخبط منذ أمس الاثنين بشأن المساعدات الأوروبية للفلسطينيين، نفى الجهاز التنفيذي الأوروبي صدور قرار بتعليق المساعدات المالية الأوروبية للفلسطينيين على خلفية عملية "طوفان الأقصى"، لكنه أكد أن هناك "إجماعًا على مراجعة المساعدة" للفلسطينيين.

وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، إريك مامير، في مؤتمر صحفي، اليوم الثلاثاء في بروكسل، "لن نعلق أي شيء (المساعدات) حتى ننتهي من المراجعة".

وأعلن المفوض الأوروبي أوليفر فارهيلي، في وقت سابق أمس الاثنين، في تغريدة له على موقع "إكس": "تعليق جميع المدفوعات على الفور، ومراجعة كافة المشاريع وتأجيل جميع الميزانيات المتعلقة بالمشاريع بما في ذلك السارية، حتى إشعار آخر وإعادة تقييم البرنامج بأكمله".

واعتبر المفوض الأوروبي ما وصفه بـ"الإرهاب والوحشية" ضد إسرائيل وشعبها يشكل منعطفًا، مضيفًا "ليس من الممكن التصرف وكأن شيئًا لم يكن"، لكن إسبانيا، العضو في الاتحاد الأوروبي، سارعت بالمعارضة، وأعربت عن "عدم ارتياحها" لقرار المفوضية الأوروبية.