الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الشاعر الفلسطيني فارس أبو شاويش.. استشهاد بالجسد وخلود بالكلمات

  • مشاركة :
post-title
الشاعر الفلسطيني فارس أبو شاويش

القاهرة الإخبارية - محمد عبد المنعم

"على مفترق وجع كانت ثنايا الروح متناثرة، كنت أنت هناك ترثي أحلامًا بائدة وأنا أمر لألملم بعضًا من جراحاتى، تلك التي عودتني الحياة أن أحتفظ بسرها، فكما للفرح سر، للوجع أيضا أسرار"..

الشاعر الفلسطيني الراحل فارس أبو شاويش، الذي استشهد أمس، كانت هذه كلماته التي كتبها في روايته "على قيد الموت"، لتعبر عن جانب بسيط من المعاناة التي عاشها في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وعلى الرغم من حصار الاحتلال الإسرائيلي الذي سلب منه الحياة فإنه كان يجوب العالم بكلماته وكتاباته ليصل فكره إلى أبعد من حدود الحصار، وما تزال أفكاره وكلماته طليقة وباقية، تخلّد اسمه في التاريخ بعد أن استشهد على يد الاحتلال الإسرائيلي عقب الهجمات التي نفذها أمس السبت على قطاع غزة.

فارس أبو شاويش الذي استشهد أمس نتيجة القصف الإسرائيلي كان حريصا أن يتناول مشكلات الشباب في المخيم الذي نشأ فيه، يتحدث عنهم ومعاناتهم تحت الحصار، ويقول في لقاء متلفز: "نواجه الصعوبات التي تلوح في الأفق والمشكلات التي تدفع الشباب لخيارات صعبة، فنحن نعاني من البطالة والواقع الثقافي المتدني نتيجة الحصار، لكن دائما نتحلى بالأمل وطموحين ونبحث عن المجتمع المشرق رغم ما نراه ونعيشه".

حرص "أبو شاويش" خلال حياته القصيرة أن ينقل الواقع الصعب الذي نشأ فيه إلى العالم وألا يكتفى بالحديث عن المشكلات في وسائل الإعلام فقط، إذ كان يشارك في العديد من المؤتمرات الدولية والعربية والمحلية، كما أسس العديد من الجمعيات والهيئات الشبابية لمساعدة أبناء المخيم الذي يعيش فيه.

كان لـ"أبو شاويش" مواقف واضحة ضد الاحتلال الإسرائيلي، إذ كان يرفض أن يوجد في مكان به تشارك به دولة الاحتلال، لذا انسحب من معرض الكتاب بمدينة تورينو الإيطالية عام 2012 بعد أن عرف أن إسرائيل ضيف شرف الدورة.

حصل "أبو شاويش" على العديد من الجوائز أبرزها جائزة أفضل أغنية وطنية للعام 2007 ضمن المهرجان الدولي للأغنية الوطنية والتراث بالأردن، وحصل على جائزة قلم الشعراء الدولية في العاصمة الفرنسية باريس في العام نفسه من الشبيبة الفرنسية.

قدّم "أبو شاويش" العديد من الروايات التي عبّر فيها عن الدمار الذي لحق بالشباب نتيجة معيشتهم الصعبة تحت الحصار وفي المخيمات، كان آخر تلك الروايات "على قيد الموت" التي أكد من خلالها فكرة أن الصمود فعل إنساني يستهدف إعلاء قيم الحياة.

"أبو شاويش" كان عضو الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين، إذ نعاه الاتحاد: "نودع الشاعر الشهيد أبو شاويش نتقدم من أهله وأحبته والكتّاب والأدباء بخالص العزاء والمواساة، سائلين الله سبحانه وتعالى أن يتقبله مع الشهداء وأن ينزله منزلتهم العالية، ودرجاتهم في الجنة الواسعة، ونسأل الله أن يلهم أهله الصبر والسلوان وعظيم الأجر"، كما نعته وزارة الثقافة الفلسطينية بكلمات مشابهة.

تلك الرحلة القصيرة التي لمعت بالعديد من المواقف الواضحة والجريئة انتهت أمس، ولكنها لا تزال باقية في قلوب كل محبيه ولا تزال كلماته تحلق عاليا، فلن تنطوي صفحة الشهيد الفلسطيني وآثاره داخل كل من أعطاهم الأمل للحياة.