قال أولاف شولتس، المستشار الألماني، إن القوات الألمانية لا يمكنها المشاركة في صيانة صواريخ "تاوروس"، سواءً في أوكرانيا أو خارجيًا، وذلك في إجابته على سؤال حول شروط توريد تلك الصواريخ إلى كييف.
"شولتس"، قال على هامش قمة غير رسمية للزعماء الأوروبيين في غرناطة، إن مشاركة الجنود الألمان في أي أنشطة، حتى خارج أراضي أوكرانيا أمر مستحيل، بحسب "روسيا اليوم".
تعليق شولتس يأتي بعد تأكيد رئيسة لجنة الدفاع في البرلمان الألماني، ماري أجنيس ستراك زيمرمان، أن ألمانيا قد ترسل صواريخ "تاوروس"، إلى أوكرانيا، مضيفة: "المستشار الألماني أولاف شولتس، يتعرض لضغوط شديدة وقد يرغب في إنهاء المناقشات حول هذا الموضوع، ولكن إذا أعطى الأمريكيون الضوء الأخضر لإرسال منظومات "أتاكمس" الصاروخية الخاصة بهم، فربما سيوافق شولتس أيضًا على ذات السيناريو".
لا خطط في المستقبل المنظور
وكشفت صحيفة "بيلد" الألمانية أن ألمانيا ليس لديها أي خطط في المستقبل المنظور لتزويد كييف بصواريخ من طراز "تاوروس"، التي يطالب الجيش الأوكراني بالحصول عليها.
وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، أجلت السلطات الألمانية إرسال صواريخ تاوروس بعيدة المدى إلى أوكرانيا، خوفًا من الانجرار إلى مواجهة مباشرة مع روسيا.
قدرات صاروخ تاوروس
يعتبر صاروخ تاوروس "Taurus KEPD-350"أحد أحدث أنظمة الأسلحة لدى الجيش الألماني، وهو صاروخ موجه يبلغ طوله خمسة أمتار ووزنه حوالي 1,4 طن، يتم إسقاطه من الطائرات المقاتلة، بعدها يطير بواسطة محرك نفاث إلى أن يصل لهدفه المحدد مسبقًا.
ويعتبر صاروخ تاوروس، سلاحًا للقتال عن بعد، ويطير بسرعة تصل إلى 1170 كيلومتر في الساعة، أي أقل بقليل من سرعة الصوت.
يُحلق تاوروس، على ارتفاع، 35 مترًا فقط، ما يصعب اكتشافه من قبل رادارات العدو، ويُمكنه أن يضرب الأهداف حتى 500 كلم، وهو ما يجعله سلاحًا للقتال عن بعدٍ، إذ إن الطيارين يُمكنهم التسديد نحو أهداف بعيدة دون دخول المجال الجوي للعدو.
ويستخدم الصاروخ لضرب أهداف عالية الدقة، مثل المخابئ ومراكز القيادة، كما أنه قادر على اختراق العديد من الجدران الخرسانية المسلحة السميكة، إذ يرتفع بشكل حاد قبل الهدف مباشرة، ثم يضرب الهدف من أعلى في هبوط عمودي مع طاقة حركية عالية.
ولا ينفجر الصاروخ دفعة واحدة، فقبل أن ينفجر الرأس الحربي الفعلي، تنفجر شحنة أولى لتحدث ثقبًا في جدار المكان المحصن، ثم يخترق "جهاز اختراق معدني" يزن 400 كيلوجرام، كما أنه يستخدم أجهزة استشعار لقياس مقدار المقاومة التي يجب أن يتغلب عليها، ويستطيع "تاوروس" اختراق عدة طوابق من المخبأ قبل أن ينفجر الرأس الحربي، بحسب "دويتشه فيله".
ويكون صاروخ تاوروس، مزودًا، بأربعة أنظمة ملاحة مستقلة عن بعضها، ما يمكنه من العثور على هدفه والبقاء على المسار الصحيح، ونظام الملاحة الخاص به مدعوم من الأقمار الصناعية ومحمي ضد محاولات التشويش.
ويستخدم تاوروس، نظام الملاحة المرجعية للتضاريس، ويقوم بمسح الأرض ومقارنة الوضع بالبيانات المخزنة، كما يستخدم مستشعرات الصور والجسور أو الأنهار لمعرفة الاتجاه.
لماذا تريده أوكرانيا؟
حال حصلت عليه أوكرانيا، ستتمكن من استهداف المواقع الروسية الخلفية على خط الجبهة، وتدمير طرق الإمداد ومراكز القيادة الروسية، إضافة إلى قدرتها على الوصول إلى أهداف في شبه جزيرة القرم، وبالتالي قد يساعدها على استعادة أراضيها.