يخطط البيت الأبيض، لعقد اجتماع مباشر بين الرئيس الأمريكي جو بايدن، والزعيم الصيني شي جين بينج، في سان فرانسيسكو، الشهر المقبل، في إطار سعي البلدين لتحقيق الاستقرار في العلاقات المضطربة، بحسب صحيفة "واشنطن بوست".
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين كبار، إن هناك احتمال قوي جدًا لعقد الاجتماع، وأضاف أحدهما: "لقد بدأنا عملية التخطيط".
ويأتي لقاء شي جين بينج وبايدن، بعد لقاءات أخرى رفيعة المستوى بين البلدين، في الأشهر الأخيرة، والتي شهدت زيارات مسؤولين أمريكيين للصين، مثل وزير الخارجية أنتوني بلينكين في يونيو، ووزيرة الخزانة جانيت يلين في يوليو ووزيرة التجارة جينا ريموندو في أغسطس.
ملفات على الطاولة
وعن أبرز الملفات المتوقع مناقشتها خلال قمة الرئيسين الأمريكي والصيني، تأتي نقاط الخلاف في المقدمة، وعلى رأسها أزمة تايوان والحرب تجارية ومزاعم التجسس، وقضايا حقوق الإنسان والتعريفات التجارية، وغيرها.
أزمة تايوان
تعد تايوان أحد أبرز نقاط الخلاف بين القوتين العظميين، والتي تعتبرها الصين جزءًا من أراضيها، وتعتزم إخضاعها حتى لو تطلب الأمر التدخل بالقوة.
وفي عام 2021، تعهد بايدن بالدفاع عن تايوان، حال تعرضها لغزو صيني، إلا أنه عاد بعد ذلك وقال إن السياسة الأمريكية تعترف بـ"صين واحدة"، وتؤكد على الحفاظ على الوضع الحالي للجزيرة.
وزاد الخلاف الأمريكي الصيني، بعد زيادة رئيسة مجلس النواب الأمريكي السابقة، نانسي بيلوسي إلى تايوان، في تحدٍ واضح للتهديدات التي أطلقتها بكين، ثم لقاء رئيسة تايوان رئيس مجلس النواب الأمريكي السابق كيفين مكارثي.
وردّت الصين وقتها بتحركات عسكرية غير مسبوقة حول الجزيرة، وأرسلت سفنًا حربية إلى المياه المحيطة بالجزيرة، وسط تحذيرات من "ردٍّ حاسم".
أزمة التجسس
في فبراير الماضي، اندلعت أزمة بين البلدين، بعد أن أسقطت أمريكا منطادًا صينيًا، كان يحلق فوق أراضيها وقالت إنه جزء لا يتجزأ من برنامج تجسس عالمي، وهو ما نفته الصين بشدة، واتهمت الولايات المتحدة بإرسال مناطيد إلى مجالها الجوي، وهو ما نفاه الصينيون أيضًا.
كان لتلك الواقعة تأثيرًا فوريًا، إذ تم تأجيل الزيارة التي كانت منتظرة لوزير الخارجية الأمريكي غلى الصين.
بحر الصين الجنوبي
وتعد السيادة في بحر الصين الجنوبي، أحد أبرز الملفات التي تسببت في زيادة التوتر بين القوتين العظميين، إذ تسعى الصين لفرض سيادتها في بحر الصين الجنوبي بالكامل، متجاهلة قرار محكمة تحكيم دولية، فيما تسعى الصين لفرض وجودها من خلال قواعد الفلبين، ففي فبراير 2023 عززت مانيلا وواشنطن تحالفهما الذي بدأ عام 1951، ما سمح للجيش الأمريكي بالوصول إلى بعض القواعد الفلبينية.
حرب أشباه الموصلات
تدور حرب شرسة بين القوتين العظميين خاصة بعد أن تنامى الوجود الصيني في هذه الصناعة، وعندها فرضت واشنطن في أكتوبر 2022 عن ضوابط تصدير جديدة للحد من شراء بكين وتصنيعها للرقائق المتطورة المستخدمة في التطبيقات العسكرية باسم "الأمن القومي".
وفي مواجهة هذه القيود قدمت الصين إجراء أمام منظمة التجارة العالمية، ثم فرضت قيودًا على الغاليوم والجرمانيوم وهما من العناصر الأساسية في صناعة أشباه الموصلات.
برنامج كوريا الشمالية النووي
تتهم الولايات المتحدة الصين بالتستر على انتهاكات كوريا الشمالية، التي أطلقت عددًا قياسيًا من الصواريخ الباليستية في 2022، لكنها تطلب مساعدة بكين لمحاولة إثناء بيونج يانج عن إجراء تجربة نووية، والتي ستكون في حال حصولها الأولى منذ عام 2017، بحسب "يورو نيوز".
الحرب في أوكرانيا
تعد الحرب في أوكرانيا أحد أبرز نقاط الخلاف الحديثة بين القوتين العظميين، إذ تشكك الولايات المتحدة في أن بكين تريد تسليم أسلحة إلى موسكو، إلى جانب دعمها اقتصاديًا بشكل كبير.