13 عاماً فقط بالفن خلدت أسمها بالتاريخ لأكثر من قرن
عمر فني قصير عاشته المطربة السورية أسمهان، التي ولدت في مثل هذا اليوم ٢٥ نوفمبر و لكن منذ 110 أعوام ، تلك الفتاة التي رحلت في عمر ٣٢ عامًا، نجحت في فترة وجيزة في تحقيق نجاح فني كبير، لما تمتلكه من صوت جبلي يجمع بين الرقة والعذوبة، البساطة، والتمكن، جعل كل من يسمعها يقع في غرام صوتها الساحر، وجمال أدائها.
نشأت أسمهان بين أحضان جبل الدروز في سوريا، فاستوحت كثيرًا من صفاته، وأثر في شخصيتها، وهو ما انعكس على فخامة صوتها، حتى أن الموسيقار محمد عبد الوهاب وصف صوتها بأنه لسيدة كبيرة وليس لفتاة صغيرة لم تتجاوز بعد الـ 18 عاما.
معاناة
لم تكن حياة أسمهان مفروشة بالورود، لكنها حملت في طياتها معاناة وقسوة وتقلبت فيها بين رغد العيش وأيام البؤس، فبعد أن نشأت في عائلة كبيرة في سوريا وكان والدها من كبار المسئولين هناك، ولكن ثمة خلافات سياسية لعبت دورها في مجيء أسرتها إلى مصر لتعيش وتحقق فيها شهرتها وتصنع اسمها الذي اختاره لها الملحن المصري داوود حسني، بعد أن أعجب بصوتها، وقرر تبني موهبتها وتعليمها الغناء والموسيقى، بعد أن سمع صوتها صدفة أثناء زيارته لشقيقها المطرب فريد الأطرش في المنزل.
كافحت أسمهان كثيرًا لكي تحقق لنفسها مكانة في مصر، وساعدها غناؤها في الصالات والقصور في انتشارها وتعرفت على العديد من الشخصيات المهمة، وساعدها جمالها في الاستحواذ على القلوب.
50 أغنية بـ 13 عامًا
قدمت أسمهان رصيدًا من الأغاني وصل إلى ما يقرب من 50 أغنية في وقت قصير لم يتجاوز الـ 13 عامًا قبل أن يخطفها الموت عام 1944، ورغم مرور 78عامًا على رحيلها ولكن لا يزال اسمها وأغنياتها تتردد حتى الآن، ومن أشهرها "بدع الورد"، "امتى هتعرف" والتي لحنها لها الموسيقار محمد القصبجي، وقدمتها أمام الفنان يوسف وهبي في فيلم "انتصار الشباب".
رفض احتكار صوتها
حرصت آمال الأطرش – اسمها الحقيقي- على التعاون مع عدد من الملحنين وتمردت على أن يقوم ملحن واحد باحتكار صوتها، فعملت مع كثيرين مثل الملحن زكريا أحمد الذي قدم لها عددًا من الأغاني مثل "عاهدني يا قلبي"، و"عذابي في هواك"، و"هديتك قلبي"، كما لحن لها الموسيقار محمد عبد الوهاب أغنية "محلاها عيشة الفلاح" و"مجنون ليلى" بعد أن وضعت بصمة صوتها عليهما في فيلم "يوم سعيد".
دعم فريد الأطرش
كان شقيقها فريد الأطرش، داعمًا كبيرًا لها في حياتها، فبدأت معه الغناء في الصالات، وقدم معها فيلم "انتصار الشباب" حيث كان يسرد من خلال العمل قصة قريبة الشبه لحياتهما التي عاشها الثنائي حيث جسدا فيه دور شقيقين يعملان في أحد الملاهي الليلية بحثا عن لقمة العيش، ومحاولة لإثبات موهبتهما في الغناء، ولكن الصدف تلعب دورها في حياتهما خلال أحداث الفيلم، وقام بتأليف وإخراج العمل أحمد بدرخان والذي سرعان ما نشأت بينه وبين أسمهان علاقة عاطفية ليتزوجا عرفيًا، ولكن يحدث الانفصال بعد وقت قصير، وقبل أن تحصل على الجنسية المصرية.
دويتو ناجح
قام شقيقها فريد الأطرش بتلحين حوالي 13 أغنية لها، والتي قدمتها في فيلمي "انتصار الشباب" و"غرام وانتقام" الذي لعب معها بطولة العملين وقدمت في الأخير أغنيتها الشهيرة" قهوة " التي كتبها الشاعر الغنائي مأمون الشناوي ولحنها فريد الأطرش.
نهاية حزينة
في بداية العقد الثالث رحلت أسمهان عن عالمنا بعد حادث مأساوي، لترحل صوت الجبل فجأة ولكن التاريخ كان كفيلًا بتخليد اسمها، فمنذ 7 سنوات احتفى "جوجل" بوضع صورتها على محرك البحث بمناسبة مرور 103 أعوام على ميلادها، واليوم يمر ذكرى ميلادها الـ 110.
الماء
ولعل المفارقة العجيبة في قصة حياة أسمهان أن المياه لعبت دورًا كبيرًا في ميلادها ووفاتها، حيث ولدت على متن سفينة في قلب الماء، كانت تحمل أسرتها من تركيا إلى موطنهم الأصلي في بلاد الشام على أثر خلافات بين أبيها ومسئولين أتراك، وأيضا كان كلمة السر في وفاتها حيث غرقت بسيارتها في ترعة بمدينة دمياط، ليكتب الماء شهادة ميلادها ووفاتها.