وسط سعي الصين لاستراتيجيتي "التوحيد السلمي" و"التوحيد بالقوة" تجاه تايوان، يؤكد تقرير نشرته لجنة الهدنة العسكرية التابعة لقيادة الأمم المتحدة، أهمية احتفاظ تايبيه بقدراتها القتالية واستخدام تكتيكات حربية. ويحذر أيضًا، من زيادة المخاطر الجيوسياسية وتهديدات الأمن القومي لتايوان على المدى القصير إلى المتوسط.
ويسلط التقرير الضوء على أن تكتيكات بكين، بما في ذلك الترهيب والهجمات المحلية، يمكن أن تشل أنظمة البنية التحتية في تايوان، مما قد يؤثر على نتيجة أي صراع. وبينما تحاول الصين التوحيد السلمي من خلال الحوافز الاقتصادية، فإنها تواجه تحديات تتعلق بالخلافات السياسية في تايوان، والمعارضة الدولية. ويشير التقرير إلى أنه يتعين على تايوان تعزيز قدراتها الدفاعية واستعدادها لمواجهة التكتيكات السلمية والعسكرية.
شلل البنية التحتية
يحذر التقرير من تزايد المخاطر الجيوسياسية وتهديدات الأمن القومي التي تشكلها استراتيجيات بكين على المدى القصير إلى المتوسط. ويؤكد أن استعداد تايوان وقدرتها على الرد على الترهيب والهجمات المحلية أمر بالغ الأهمية، لأنها يمكن أن تعطل أنظمة الطاقة والاتصالات والأنظمة الطبية في البلاد، مما قد يؤثر على نتيجة الصراع، حسبما ذكرت شبكة "بي بي سي".
التحديات والفرص
تواجه تايوان تحديات كبيرة في مجال الدفاع، نظرًا للفارق المادي والتكنولوجي بينها وبين الصين، التي تمتلك أكبر جيش في العالم من حيث عدد الجنود والمعدات. كما تواجه تايوان صعوبات في شراء أسلحة متطورة من حلفائها، خصوصًا من الولايات المتحدة، التي تحافظ على سياسة "صين واحدة"، والتي تعترف بالصين بدلًا من تايوان كممثل شرعي للشعب الصيني، حسبما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست".
ومع ذلك، فإن تايوان لديها فرص لتحسين قدراتها الدفاعية، من خلال الاستثمار في مشاريعها الخاصة لتطوير الطائرات والسفن والصواريخ، والتي تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي والتقليل من الاعتماد على الواردات.
كما تستفيد تايوان من دعم سياسي وعسكري من دول أخرى، مثل اليابان وأستراليا والهند وفرنسا، التي تشعر بالقلق من توسع الصين في المنطقة، وترغب في حماية حرية الملاحة والتجارة في المحيط الهادئ.
التوصيات
يجب على تايوان تعزيز دفاعها في ظل التهديدات الجيوسياسية المتزايدة من الصين، وذلك باتخاذ خطوات عملية واستراتيجية، مثل زيادة مخصصات الدفاع بشكل مستمر ومناسب للحاجة، وتخصيص جزء كبير منها للبحث والتطوير والابتكار. والتركيز على تطوير قدرات الحرب غير المتماثلة، مثل الصواريخ المضادة للسفن والغواصات والطائرات بدون طيار والحرب الإلكترونية، التي يمكن أن تشكل ردعًا فعالًا ضد هجوم محتمل من الصين، حسبما ذكر موقع "NewsWeek".
بالإضافة إلى، تحسين جودة وكفاءة القوات المسلحة، من خلال تدريب أفضل وإصلاح أكبر للهيكل التنظيمي والإداري، وزيادة جاذبية الخدمة العسكرية للشباب. وتعزيز التعاون الأمني مع حلفائها في المنطقة وخارجها، من خلال المشاركة في التدريبات المشتركة وتبادل المعلومات والخبرات والأسلحة، وتأسيس قنوات اتصال فعالة لتجنب التصعيد أو التفاهم الخاطئ.
ومن ناحية أخرى، حفظ التوازن بين الدفاع عن سيادتها وحقوقها، والحفاظ على قنوات الحوار مع الصين، بغية تخفيف التوترات وإقامة علاقات سلمية ومستقرة على أساس احترام المصالح المشتركة.